الأمن عبر التاريخ

الصفة الشرعية والأخلاقية الثامنة لرجل الأمن في الاسلام

الصفة الشرعية والأخلاقية الثامنة لرجل الأمن في الاسلام


 


قراءة في كتاب” رجل الأمن في الإسلام “- شروطه.. صفاته.. آدابه  للدكتور إبراهيم علي محمدأحمد


 


ثامناً: الحكمة


تأتي في اللغة بعدة معان منها العدل ،والحلم، والعلم وقبل هي: الفهم والعقل ، وقيل الاصابة في القول والعمل. وقيل : الفقه والعقل. وقيل وضع الأشياء في مواضعها.  إن الحكمة بجميع معانيها يحتاجها  رجل الأمن والمخابرات فهو محتاج إلى العلم  والحلم والعقل والفقه والفهم والاصابة في القول والعمل  ووضع الأشياء في مواضعها.


فهي أمور يتطلبها العمل الأمني والاستخباري . بل تعد من أساسياته فلا وصول إلى المعلومة بدون علم ولا تحليل لها بدون فقه وفهم ، ولا تصبح ذات جدوى إلا إذا كان رجل الأمن على صواب في قوله وعمله.


ومن هنا يظهر الحاجة إلى هذه الصفة التي تجعل رجل الأمن يتصرف  التصرف الحكيم الراشد في عمله الأمني ، فيختار المنهج المناسب مع العدو ، ويختار الأسلوب المناسب  للتعامل معه ، ومن ثمة الوسيلة المثلى للحصول على مبتغاه . ومن أساليب الحكمة في العمل الأمني أن يستخدم الرفق حيث تكون الحاجة إليه ، والحزم  حيث لا ينفع اللين ، فيظهر في كل مقام بما يناسبه، إذا أدخل بذلك جنى نتائج عكسية وأساء أكثر مما أحسن وأفسد أكثر مما  أصلح . لذا قيل في المثل :” أرسل حكيماً ولا توصه “. ورجل الأمن أشبه برسول ولي الأمر إلى الناس فعليه أن يكون حكيماً مصلحاً ، ولن يبذل ما في وسعه لتحقيق الهدف  الذي من أجله أرسل والمتمثل في استتباب الأمن والحفاظ على أسرار الأمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى