الصفة الشرعية والأخلاقية التاسعة لرجل الأمن في الاسلام
الصفة الشرعية والأخلاقية التاسعة لرجل الأمن في الاسلام
قراءة في كتاب” رجل الأمن في الإسلام “- شروطه.. صفاته.. آدابه للدكتور إبراهيم علي محمدأحمد
تاسعاً: الرفق
الرفق وهو اللطف ولين الجانب وحسن الصنع ، ورجل الأمن حين يرفق في عمله يكون عوناً للمواطنين على طاعته والتعاون معه في أداء مهمته.
ورد في الحديث :”إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله “. وإن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ومالا يعطي على سواه”.
“وإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه” . فزينة رجل الأمن الرفق في عمله.
ولرجل الأمن أسوة في رفقه صلى الله عليه وسلم إذا نظر إلى رفقة بالاعرابي الذي بال في المسجد فقام الناس إليه ليقعوا فيه فقال صلى الله عليه وسلم :”دعوه وأريقوا على بوله سجلاً من ماء أو ذنوباً من ماء فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين”.
فعلى الرغم من قبح فعل الإعرابي ، وعظم إساءته أحسن إليه النبي صلى الله عليه وسلم ، وعلمه ما جهل فقال له :” إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر وإنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن”.
وهناك كثير من التصرفات قد تكون صادرة عن جهل من المواطنين حقيقة فينبغي أن يكون رجل الأمن رفيقاً حتى يتبين له حقيقة ذلك التصرف وهل هو ناشيء عن جهل أم علم ، وعلى ضوء ذلك يتصرف رجل الأمن فيمكن حينها أن يستمر في الرفق في حالة الجهل ويتحول إلى الشدة في حالة العلم وتعمد المخالفة.
لذا ينبغي أن يتصرف رجل الأمن بالرفق ، ولين القول وطلاقة الوجه، وسهولة الأخلاق عند قيامه بعمله بين المواطنين وبخاصة أنه عندما يذكر الأمن ورجال الأمن يتبادر إلى الذهن الفظاظة والغلظة والشدة ، ويرجع ذلك إلى قلة هذه الصفة وسط العاملين في هذا المجال ، فبعضهم لا يعرف الرفق إلى قلبه سبيلاً. ولما كان رجل المخابرات في الجهاز الاسلامي رجل رسالة ، ينبغي أن يتميز عن غيره . فكم من اناس هداهم الله بسبب الرفق والاحسان إليهم من قبل رجال الأمن، ويكفينا في هذا المجال قوله تعالى:( … وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ … )آل عمران159 .
إذن فليتق رجل الأمن ربه وليرفق بالناس ، وبخاصة في مثل هذا الزمان الذي أصبح فيه المسلم المتمسك بدينه يرمي بالتعصب والتزمت والتطرف لينفر منه الناس ، ويبتعدوا عن الدين الحق.
لذا على رجل الأمن والمخابرات المسلم ان يراعي ذلك ، ويطبق هذه الصفة تطبيقاً عملياً في تعامله مع الجمهور حتى يشعر الناس وبصورة عملية الفارق بين الجهاز الامن الاسلامي وغير الاسلامي ، وبين رجل الامن الاسلامي وغيره، وليس هناك أبلغ من البيان بالعمل. وإذا لم يلتزم رجال الأمن الاسلامي بهذه الصفة فقد لا يشعر الناس بالفرق بينهم وبين الآخرين ، وهنا تكمن الخطورة.