العدو الصهيوني يرسم صورة دموية لما بعد الجمعة
المجد
جددت فصائل المقاومة الفلسطينية، أمس، تأكيدها على انتهاء التهدئة غدا الجمعة حكماً، في ضوء عدم التزام العدو الصهيوني بها، وهو ما عكسته أيضاً وسائل الإعلام الصهيونية، التي توقعت سيناريوهات دموية للمرحلة المقبلة.
يأتي ذلك، في وقت أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إطلاق ٢٢ صاروخاً وثلاث قذائف هاون على مستوطنتي سديروت وأشكول ومدينة عسقلان، في إطار ردها على اغتيال القيادي في الحركة جهاد نواهضة قرب جنين أمس الأول. واعترفت مصادر صهيونية بسقوط جريحين في عسقلان وإصابة أحد المصانع في سديروت بأضرار جسيمة.
إلى ذلك، قصفت طائرات صهيونية بصاروخين محيط مبنى بلدية بيت حانون في قطاع غزة، وذكرت مصادر طبية أن فلسطينياً قتل جراء إصابته بشظية احد الصاروخين.
من جهته، أكد القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان أن التهدئة تنتهي غدا الجمعة، مشددا على أنّ الفصائل لن تمددها لأن دولة العدو الصهيوني لم تلتزم باستحقاقاتها. وقال رضوان لشبكة »فلسطين الآن« إنّ »انتهاء التهدئة ليس بحاجة لأن يعلنه احد، لأن موعد انتهائها الطبيعي بحسب الاتفاق الذي رعته مصر هو في التاسع عشر من الشهر الحالي، وعليه تكون التهدئة قد انتهت«.
من جهته، قال المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس ، أبو عبيدة أن »التهدئة بشكلها الحالي غير مرشحة للتمديد«، مشدداً على أنّ »أي عسكري أو سياسي صهيوني، لا يستطيع تحمل نتيجة قرار كبير بحجم اجتياح قطاع غزة« وأن »المقاومة الفلسطينية تستعد لمواجهة أي عدوان محتمل«.
كذلك، اعتبرت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين أنّ »الشعب الفلسطيني، سواء في غزة أو في الضفة، لم يستفد من التهدئة«، مشددة على أن »التهدئة القابلة للحياة يجب أن تكون متبادلة وشاملة وتؤدي لإنهاء الحصار ووقف العدوان وتفتح على أفق سياسي«، فيما أشار المتحدث باسم ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، أبو عبير إنّه لا معنى للتهدئة بعد ١٩ كانون الأول الحالي، مؤكداً استعداد فصيله لصد أي عدوان محتمل على غزة.
في المقابل، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى تثبيت التهدئة في غزة، معرباً عن رفضه للدعوات المطالبة بإنهائها.
يأتي ذلك، في وقت رسمت صحيفة »معاريف« صورة دموية لتطورات الوضع في غزة، حيث أشار الكاتب عوفر شيلح إلى أنّ لدى الجيش الصهيوني خططاً جاهزة لمواجهة مرحلة ما بعد انتهاء التهدئة. وأوضح أنّ »الجيش بدأ بتسخين محركات دباباته، ولكن من يتوجب عليهم إصدار أمر التحرك لا يعلمون عن أي عملية يتحدثون وما هو مضمونها«.
وأضاف أنّ القيادة الجنوبية في الجيش الصهيوني وضعت خطط التحرك منذ فترة، ولكن التأخير في تنفيذ العملية له أسباب تكتيكية، موضحاً أنه »يجري الحديث عن أهداف عديدة في غزة يتطلب تحقيق كل منها عملية عسكرية مختلفة«. وأضاف أن تقديرات الجيش تشير إلى إمكانية مقتل ٨٠٠ فلسطيني على الأقل، لا علاقة لهم بالأحداث.
وتوقع شيلح أنّ ترد حماس على أي عملية، موضحاً أن لدى الحركة قدرات صاروخية تصل إلى أسدود وكريات ملاخي، فيما تقوم تكتيكاتها على تجربة حزب الله في الصمود، وإطلاق صواريخ قليلة بشكل متواصل، وإدخال العدو الصهيوني في دائرة الإحباط.
من جهته، اعتبر المحلل في صحيفة »يديعوت أحرونوت« اليكس فيشمان أنّ الطرفين يتقدمان بخطوات سريعة نحو مواجهة مسلحة واسعة النطاق، وفقاً لتقديرات جهاز الأمن في العدو الصهيوني، مضيفاً أنه »إذا كان هناك من يزال يوهم نفسه بأنه توجد إمكانية للانتقال السلس من التهدئة (أ) إلى التهدئة (ب) فإنّ أمله الهزيل هذا قد تبدد«.
لكنه أشار إلى وجود بعض القيود أمام شن هجوم على غزة، موضحاً أن »الانتخابات القريبة في إسرائيل لا تشجع خطوة كهذه، ولذلك يواصل وزير الدفاع (إيهود باراك) سياسة إذا لم يطلقوا النار فلن نطلق عليهم«، مضيفاً أن هناك إدارة جديدة في الولايات المتحدة »لا يعرف أحد بعد كيف تنوي التصرف في الشرق الأوسط«.
وكان وزير النقل الصهيوني شاؤول موفاز أكد أنه يحتم على إسرائيل ان »تقطع رؤوس« قادة حماس، مشيراً إلى أنه يؤيد العودة إلى سياسة الاغتيالات لردع الحركة.