اليوم التاسع من كانون الثاني
الجميع يشعر بالقلق من الذي سيحدث يوم 9 كانون الثاني القادم , بعضهم يظن أن القيامة سوف تقوم _حسب وصفهم _ , وبعضهم يعتقد أن السجون في غزة ستمتلئ بالفتحاويين وسجون الضفة بالحمساويين , غالبية الشعب الفلسطيني يتمنى أن تمر الأيام القادمة ” على خير ” , وأنا في اعتقادي أن من حق شعبنا الفلسطيني أن يشعر بالأمن والأمان على الصعيد الداخلي ويكفيه ما أصابه ويصيبه من أذى الاحتلال الصهيوني , فالمسألة ليست بتلك الأهمية وعلى أصحاب القرار إرسال رسائل متكررة وواضحة لطمأنة الشعب سواء في الضفة أو غزة .
كل من قادة فتح وقادة حماس يحتجون بالدستور والقانون الفلسطيني للدلالة على صحة مواقفهم المتعلقة بالانتخابات الرئاسية , إذن ليبق الصراع ضمن القانون والدستور , ولا حاجة لاستخدام وسائل لا علاقة لها بالدستور , فالشتائم والسباب , واللعن والطعن لا يقدم بل يؤخر , إذن لنترك تلك الأسلحة التي لا تأثير لها إلا على إشعال الساحة الفلسطينية وزيادة الاحتقان الداخلي وتهيئة الأجواء للانفجار , لنتركها حتى يكون هناك أمل في العودة إلى حوار جاد يخرجنا مما نحن فيه وحتى نحفظ خط الرجعة وتكون العودة أسهل .
ذكرت آنفاً أن المسألة ليست بتلك الأهمية , أي أن الانتخابات الرئاسية وكذلك التشريعية حسب ظني لا تستدعي ولا تستحق أن تختلف قلوبنا وصفوفنا من أجلها , لأن السلطة بجميع مكوناتها لم تنفع الشعب الفلسطيني في شيء , لأن السلطة المعترف بها عالمياً لم تفتح معبراً ولم تزل حاجزاً ولم تخرج 11 ألف أسير من سجون الاحتلال , فلماذا نختلف على سلطة لا سلطة لها إلا بقدر ما تسمح به دولة الاحتلال ؟؟ , إذا كان في مقدورنا استغلال السلطة الفلسطينية بشكل جيد فلا بأس من التمسك بها , ولكن كيف ستخدمنا السلطة والمجلس التشريعي الذي هو أساس السلطة معطل منذ سنوات ؟؟ , إذن علينا تحديد أولوياتنا وأين تكمن مصالحنا العليا ومن ثم ننطلق لتنفيذها , وعلى رأس تلك الأولويات هو الدفاع عن الوطن والشعب الفلسطيني بمقاومة الاحتلال , ثم تأتي أولوية رفع الحصار عن قطاع غزة ثم العمل على تعزيز وحدة الصف الفلسطيني التي بدورها تدعم المقاومة وجهود رفع الحصار.
أعتقد أن التاسع من كانون الثاني لن يختلف عن بعض الأيام الصعبة التي مررنا بها, وإن اشتدت المناكفات أو خفت فإن نهاية المطاف ستكون بالوحدة الوطنية ويا حبذا أن نختصر المسافة والعناء للوصول باكرا إلى الهدف.