في أثناء التهدئة: حماس حصلت على صواريخ تصل الى 40كم، يقتربون من تل أبيب
نجحت حماس في ان تهرب الى قطاع غزة صواريخ لمدى تصل حتى 40كم تغطي كل الاراضي التي بين بئر السبع ويفنه. والمعنى: اكثر من 800 الف اسرائيلي في منطقة الجنوب والساحل يوجدون الان تحت تهديد الصواريخ.
قبل نحو شهر كشفت “يديعوت احرونوت” النقاب عن ان بئر السبع دخلت الى مدى صواريخ حماس. وأمس أكد ذلك رئيس جهاز الامن العام “الشاباك” – المخابرات يوفال ديسكن بشكل رسمي. وقال ديسكن في جلسة الحكومة ان “الذراع العسكري لحماس استغل نصف السنة الاخيرة وحسن قدراته لاطلاقه النار الصاروخية للهاون والمقذوفات الصاروخية الى مدى بعيد ومتوسط. وصحيح حتى اليوم فان لديهم القدرة على الوصول الى كريات جات، اسدود وتقديرنا حتى الى مشارف بئر السبع. كما أن منشآت حيوية مثل مركز البحوث النووية في ناحل شورك وقاعدة سلاح الجو في حتسور توجد ضمن المدى.
يدور الحديث بقدر ما هو معلوم عن صواريخ جراد 122 ملم محسن الى مدى نحو 40كم، توجد الان في عملية الاستيعاب، التعلم والتجربة. لدى المنظمة ايضا صواريخ جراد 122كم من انتاج ايراني لمدى 20كم. ليس واضحا كم صاروخا من الطراز بعيد المدى وصلت الى القطاع، ولكن جملة الاهداف المدنية والاستراتيجية في اسرائيل تجعل هذه الصواريخ ما يسمى “سلاح محطم للتوازن”، بمعنى: سلاح اذا لم يشل في اقرب وقت ممكن من شأنه ان يلحق اضرارا جسيمة في العمق الاسرائيلي.
المدى الابعد للصواريخ التي اطلقت حتى الان من القطاع هو 27كم. وهذه صواريخ معدة محليا بقطر 175ملم اطلقها الجهاد الاسلامي نحو نتيفوت. في اسرائيل يقدرون بان منظمات الارهاب في القطاع جمعت حتى الان نحو 10 الاف صاروخ، وهذه بالاساس قسام من انتاج ذاتي. والمعنى هو أن حماس وباقي المنظمات يمكنها أن تطلق عشرات الصواريخ في اليوم على مدى فترة طويلة. وقدر رئيس المخابرات أمس بانه اذا ما ضربت اسرائيل حماس ضربة ذات مغزة، فسترد المنظمة بنار الصواريخ على المدى البعيد. وقال ديسكن “نحن في وضع ليس فيه تهدئة، ولكن ليس هناك بعد قرار لدى حماس باستخدام كل قوة الرد لديها”.
فحص “يديعوت احرونوت” يبين أن معظم البلدات التي دخلت مدى الصواريخ، وعلى راسها بئر السبع ليست جاهزة لاستقبال التهديد. وتضمن الفحص وضع منظومة الانذار، مستوى التحصين والمجالات الجماهيرية والمؤسسات التعليمية والاعلام للسكان.
في البلدات التي توجد في مدى الصواريخ ولكنها ليست جزءا من غلاف غزة توجد صافرات انذار يفترض أن تعمل في حالة نار القسام وليس منظومة “لون احمر”. قيادة الجبهة الداخلية عززت مؤخرا منظومة الصافرات في كل البلدات وأجرت تجربة تكللت بالنجاح. مدن اسدود، كريات جات، كريات ملاخي، جان يفنه، يفنه وجديرة ربطت بمنظومة تشخيص الصواريخ – تلك التي تطلق صافرة “لون أحمر” في البلدات القريبة من قطاع غزة – ولكن القرار بتشغيل المنظومة في هذه المدن هو في يد وزير الدفاع. اما بئر السبع بالمقابل فلا تزال لم تربط في منظومة الانذار.
للسكان في منطقة اسدود وكريات جات توجد فترة زمنية تتراوح بين نصف دقيقة و 45 ثانية للوصول الى مجال محصن في حالة الصافرة. في هذا الوقت يكاد لا يكون هناك احتمال بالوصول الى ملجأ، وعليه توصي قيادة الجبهة الداخلية بالدخول الى مجال محصن او ايجاد مأوى فوري. فقط اذا استمر هجوم الصواريخ لزمن طويل، ستصدر تعليمات بالنزول الى الملاجيء.
في عسقلان وفي اسدود استكملت البلديات على نحو شبه تام اعداد الملاجيء العامة. اما في بئر السبع بالمقابل فقد بدأ امس فقط فحص الملاجيء. رئيس البلدية الوافد روفيك دانيلوبتش عقد أمس اجتماعا للطواقم المهنية في البلدية ووجهها لفحص وضع الملاجيء ومستوى جاهزية المدينة للواقع الجديد. احدى المشاكل التي يتعين التصدي لها هي حقيقة أن الكثير من الملاجيء في بئر السبع اصبحت كنس مؤقتة أو دائمة او نوادي ولن يكون سهلا استخدامها كملاجيء في حالة الطوارىء.
احد سكان المدينة مئير سويسا، 59 سنة، قلق. وقد قال أمس: “فوق بيتي توجد سواتر وفوقها الرب. باستثناء ذلك لا توجد لي أي حماية. لا غرفة محصنة ولا ملجأ”. وحسب اقواله فان الملجأ في الحي يوجد على مسافة 3كم من شقته القديمة، من طابق واحد. “من سيركض 3كم حتى الملجأ؟ وبشكل عام فان الملجأ محوط بالكثير من البيوت المليئة بالعائلات. من يضمن لي أن يكون لي مكان هناك اذا ما وصلت في الوقت المناسب؟”
ولكن المشكلة الاكبر هي تحصين مؤسسات التعليم. لقد صادقت الحكومة على ميزانيات التحصين في المدارس ورياض الاطفال في سديروت وبلدات غلاف غزة فقط. أما المؤسسات التعليمية في المدن أو البلدات غير المجاورة للقطاع فلا تحظى بالتحصين. وقال رئيس المجلس المعين تسفيكا غرينغولد: “في المدارس القديمة في اوفاكيم لا توجد غرف محصنة أو تحصين. فضلا عن ذلك كان يفترض بقيادة الجبهة الداخلية أن تصدر للسكان ورقة تعليمات لتحدد كيفية الاحتماء من النار ولكن هذه لم توزع على السكان بعد”.
وتجدر الإشارة إلى أن قسما كبيرا من المدن في مدى الصواريخ وزعت على السكان نشرات بهذا الشأن.
يديعوت احرونوت
22 ديسمبر 2008