“لا تصعيد ولا تهدئة”.. السيناريو الأقرب بغزة
خالد البرديسي – إسلام أون لاين
اتفق خبراء سياسيون فلسطينيون على أن انتهاء التهدئة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل لن يعني إعلان حرب بين الجانبين، ورجحوا لجوء الطرفين إلى تصعيد محدود ومدروس لا يخل بقواعد المعادلة القائمة منذ الاتفاق على التهدئة قبل عدة أشهر، ولم يستبعدوا تمخض هذا الوضع الذي يمكن توصيفه بأنه “لا تصعيد.. ولا تهدئة” إلى تهدئة جديدة بعيدة المدى.
وعزز المحللون في تصريحات لـ”إسلام أون لاين.نت” طرحهم الذي يستبعد لجوء إسرائيل وحماس لتصعيد كبير ومواجهة عسكرية واسعة لعدم وجود مصلحة لأي منهما من هذا التصعيد، فإسرائيل مقبلة على موسم انتخابات، وليست في وارد الدخول في صراع مع حماس الآن؛ لإيمانها بأنها لن تستطيع إسقاط الحركة بالضربة القاضية، وقد يتطلب الأمر وقتا طويلا واستعدادا كبيرا للتضحية يحتاج لإدارة إسرائيلية عمرها طويل.
وبخصوص حماس شدد المحللون على أنها تعرف تماما أن أي تصعيد ليس في مصلحتها ولا مصلحة الشعب المحاصر الذي تتولى أمره في غزة.. وبالتالي لن تصعد من عملياتها إلا في الحدود المعتادة والضيقة.
“لا تصعيد ولا تهدئة”
وقال طلال عوكل المحلل السياسي الفلسطيني: “لابد من التأكيد على أن انهيار التهدئة في قطاع غزة تتحمل إسرائيل وحدها مسئوليته.. لأن هذه التهدئة كانت قائمة على معادلة (الغذاء مقابل الهدوء).. وعندما أغلقت إسرائيل المعابر أخلت بهذه المعادلة”.
وأضاف: “ورغم ذلك أرى أن انتهاء التهدئة لا يعني مطلقا إعلان حرب متبادلة بين حماس والفصائل وبين إسرائيل، وما أرجحه في الأيام المقبلة هو تصعيد محدود من الطرفين لا يخترق ما يمكن أن نسميه مجازا قواعد الاشتباك الحالية بين الطرفين التي بمقتضاها لن تقوم إسرائيل باجتياح واسع ضد قطاع غزة.. وفي المقابل لن تلجأ الفصائل جميعها إلى عمليات نوعية في العمق الإسرائيلي”.
ومضى عوكل يقول: “وغني عن البيان محاولة الإسرائيليين الاستفادة من هذا التصعيد المحدود في موسم الانتخابات المقبل.. وهذا معناه أننا ربما نجد عملية هنا وأخرى هناك من باب التكتيكات الانتخابية التي تجذب المتشددين في إسرائيل انتخابيا”.
ولم يستبعد المحلل الفلسطيني أن “تفضي مرحلة التصعيد المحدود أو حالة (اللاتصعيد واللاتهدئة) إلى تهدئة بعيدة المدى.
انتفاء نية التصعيد
ومتفقا مع عوكل يرى الخبير في الشئون الإسرائيلية بصحيفة السفير اللبنانية حلمي موسى أن التصعيد على الساحة الفلسطينية بين إسرائيل وحماس سيكون “محدودا ومدروسا.. ولن يؤدي إلى مواجهة واسعة بين الطرفين”.
واستبعد موسى أن يكون ذلك راجعا إلى موسم الانتخابات في إسرائيل، بل إلى “عدم رغبة الجيش الإسرائيلي في توسيع المواجهة مع حماس.. فبقاء حماس في السلطة معناه انشطار الوطن الفلسطيني.. وهو ما يعطي إسرائيل الذرائع لتضييق الخناق على كامل غزة.. وهو وضع مريح للجيش”.
ولفت إلى أن “الجيش الإسرائيلي هو الذي في يده قرار التصعيد من عدمه في اللحظة الراهنة، وليس ساسة الدولة العبرية.. ولو كان في نيته رفع سقف التصعيد لفعلها من أول يوم انهارت فيه التهدئة من خلال الضربات الجوية المكثفة والمركزة على غزة، والتي لن يحتاج فيها لدخول القطاع ولو بجندي واحد”.
ورجح الخبير في الشئون الإسرائيلية أن يفضي هذا التصعيد المحدود إلى تهدئة بعيدة المدى بين الطرفين.
التهدئة خيار الطرفين
وفي السياق نفسه أكد المحلل السياسي الفلسطيني إبراهيم أبو الهيجا على أن الوضع المستقبلي بين حماس وإسرائيل “يميل إلى التهدئة أكثر منه إلى التصعيد.. على الرغم من مضار التهدئة بالنسبة للطرفين”.
وأوضح: “ما يعزز طرحي أن إسرائيل تدرك أنه ليس بإمكانها القضاء على حماس في عملية عسكرية قصيرة، ناهيك عن قدرتها على تحمل كلفة مقتضيات هذه العملية.. وأعنى هنا الخسائر البشرية التي يمكن أن تتكبدها، وحماس من جهتها لا تريد تحميل الشعب الفلسطيني في غزة فواتير إضافية على الحصار الجائر الذي يعانيه، ومن هنا أقول إن التهدئة هي خيار الطرفين وليس التصعيد”.