في العمق

“حرب كسر الإرادة” في 6 أيام.. حقائق وأرقام

 


الغارات الإسرائيلية على غزة طالت أكثر من 600 هدف من بينها منازل مدنيين


حوالي 600 هدف متنوع من بينها مساجد ومنازل ومؤسسات رسمية وخدماتية وأمنية استهدفها العدوان الجوي الإسرائيلي على قطاع غزة منذ بدايته يوم السبت الماضي، وحتى مساء الخميس، سادس أيام العدوان، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية.


 


في المقابل، أطلقت المقاومة الفلسطينية أكثر من 300 صاروخ متنوعة في طرازاتها ومداها، بمتوسط يومي بلغ ما بين 60 إلى 70 صاروخا، ونالت هذه الصواريخ عددا من الأهداف في أماكن متنوعة جنوب إسرائيل، وأسفرت عن مقتل ستة إسرائيليين وجرح عدد آخر، بحسب إحصائية أعدتها “إسلام أون لاين.نت” استنادا إلى مصادر فلسطينية مقربة من حماس، ومصادر إعلامية إسرائيلية وغربية.


وكان لوصول صواريخ المقاومة الفلسطينية اليوم إلى مدى 60 كيلومترا في صحراء النقب، لأول مرة في تاريخ عمليات المقاومة، صدى كبير في إسرائيل؛ حيث بدأت بلدية تل أبيب في تجهيز الملاجئ؛ خشية من أن تنال المدينة رشقات صاروخية من قطاع غزة.


جرائم في غزة


وقال مدير الإسعاف والطوارئ الفلسطيني في قطاع غزة معاوية حسنين في تصريحات خاصة لـ”إسلام أون لاين.نت” اليوم: إن عدد ضحايا العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة بلغ 414 شهيدا حتى مساء الخميس 1-1-2009، وحوالي 2070 جريحا، من بينهم 215 حالتهم شديدة الخطورة.


وأوضح حسنين أن من بين الشهداء نحو 50 طفلا وطفلة، و13 امرأة، إضافة إلى اثنين من أفراد الطواقم الطبية، كما بلغ عدد المصابين من أفراد الطواقم الطبية 15 مسعفا.


واستهدفت الغارات الإسرائيلية حتى الآن 9 سيارات إسعاف، كما تعرضت جميع المراكز الطبية الصغيرة والمستشفيات إلى أضرار مختلفة من بينها تكسير زجاج نوافذها؛ بسبب القصف المستمر من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية.


وأوضح حسنين أنه خلال هذه الأيام من الصعب إعطاء أرقام دقيقة جدا حول الخسائر؛ بسبب طبيعة الوضع القائم، واستمرار القصف، واحتمال وجود شهداء تحت الأنقاض التي لم يتم رفعها لضعف الإمكانيات.


8 مساجد وجامعة ومنازل


ولكن تبقى هناك أرقام وحقائق مؤكدة؛ فقد أدى العدوان الإسرائيلي على القطاع حتى الخميس إلى تدمير 8 مساجد بشكل كلي في مناطق مختلفة في القطاع، ومن بين هذه المساجد مسجد عمر بن الخطاب في مخيم البريج وسط القطاع، وكان المسجد يضم روضة أطفال، ومحطة تحلية للمياه ضمن مشروع خيري.


كما دمر القصف كلا من مسجد الشفاء في مدينة غزة، ومسجد القسام، ومسجد عباد الرحمن في خان يونس، ومسجد عماد عقل في شمال القطاع، ومسجد أبو بكر الصديق في مخيم جباليا، ومسجد الاستقامة في مدينة رفح، ومسجد حنيفة بن النعمان في حي تل الهوى جنوب غزة.


وفي اليوم الرابع للعدوان على القطاع قامت الطائرات الإسرائيلية بقصف عدد من مباني الجامعة الإسلامية -أحد أكبر جامعات غزة- وهي مبنى الطالبات، ومبنى المختبرات العلمية، ومبنى قاعة المؤتمرات؛ حيث تم تسويتها جميعا بالأرض.


100 مقر أمني


وإلى جانب استهدافه للمدنيين، ركز القصف الإسرائيلي منذ اليوم الأول للعدوان على المنشآت والمقرات التابعة للأجهزة الأمنية، إضافة إلى عدد من المؤسسات الحكومية الرسمية.


وبحسب مصادر فلسطينية بالقطاع، فقد أسفر القصف عن تدمير كامل لما يزيد عن 100 مقر أمني اشتملت على مقار للشرطة، وجهاز الأمن والحماية، ومجمع السرايا الحكومي، والمقار الأمنية الفرعية في الضواحي.


واستهدف القصف أيضا المبنى الرئيسي للمجلس التشريعي بغزة؛ ما أدى إلى تدميره، وكذلك مجمع الوزارات التابع للحكومة المقالة، إضافة إلى مقر وزارة التربية والتعليم ووزارة العدل.


وبلغ عدد المنازل التي نالها القصف بشكل مباشر ما يزيد عن 70 منزلا أدى إلى تدميرها بشكل كامل، بينما أدى القصف إلى إلحاق أضرار جزئية بعدد غير محدود من المنازل.


خسائر الاحتلال


في المقابل، استمر إطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينية والقذائف محلية الصنع على البلدات والأماكن جنوب إسرائيل، وأوضحت مصادر إعلامية إسرائيلية أن 6 إسرائيليين قتلوا، وأصيب ما يزيد عن 140 آخرين بجراح ما بين المتوسطة والخطيرة، فيما أصيب العشرات بحالات خوف وهلع نتيجة سقوط الصواريخ في أماكن تواجدهم.


وقد نالت صواريخ المقاومة العديد من البلدات والأماكن داخل إسرائيل وصلت إلى عمق يزيد عن الـ60 كيلومترا، وأدت إلى إحداث خسائر في العديد من المنازل والمؤسسات والصوب الزراعية.


ومن بين الأماكن التي نالها قصف المقاومة مدن أسدود، وعسقلان، ونتيفوت جنوب إسرائيل، وأجزاء من مدينة بئر السبع، والمجلس الإقليمي لمنطقة أشكول، والمجلس الإقليمي لمنطقة سدوت هانيجف، والمجلس الإقليمي لمنطقة مرحافيم، والمجلس الإقليمي حوف إشكالون بالقرب من عسقلان، بالإضافة إلى بلدة أوفاكيم، وعدد آخر من بلدات النقب الغربي.


كما استهدف القصف قاعدة حتسريم العسكرية، الواقعة بالقرب من مدينة بئر السبع، وهي إحدى أكبر القواعد العسكرية الإسرائيلية التي تنطلق منها الطلعات الجوية، إضافة إلى موقعي ناحل عوز ونير عوز العسكريين بالقرب من قطاع غزة، ويقع الأول شرق مدينة غزة، والثاني بالقرب من خان يونس جنوب القطاع.


كما نال القصف كيبوتس شعار هانيجف، ومستوطنتي كريات جان سيدروت جنوب إسرائيل، ومستوطنة كريات ملاخي التي تبعد 6 كيلومترات عن مدينة بئر السبع.


وكان لوصول مدى الصواريخ الفلسطينية لمناطق بعيدة في النقب وبئر السبع، تزيد على 60 كيلومترا، أثر بالغ في إثارة الذعر داخل إسرائيل؛ حيث بدأت السلطات في تل أبيب في تهيئة الملاجئ، وتوعية السكان بكيفية التعامل مع هذه النوعية من الهجمات الصاروخية، كما انطلقت صفارات الإنذار في مستوطنة يفنر وسط إسرائيل تحسبا لسقوط صواريخ فلسطينية عليها.


وبحسب المصادر الإعلامية الفلسطينية والإسرائيلية فقد أطلقت فصائل المقاومة ما بين 300 إلى 320 صاروخا باتجاه الأهداف الإسرائيلية، مستخدمة 3 أنواع رئيسية من القذائف حتى الآن، تشمل صواريخ جراد روسية الصنع؛ حيث أطلقت ما يقرب من 150 صاروخا من هذا النوع، بجانب قذائف الهاون، بالإضافة إلى الصواريخ محلية الصنع، من طراز “ناصر” و”قدس” و”القسام”.


وبحسب بيان عسكري لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، فإن الحركة مسئولة عن إطلاق 200 صاروخ، حتى استهدافها قاعدة حتسريم العسكرية بالقرب من بئر السبع، بمعدل يومي يصل إلى نحو 40 صاروخا من مختلف الطرازات، بحسب البيان الذي نقله المركز الفلسطيني للإعلام.


واستنادا إلى المصادر العسكرية الإسرائيلية فإن حماس تمتلك نحو ثلاثة آلاف صاروخ في القطاع، معظم هذه الصواريخ قصيرة المدى ويدوية الصنع، إلا أن مئات منها يمكنه بلوغ مدى ما بين 20 إلى 30 كيلومترا، بينما عشرات أخرى منها يبلغ مداها 40 كيلومترا، مع عدد غير معروف من الصواريخ التي يزيد مداها عن ذلك.


وتلي القسام في كثافة الإطلاق الصاروخي اليومي على المدن والبلدات الإسرائيلية، سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، بمتوسط يومي حوالي 20 صاروخا، غالبيتها من طراز “قدس” محلي الصنع؛ وذلك بحسب إحصائية أعدتها “إسلام أون لاين.نت” من واقع الأرقام اليومية التي تنشرها وكالات الأنباء.


وبجانب حماس والجهاد، قامت كل من ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري لكتائب المقاومة الشعبية، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بعدد أقل من عمليات إطلاق الصواريخ.


وتضامنا مع ما يجري في القطاع، قام عدد من الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة، بإصابة 6 إسرائيليين بجراح بعد طعنهم بالسكاكين، ووصفت جراح بعضهم بالخطيرة من جانب المصادر الطبية الإسرائيلية.


الأسلحة الإسرائيلية


وركز الاحتلال خلال الأيام الأولى من عدوانه على القطاع على استخدام سلاح الجو، إضافة إلى مساندة من قواته البحرية، عبر إطلاق صواريخ على المنازل والأهداف الفلسطينية الأخرى من الزوارق الحربية التي تنتشر في قبالة شواطئ غزة.


واستخدم الاحتلال في غاراته الجوية قاذفات الـ”إف – 16″، ومروحيات الأباتشي الهجومية، الأمريكية الصنع، إضافة إلى طائرات بدون طيار، من طراز بريداتور.


واستخدمت الطائرات الحربية الإسرائيلية في القصف قنابل ذكية خاصة تعرف باسم (جي. بي. يو- 39) أمريكية الصنع أيضا، وهى واحدة من أكثر القنابل دقة في العالم، إضافة إلى الصواريخ المضادة للأفراد، والقذائف المضادة للدروع.


وأوردت تقارير إعلامية أن إسرائيل استخدمت قذائف محرمة دوليا في القصف، من بينها قذائف اليورانيوم المنضب، والقنابل الارتجاجية خلال استهدافها لمناطق الأنفاق على الحدود المصرية- الفلسطينية في رفح جنوب القطاع.


نفقات باهظة


من جانبها، نقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية في عددها الصادر اليوم الخميس عن مصادر حكومية قولها: إن تكلفة الحرب الإسرائيلية في غزة بلغت حوالي 100 مليون شيكل يوميا (حوالي 26.3 مليون دولار).


وفي حال استمرار العمليات العسكرية شهرا مثلما حدث في حرب لبنان الثانية صيف عام 2006، فستبلغ الأعباء المالية التي سوف يتحملها الاقتصاد الإسرائيلي حوالي 6 مليارات شيكل (1.5 مليار دولار) منها 3.5 مليارات (921 مليون دولار) كتكلفة عسكرية مباشرة، والباقي عبارة عن تعويضات عن الأضرار الناجمة عن الحرب.


ونتيجة لاستمرار المقاومة في قصف الأهداف الإسرائيلية، أصدرت الحكومة الإسرائيلية قرارا بإغلاق 80 مصنعا تقع ضمن دائرة استهداف صواريخ المقاومة، وهو ما سيؤدي إلى خسارة 4 ملايين شيكل يوميا (1.1 مليون دولار).


سليمان بشارات


1/1/2009


 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى