محللون صهاينة: الهدف وقف إطلاق النار
المجد
قال محللون عسكريون صهاينة اليوم الأحد إن هدف العملية العسكرية البرية التي شنها الجيش في قطاع غزة مساء أمس هو إدخال الفصائل الفلسطينية في القطاع “في حالة هلع وكسر روح حماس” وبعد ذلك التوصل إلى وقف إطلاق وإن لم يتحقق ذلك فإن الجيش الصهيوني سيوسع عمليات احتلال القطاع.
وكتب المحلل العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت ألكس فيشمان أن التعليمات التي صدرت للقوات الصهيونية المتوغلة في القطاع هي “توجيه ضربات بكل القوة وإطلاق النار بكافة الوسائل بما في ذلك المدفعية… بهدف إدخال العدو في حالة هلع وجباية ثمن غال وأن تشكل هذه المرحلة أساسا لمرحلة مقبلة تتم خلالها السيطرة على أجزاء واسعة من القطاع”. وأضاف فيشمان أن “العملية العسكرية البرية مبنية من عدة مراحل وما يتم تنفيذه الآن هو المرحلة الأولى، المحدودة النطاق وتشارك فيها وحدات عسكرية نظامية فقط”.
وقال إن “المرحلة البرية الأولى يفترض أن تستمر بضعة ايام وبعدها تعود دولة العدو الصهيوني للتداول مع دول العالم حول تفاصيل وقف إطلاق النار مع حماس، وسيكون في مركز المطلب الصهيوني أن تتوقف حماس عن إطلاق الصواريخ ووقف تسلحها وإقامة نظام دولي يحدد العقوبات على حماس إن لم تلتزم بهذه الشروط” . وتابع أنه يأتي بعد ذلك دفع حماس للتفاوض حول صفقة تبادل أسرى من أجل إطلاق سراح الجندي الصهيوني الأسير في القطاع غلعاد شليط.
وأضاف فيشمان أنه “إذا لم تحقق المرحلة البرية الأولى هذه النتائج فإن العدو الصهيوني ستضطر للانتقال إلى المرحلة البرية الثانية التي لا يريد الوصول إليها، حيث ستشمل إدخال فرق عسكرية من قوات الاحتياط وتوسيع احتلال غزة”. لكن فيشان أشار إلى احتمال أن تستدعي مشاهد الدمار والقتل التي سيسببها الجيش الصهيوني في القطاع المجتمع الدولي على التدخل ووقف الحرب وهذا الأمر قد يوقف العملية البرية الصهيونية “وفي حال توقفت العملية العسكرية بعد 48 ساعة بسبب ضغط العالم فإن دولة العدو الصهيوني تكون قد جبت الثمن لكنها لم تحقق غايتها”.
وتابع أن “العملية البرية بدأت عمليا أمس الأول الجمعة عندما قصف سلاح الجو طرقا وشوارع وجسور وممرات من أجل وضع عراقيل أمام حماس ومنعها من تعزيز قواتها ونقلها من منطقة إلى أخرى”.
وفيما يتعلق بالقوة المفرطة التي يعتزم الجيش الصهيوني استخدامها ضد الفلسطينيين خلال الحملة البرية قال فيشمان، المقرب من قيادة الجيش، إن التعليمات للقوات المتوغلة شملت ايضا “استخدام كل القوة المتوفرة وإطلاق النار بكافة الوسائل بما في ذلك المدفعية شرط أن يكون هناك حد أدنى من الإصابات في قواتنا وسنواجه لاحقا الثمن الدولي في أعقاب الأضرار البيئية والعدد الكبير المتوقع من الإصابات بين الفلسطينيين “.
وتابع فيشمان أن القصف المدفعي الذي بدأه الجيش الصهيوني أمس “لا يشكل انتقالا من المرحلة الجوية إلى المرحلة البرية فحسب وإنما هو إحدى العبر المستخلصة من حرب لبنان الثانية ، ومفادها أنه مهما فعلنا فإن العالم سيوجه لنا الانتقادات، ولذلك فإن مسؤولية رئيس أركان الجيش هي نحو قواته قبل كل شيء، ومنذ اللحظة التي تم فيها اتخاذ قرار بالقتال وبدأ إطلاق النار فإنه لا يوجد أمامه أي اعتبار لا يرتبط بإنهاء المهمة بالحد الأدنى من المصابين بين قواتنا”.
يشار إلى أن الحكومة الصهيونية المصغرة للشؤون الأمنية قد صادقت الجمعة على تجنيد عشرات آلاف جنود الاحتياط.
من جهة ثانية كتب المحلل العسكري في صحيفة هآرتس عاموس هارئيل ومحلل الشؤون الفلسطينية أفي سخاروف إن “الجيش الصهيوني يقدر أن التوغل البري سيؤدي إلى حدوث تآكل حقيقي لدى قوات حماس النظامية ،كما يسعى الجيش إلى أن يجعل حماس تشعر بوجود خطر حقيقي على استمرار حكمها في القطاع”. من جهة ثانية لفت الكاتبان إلى أن “دخول القوات إلى القطاع ستسرع الساعة السياسية” حيث سيصل دولة العدو الصهيوني اليوم مندوبو الرباعية الدولية بهدف التوسط لوقف القتال كما سيصل دولة العدو الصهيوني غدا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووزير الخارجية برنارد كوشنير “ما يعني أنه تبقى للجيش الصهيوني أقل من أسبوع لتحقيق انجاز ملموس في القطاع”.
وتوقع هارئيل وسخاروف أن “تتضح صورة الوضع اليوم بعد رفع ستار التعتيم الذي فرضته الرقابة العسكرية”. وأضافا أنه “على الرغم من الذاكرة المكوية في لبنان فإن ثمة أهمية لأن ندرك أن الحديث يدور عن حرب من نوع آخر، فحماس ليست بالضرورة منظمة تحارب حتى الموت، وقد وافقت مرتين في العامين 2003 و2004 على تهدئة تحت تهديد حياة قيادتها السياسية”.