من المسئول عن قتل ” موردي المعلومات” في حرب غزة؟!
الشاباك وعــدم الاكتراث بالعملاء
من المسئول عن قتل ” موردي المعلومات” في حرب غزة?!
المجد – خاص
تباهي العدو الصهيوني على لسان العديد من ضباطه بأن المعلومات الاستخبارية التي كانت يحصلون عليها خلال الهجوم الجوي والبري على القطاع وفيرة ودقيقة ساعدتهم في إدارة الحرب على غزة. حيث نقلت وسائل الإعلام عن العديد من الضباط الصهاينة أنهم كانوا يعرفون كل شيء في غزة ، وأن جهاز الأمن الداخلي (شاباك) والاستخبارات العسكرية كانوا يحذرونهم في الوقت المناسب من أحداث وشيكة الوقوع.
ولكن يبدو أن الامر ليس كذلك حيث طفت على السطح بعد انتهاء الحرب على غزة خلافات بين الجيش وأجهزة الاستخبارات، اذ اتهمت أجهزة الاستخبارات الصهيونية ضباط الجيش والقوات الجوية والبرية بأنهم لم يكونوا يكترثون بحياة العملاء او موردي المعلومات فلم يتعاملوا معهم بعناية واهتمام فأشارت الاخبار والمعلومات الواردة من طرف العدو الصهيوني وعبر وسائل الاعلام الصهيونية ان الجيش لم يحسن إدارة المعلومات التي وصلت إليها مما أدى إلى كشف وتصفية عدد كبير من العملاء على يد المقاومة.
وذكرت صحيفة “هآرتس” الصهيونية في تقرير نشر قبل أكثر من شهر إن الأجهزة الاستخبارية قامت بالتحقيق بادعاءات تفيد بأن الجيش استخدم معلومات استخباراتية سرية خلال الحرب من دون توخي الحذر أو إبداء حساسية لحياة العملاء الذين نقلوا المعلومة، وأدى ذلك إلى خسارة ” ذخر” استخباري للعدو الصهيوني وقالوا أنه :” لا يقدر بثمن”.
وبرر الجيش ذلك بالقول إن حياة الجنود أهم من حياة ال عملاء أو موردي المعلومات من الفلسطينيين وهذا من ضروريات المعركة لان استخدام المعلومة الواردة ضروري ، وقال الجيش ان الاستخبارات هي التي تتحمل ذلك لسوء إدارتها للعملاء.
وفي التقرير، كان عملاء العدو ينقلون معلوماتهم الاستخباراتية عن تحركات المقاومة ومخططاتهم على الغالب الى غرفة قيادة العمليات في القيادة الجنوبية. ومن هناك، كانت تلك المعلومات تُحوّل الى ضباط الجيش في ميدان المعركة . ويشير التقرير إلى أن أجهزة الاستخبارات خففت بعض الإجراءات المتعلقة بنقل المعلومات من أجل استخدامها بشكل فعال وسريع، وساهم ذلك بشكل كبير في إدارة العملية العسكرية. وكانت المعلومات تترجم إما عن طريق استدعاء القصف الجوي أو المدفعي لمواقع معينة، أو الدفع بإسناد لوحدات ما، أو إحكام الطوق على المقاومة في الميدان.
ويتضح من خلال التحقيقات الأمنية أن العدو قد طلب من أحد عملائه متابعة هدف للمقاومة ومعرفة وصوله وتواجده فذهب العميل للمكان وشاهد الهدف فقام بإبلاغ الشاباك بوصوله وبعد لحظات تم قصف المكان دون الطلب من العميل بإخلائه مما أدى لاستشهاد الهدف وإصابة العميل بجراح خطيرة.
وبعد الحرب تشير مصادر أمنية أن ثمة إحباطاً في صفوف “الشاباك”، وشعبة الاستخبارات العسكرية “أمان”، بسبب عدم الحفاظ على المستوى التنفيذي الخاص بسلامة العملاء من الفلسطينيين. وأن القوات استخدمت المعلومات بشكل يكشف مصادرها مما أدى إلى تصفية العديد من العملاء على يد فصائل المقاومة وعلى يد الجيش الصهيوني.
ويقول مصدر في الاستخبارات الصهيونية: ” كان الضباط يعتبرون أنهم في حرب ولا وقت للحذر. ويدافعون عن موقفهم بالقول أنه يجب القيام بكل شيء للحفاظ على حياة الجنود في الميدان، وأن سلامة الجنود تسبق سلامة العميل.
ونقلت هآرتس عن مسؤول استخباري رفيع قوله إن الخلافات بين الجيش والاستخبارات تعبر عن التوتر الدائم بينهما، والذي يصل ذروته في أوقات الحرب. ويرى أنه من الطبيعي أن يقلق رجال الشاباك الذين يتواصلوا مع عملائهم، فهم يهتمون في الحفاظ على من يعملون معهم “موردي المعلومات”. ولكن أحياناً المستويات القيادية في الجيش لديها حسابات أخرى، كالحفاظ على حياة الجنود في الميدان. يذكرأن الجيش قد قام بقتل جنوده عند خطف المقاومة لهم فهل يتعظ العملاء ؟!!