نساء الموساد استدرجن فانونو المسؤول السابق في مفاعل ديمونا
حاخام يهودي:”ان الذين يعملون ويناضلون من أجل الارض, عليهم ألا يغاروا على بناتهن”
المجد-
كشف الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية الصهيوني داني ياتوم النقاب عن ان «الموساد» هو الجهاز الاستخباري الوحيد في دولة الكيان الصهيوني الذي تزيد نسبة السيدات العاملات فيه على أي جهاز امني صهيوني آخر، جاء هذا الكلام في تصريح له قبل 3 أعوام تقريباً . وأضاف تحتل النساء مناصب مهمة في جهاز المخابرات بالرغم من التدابير القسرية التي تفرض على المتطوعات كشرط مسبق لقبولهن أقلها الحرمان من الحمل والانجاب لخمس سنوات.
وتشير التقديرات الى أن النساء يمثلن حوالى 20% من القوى العاملة في المهام التكتيكية داخل الموساد. وقد عملن في الوحدات المختلفة لعل ابرزها وحدة “كشت” والتي من اختصاصها عمليات الاختراق والتسلل لتنفيذ عمليات خاصة مثل تصوير وثائق مهمة او وضع سماعات تنصت وكذلك وحدة «ياريد» الخاصة بتأمين حماية كبار الضباط في جهاز الموساد عندما يلتقون مع عملائهم في الخارج.
وتعترف “عليزا ميجن” التي تولت منصب مساعد رئيس الموساد اي رقم 2 في هذا الجهاز وهو ارفع منصب تصل اليه سيدة في داخل الموساد، باستخدام النساء الجميلات وبخاصة في مهمة تجنيد عملاء عرب للموساد “لكننا لا ندفع الموظفات بالجهاز للقيام بذلك، فمن يقمن بذلك سيدات أخريات حيث يقتصر دور عميلات الموساد على ممارسة الاغراء فقط”. وتضيف ميجن، على الرغم من قدرة المرأة على تدريب وتشغيل عملاء الموساد الا انها لا تستطيع تشغيل عملاء عرب تحت قيادتها وذلك بسبب رفض العملاء العرب للعمل تحت قيادة امرأة، فهم لا يقبلون ذلك بأي حال من الأحوال.
وتقول ميجن، بالنسبة لي شخصياً فقد كان الأمر مجرد حظ في البداية حيث عملت بالموساد كموظفة إدارية وبعد فترة كانوا في حاجة الى من يتحدث اللغة الألمانية وكنت أجيدها تماما وعليه فقد قاموا باستخراج جواز سفر لي ودفعوني الى العمل بدون أية تدريبات. وبعد نجاحي في أاول عملية بدأ رئيس الموساد حينذاك “ايزرا هارسل” يهتم بي فألقوا علي المهام الواحدة بعد الأخرى، لدرجة انه اذا كانت هناك عملية في المانيا كان ايزرا يقول ”كلفوا تلك التي تتحدث اللغة الالمانية”!
وتؤكد ميجن أن المرأة تستطيع ان تكون في المكان الذي لا يمكن ان يتواجد فيه الرجل ومثال ذلك، نفترض بأنك تريد الدخول الى مكان ما لترى ما يحدث في داخله، فالمرأة تستطيع ان تدخل وتخرج منه بدون أن تثير أية شكوك وحتى في الدول الحساسة، فالنساء يستطعن العمل فيها أكثر من الرجال لأنهن يثيران شكوكاً اقل من الرجال.
بينما تقول “ي” وهي عميلة سابقة للموساد عملت في السودان أثناء تنفيذ عملية «قادش» لتهجير “يهود الفالاشا” (يهود اثيوبيا) الى اسرائيل، انه ليس هناك اية مساواة بين الرجال والنساء في الموساد، وهناك تفرقة واضحة واتضح ذلك “اثناء عملي في الموساد، حيث لم يكن يطلعون على المعلومات كافة لكوني سيدة”. وتضيف “ي” التي تم تجنيدها بالموساد وعمرها 30 عاماً، وتولت ادارة قرية سياحية في السودان لتغطية نشاطها التجسسي «أنا لي صديقات وصلنا إلى مناصب مرموقة في الموساد لكنهن منعزلات بالمقارنة مع الرجال».
وكشف العميد «داني ياتوم» عن أن أهم العمليات الاستخبارية التي قامت بها نساء الموساد عرفت عبر وسائل الاعلام الاجنبية وليست الصهيونية وذلك إما بسبب النجاح الكبير للعملية أو لفشلها. ومن بين هذه العمليات: عملية اغتيال الكوادر الفلسطينية سواء في الداخل او في الشتات.
وأن غالبية عميلات الموساد ضد القادة الفلسطينيين يعملن موظفات في منظمات دولية انسانية واجتماعية، ومن بينها منظمة اغاثة للأطفال الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين!! حيث تمكنت عميلة الموساد “اريكا تشاس” من خلال هذه الوظيفة الانسانية الدولية من تصفية «الامير الاحمر» علي حسن سلامة.
ولعل من أهم العمليات التي قامت بها النساء في الموساد هي عملية استدراج موردخاي فانونو المسؤول السابق في مفاعل ديمونا النووي والذي كشف عن الكثير من المعلومات عن السلاح النووي الصهيوني. حيث قامت عملية الموساد شيريل بن توف باستدراجه من لندن الى روما ومن هناك تم اختطافه الى دولة الكيان الصهيوني بواسطة رجال الموساد.
كما تشير التقارير أن الدول العربية وبالأخص لبنان كانت أهم المسارح التي عمل فيها الموساد من خلال النساء فمنذ البداية أيقنت الاستخبارات الصهيونية أن عنصر النساء, هو عنصر مهم في عملية التجسس فاستفادت من تجربة اليهوديات ومن غيرهن مستندة الى قول احد الحاخامين اليهود “ان الذين يعملون ويناضلون من اجل الارض, عليهم الا يغاروا على بناتهن”.
ومن أشهر اليهوديات اللواتي عملن مع المخابرات الصهيونية في لبنان “شولا كوهين”التي اعتبرت أخطر جاسوسة في الشرق الأوسط منذ العام 1947 الى العام 1961 تاريخ اعتقالها.
فشولا كوهين المولودة في الأرجنتين لأب تاجر قام بتزويج ابنته لتاجر يهودي لبناني اسمه “يوسف كشك” سكنت معه في بيروت “وادي ابو جميل” فحولت منزلها الى ملتقى العملاء الناشطين في خدمة الصهيونية, وقد اطلقت عليها ألقاب كثيرة منها: “الزعيمة” و”سفيرة اسرائيل في لبنان” وكانت تغرق زبائنها وعملاءها بالنساء والفتيات اليهوديات اللواتي كانت تختارهن على جانب كبير من الجمال والأناقة والفتنة ليسهل اصطياد الضحايا وكان من أشهر فتياتها اللواتي كن يعملن في النادي الليلي الذي تملكه “فورتونيه”, و”راشيل” و”مارسيل”, و”اسبيرانس” و”روزيت”… اللواتي كنّ الطعم لاستدراج “الزبائن”.
كانت “شباك الجنس”, بالاضافة إلى المال, من أقوى أسلحة اليهود في اصطياد ضحاياهم. وقد برعت شولا كوهين في استعمال تلك الشباك أكثر من سواها, وقد كان دورها من أخطر الأدوار, وكان من مهماتها, بالاضافة الى التجسس وتهريب اليهود والأموال الى فلسطين, خلق جو سياسي وشعبي في بيروت يمهد للصلح مع العدو الصهيوني.
وضعت شولا كوهين تحت مراقبة رجال الأمن العام اللبناني مدة من الزمن, الى أن تم اعتقالها مع باقي افراد الشبكة في منزلها بتاريخ 12 اغسطس، 1961. وأثناء محاكمتها, اعترفت بنشاطها التجسسي من خلال تاجر يهودي فرنسي يقيم في لبنان اسمه “جورج ملخو”. وقد صدر الحكم بسجنها عشرين عاماً.
واذا كانت الجاسوسة شولا كوهين من أوائل الجاسوسات الصهيونيات. فإن الشبكة الاخيرة التي ضبطتها أجهزة الأمن اللبنانية قد كشف أن زوجة عميل الموساد العميد المتقاعد أديب العلم قد ساعدته في عمله التجسسي لصالح الموساد.