المجد يكشف أحد أساليب الشاباك في إسقاط الشباب في الضفة
الضفة المحتلة – المجد
حواجز تنتشر كل مكان .. جنود ينتشرون داخل نقاط طيارة .. ضباط الشاباك يعملون ليل نهار.. والهدف واحد وهو الشباب الفلسطيني الذي يمر بآلام مريرة وقسوة في العيش .
هنا في الضفة الغربية إذا أردت أن تخرج من قريتك أو من بلدتك أو من مدينتك فعليك أن تجتاز العديد من الحواجز وان كنت شاباً أو شابة ذو حاجة فقد يتم استيقافك لساعات يتم خلالها عرضك على ضباط من الشاباك يظهرون لك الاهتمام بأنهم سيقدمون لك التسهيل في العبور والعمل والحياة الجيدة مقابل شيء يدعون أنه بسيط .
الشاب “م.ش” يروي لمراسل المجد في الضفة الغربية ما حدث معه أثناء إيقافه على أحد الحواجز في شمال الضفة الغربية حيث يقول :”عندما كنت متوجهاً إلى عملي داخل الاراضي المحتلة عام 1948 توقفت على أحد الحواجز الاسرائيلية للعبور وعندما دخلت استوقفني أحد الجنود وأخذني إلى غرفة “بركس” داخل الحاجز الذي يعتبر ثابتاً وغير متنقل و بعد انتظار قارب الساعتين لوحدي في الغرفة وكانت هناك طاولة ملقى عليها عدد من المجلات الخليعة قمت فطرقت الباب حتى يأتي أحدهم لأني مللت الانتظار وبعدها جاء أحد الجنود وقال لي انتظر قليلاً حتى يأتي الضابط الذي تأخر قليلاً من الوقت بعدها”.
وأضاف الشاب :”بعدما جاء رجل المخابرات بدأ بسؤالي عن جيراني وأقربائي المطاردين في المنطقة التي أسكن فيها لكني رفضت أن أجيبه إلا بنطاق المعقول الذي لا يؤذي أحد ويكشف أي من الأسرار”.
وأشار “م.ش” الذي لم يتجاوز 25 عاماً إلى أن ضابط الاحتلال ساومه على التعاون معه أو منعه من العمل في الأراضي المحتلة . مؤكداً أنه ترك العمل في الأراضي المحتلة بعد هذا العمل وقد أصبح يعمل في بلدته وقد رزقه الله بعمل جيد اغناه عن العمل فيما لا يرضي الله.
الشاباك الصهيوني يلعب على عدة أوتار تمس حاجة المواطنين الفلسطيني لابتزازهم للعمل معه ضد المقاومة منها العلاج والعمل والتنقل محاولاً من خلال الحواجز تجنيد أكبر عدد من الفلسطينيين بهدف الحصول على معلومات امنية.
تعاون معنا
ويروي مواطن آخر يدعى “س.و” الذي كان عائداً من مكان عمله في إحدى مدن الضفة أنه تم إيقافه وسيارته من قبل عدد من الجنود على أحد الحواز، وبعد التدقيق بهوياتهم سلموه ورقة بأن يراجع المخابرات في مقرها ، بعد يومين .
وشرح “س.و” ماحدث معه بعدما ذهب للمقابلة في مركز المخابرات الصهيونية حيث قال: “انتظرت لأكثر من 3 ساعات، سألوني أين أسكن، وماذا أعمل، وعندما عرفوا أني اعيش بوضع مادي ضعيف قال لي ضابط المخابرات: “الحياة صعبة، ونحن مستعدون أن نمنحك تصريحا للتحرك بسهولة، وسنفتح لك شركة في رام الله، وستجني أرباحا طائلة، سنجعل حياتك أفضل، ولا نريد منك شيئاً الآن. لكن في وقت لاحق ربما نسألك عن بعض الأمور، ونريدك أن تتعاون معنا”.
وأحيانا يكتفي الضابط بهذه المحاولة إن لم يستجِب الطرف الآخر، لكن بعضهم يطلب رقم جوالاتهم ليتصلوا بهم متى أرادوا .
تطور الأساليب
وطور ضباط الشاباك من أساليبهم مؤخرا لتجنيد “عملاء”، ويبدو أنهم فضلوا أن يأتوا بأنفسهم للشبان الفلسطينيين بدل أن ينتظروهم في مراكز تحقيق محددة. فعلى حاجز عناب شرق مدينة طولكرم شمال الضفة أصبح ضابط المخابرات يداوم على الحاجز لعدة ساعات يومياً، كما أفاد عدد من الشبان الذين تمت مساومتهم مؤخراً.
وأضاف: “على غير العادة كان ضابط المخابرات موجوداً في المكان، وسألني مباشرة عن حالتي الاقتصادية، وعندما قلت له إنها ممتازة فوجئ، وقال لي إنه موجود هنا (على الحاجز) باستمرار ومستعد لأي مساعدة، ثم طلب رقم جوالي وسمح لي بالعودة إلى الحافلة”.
الفئات المستهدفة
ويتضح من خلال معلومات خاصة حصل عليها مراسل “المجد .. نحو وعي أمني في الضفة الغربية ,فان أكثر الفئات المستهدفة هي فئة الشباب خاصة قليلوا التعليم منهم والمحتاجين للعمل في الضفة.
حيث تبين المعلومات أن الشاباك الصهيوني يكثف من نشاطه ضد العمال الفلسطينين باعتبارهم الأقل وعياً بالنواحي الأمنية , وباعتبار أنهم أكثر حاجة للعمل داخل الارضي المحتلة لحاجتهم المادية بحيث يكونوا لقمة سائغة للابتزاز من قبل الشاباك الصهيوني .
وأشارت المعلومات إلى أن الاحتلال يقوم بعمل مسح اجتماعي للمناطق الفلسطينية في الضفة الغربية لمعرفة الأوضاع المعيشية للسكان بحيث يسهل عليه افترس الضحايا “المعوزين” بدون جهد كبير.