تقارير أمنية

“الاختراق” مهمة استخبارية خطيرة – كيف تكتشفها؟

المجد- خاص

تعتبر عمليات الاختراق من العمليات الاستخبارية الخطيرة والهامة في حياة المخابرات العالمية وغيرها وهي عملية قديمة حديثة متجددة لا تنتهي ، وقد طالعتنا التحقيقات الأمنية والمصادر الخاصة أن العدو الصهيونية يستخدم هذا الأسلوب ويحرص على ممارسته دون انقطاع  حيث يهدف لتحقيق أهداف أساسية تتمثل في التالي:

         تنفيذ أعمال تخريبية (تفجيرات- اغتيالات- جمع معلومات- زرع أجهزة تنصت ..الخ).

         إجراء الدعاية و الإشاعات ونشرها بين السكان للتشويش والإرباك .

         تقديم الدعم والحفاظ على الاتصال مع القوى المتآمرة  وتزويدها مادياَ وتسليحياَ ومعلوماتياً للقيام بأعمال تخريبية .

         تكوين الطابور الخامس لإسقاط  نظام الحكم  وقتل القادة السياسيين وغير المرغوبين بالنسبة للعدو.

وتقوم عملية الاختراق على عملية "الساتر العملياتي" أو "الاندساس" وهي عبارة عن الوظيفة الرسمية علنية أو منظمة أو مؤسسة أو جنسية العميل أو المخبر أو ضابط الاستخبارات التي يتم استخدامها  لإخفاء المهمة الحقيقية المكلف بإنجازها.

فمثلاً،  استطاع العميل عزام عزام والذي يعمل لصالح الموساد اختراق الساحة المصرية  من خلال انتحال وظيفة تاجر أو رجل أعمال وقد حقق انجازاً كبيراً لصالح الموساد وفي النهاية تم كشفه  بعد أن قام بنقل أسرار سرية في الملابس.

و الاندساس هو الطريقة الأفضل للعدو والخطيرة بالنسبة للمصالح الوطنية لأنه عبر التجنيد تكون عملية الوصول للهدف أسرع وأفضل حيث توجد المعلومات المهمة , وعبر التجنيد بين أهدافنا يستطيع العدو التأثير على السكان  والمقاومة والمنظمات السياسية من خلال العملاء أو المدسوسين .

كما يحاول العدو الصهيوني تجنيد عملاء بين المعارضين لمساعدته للوصول إلى مواقع هامة , كما يحاول العدو تجنيد عناصر من المجرمين  وتجار المخدرات للقيام بعمليات تخريبية وتشويش على المجتمع والمقاومة وضرب الأمــن.

 ومن أهداف العدو المؤسسات الحكومية  والمؤسسات الأخرى وهنا يبحث عن الأشخاص الغير راضين عن وضعهم الوظيفي عن طريق التلاعب بشعور الإنسان.

ومن طرق الاختراق:

1- تجنيد لعملاء في الأهداف ( مؤسسات حكومية اقتصادية وأشخاص في مواقع مهمة ) تجنيد العملاء في محيط  ذو أهمية للعدو مثل منطقة معينة – إقليم معين- طبقة معينة.

2-إرسال ضابط  مخابرات أو عملاء إلى الأهداف ويتم ذلك تحت ساتر ومهمة معينة وذلك عبر قناتين:

قناة رسمية:   

تحت غطاء دبلوماسي أو ساتر صحفي أو سائح أو ممثل لشركة ما أو متعاطف أو متضامن أو خبير أو حقوقي أو أممي.

فقد شهد قطاع غزة أثناء وبعد الحرب على غزة حراك كبير للكثير من الصحفيين والدبلوماسيين والمتضامنين والأمميين لأغراض عدة كجمع المعلومات وتقييم الموقف أول بأول وقد أفادت المصادر المطلعة والخاصة بموقع المجد .. نحو وعي أمني أن عدد من الأجانب الذين وصلوا القطاع  أظهروا تصرفات وتحركات مريبة كشفت حقيقة المهمات التي جاءوا من أجلها، حيث قامت الجهات المختصة بمعالجة أمرهم.

وكما هي غزة فقد كان للضفة الغربية نصيباً من ذلك ، فمع  محاصرة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات  أفادت المصادر أن عدد من عملاء الموساد وصلوا على شكل متضامنين  أجانب للوصول لداخل مبنى المقاطعة  ليطلعوا على الوضع القائم ولتقدير الموقف  وتطوراته ، ومن ثم يعودوا للجهات التي أرسلتهم .

 ويقول أحد أفراد الأمن الخاص التابع للرئيس الراحل ياسر عرفات  أن عدد من الأجانب قد كانوا يترددون باستمرار  على مبنى المقاطعة المحاصر   وسؤالهم يتكرر حول معنويات الرئيس لنقل أي تغيير في موقفه.

قناة غير رسمية :

وهي عبارة عن إرسال سري وغير شرعي والإقامة في الدولة تحت قصة تغطية وهمية , والقصة جملة معلومات كاذبة عن الشخص , وتكون المعلومات  كاذبة أو كاذبة جزئياَ .

ويقصد العدو من هذه المعلومات تضليلنا كما يستغل القصة ليشرح أسباب وصوله إلى المنطقة ودافع سلوكه والتضليل وإخفاء نواياه الحقيقية وفي هذه الحالة يتم وضع المعلومات الكاذبة حول قصة الشخص المرسل بشكل سري ويتم إثباتها بوثائق حقيقية أو مزيفة , وهذه الطريقة تحتاج في العمليات التخريبية وبعد تنفيذ المهمة يعود الضابط أو العميل ويبقى في حال عدم ترك أي أثر يدل على أنه المنفذ.

وقد شهدت الساحة الأفغانية مثل هذه الحالة حيث استطاعت المخابرات الأمريكية إرسال عدد من العملاء السريين الذين انتحلوا شخصيات مجاهدين عرب قبل بدء الحرب على أفغانستان وكأنهم لبوا نداء الدفاع عن أرض أفغانستان  من الغزو الأمريكي ، واستطاع عدد منهم الحصول على معلومات مختلفة  حول تحركات قوات طالبان وقادتها .

ومن بعدها العراق فقد شهدت العراق هجرة كبيرة من قبل المتضامنين الدوليين الأجانب الذين أعلنوا أنهم سيشكلون دروعاً بشرية لحماية العراق ومؤسساته وقد وصل الكثير منهم وصل عددهم بالمئات قبل بدء الهجوم على العراق ، وقد أفادت التقارير آنذاك أن الأمن العراقي التابع للرئيس الراحل صدام حسين ضبط عدد كبير منهم- المتضامنين-  وهم يقومون بمتابعة مؤسسات الدولة الوزارية والمدنية والعسكرية من خلال أجهزة تعمل على تحديد المواقع.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى