السيناريوهات المتوقعة للحرب القادمة بين العدو وحزب الله
المجد_
أثار التصاعد في تبادل التهديدات بين الكيان الصهيوني ومقاتلي حزب الله اللبناني المخاوف من أن صراعا جديدا ربما يختمر بين الطرفين. فيما يلي قراءة في خمسة سيناريوهات محتملة للعوامل التي ربما تقف وراء هذا التصاعد في الخطاب.
السيناريو الأول: سعي تل أبيب لتجنب أعمال انتقامية
ألمحت "إسرائيل" إلى أنها علمت بأن حزب الله لديه خطط جديدة لمهاجمة مواطنيها في الخارج وربما تكون التحذيرات الصهيونية وقائية وتوعد حزب الله بالثأر لاغتيال عماد مغنية مخططه العسكري والذي أنحى باللائمة فيه على إسرائيل.
ومنذ ذلك الحين أفادت تقارير بإحباط مؤامرات خطط لها حزب الله ضد صهاينة في ساحل العاج وأذربيجان ومصر، ونقلت صحيفة صهيونية عن مصادر أمنية هذا الأسبوع أن من المشتبه أن حزب الله يضع عينه على أهداف في أوروبا.
السيناريو الثاني: زيادة حزب الله لحجم ترسانة أسلحته
أشار حزب الله إلى أنه قد يضيف صواريخ مضادة للطائرات إلى ترسانة تتكون من صواريخ قصيرة المدى وأسلحة صغيرة، وقالت" إسرائيل" التي تعتمد على قوتها الجوية في التفوق الإستراتيجي وتقوم بطلعات استطلاع منتظمة فوق لبنان وسوريا إنها ستعتبر امتلاك هذه الأسلحة "تغييراً لمسار الأمور" غير مقبول.
ويقول حزب الله أنه أعاد التسلح وإنه أقوى الآن مما كان عليه قبل حربه ضد الكيان عام 2006، وذكر أنه زاد من عدد ونطاق صواريخه على الرغم من تعزيز وجود قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان.
السيناريو الثالث: ضغط على رئيس الوزراء اللبناني
يُجري سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني المكلف محادثات لتشكيل حكومة وحدة جديدة يتوقع أن تضم حزب الله الممثل في الحكومة منذ عام 2005 وفي البرلمان منذ عام 1992.
وربما تكون التحذيرات الصهيونية بأنه يجب على لبنان تحمل عواقب أي هجوم يشنه حزب الله محاولة لإبعاد الحريري عن حزب الله، ويرى بعض اللبنانيين أن دولة العدو تتدخل في شؤون بلادهم السياسية لإخراج محادثات الحريري عن مسارها وإثارة الإنقسامات في بيروت.
السيناريو الرابع: احتمال استعداد تل أبيب لصراع مع إيران
يعتقد خبراء صهاينة أن إيران التي تدعم حزب الله ستطلب من الحزب الثأر إذا تعرض برنامج طهران النووي المتنازع عليه لهجوم، وربما تكون محاولة ردع حزب الله بالتهديد بانتقام لحرب عام 2006 جزءاً من استعدادات الكيان لهجوم من هذا النوع ضد إيران.
خامساً: محاولة إيران تحويل الاهتمام عنها
اندلعت حرب عام 2006 بعد أسر حزب الله لجنديين صهاينة واتهم شمعون بيريس نائب رئيس
وزراء العدو آنذاك إيران بأنها أمرت بأسرهما لتشتيت انتباه الغرب عن التدقيق في خططها النووية بينما قال حزب الله إنه أسرهما للتفاوض على تبادل للأسرى.
واكتملت عملية التبادل العام الماضي، وفي ظل الإرتباك الذي يعانيه الزعماء الإيرانيون الآن بعد انتخابات الرئاسة الإيرانية والتي تصر المعارضة أنه تم التلاعب بنتائجها هناك تكهنات في "إسرائيل" بأن حزب الله يمكن أن يقوم بعمل استفزازي يهدف إلى استقطاب الاهتمام الدولي بعيداً عن طهران.
وهكذا بدا أخيرا وكأن "الحرب النائمة" بين الكيان و"حزب الله" على شفير "الساعة صفر" … تقارير عن مناورات صهيونية متواصلة في الداخل وعلى الحدود مع لبنان، وتقارير مماثلة عن استعدادات عسكرية بوتيرة عالية لـ "حزب الله" جنوب نهر الليطاني وشماله.
تهديدات للقادة الصهاينة وبـ "مكبرات الصوت" بحرب مدمّرة على كل لبنان، وتوعّدات من قادة "حزب الله" بجعل حرب يوليو 2006 مجرد "مزحة" وبمعادلات جديدة تجعل الضاحية الجنوبية لبيروت مقابل تل ابيب.
مصادر وثيقة الصلة بـ "حزب الله" قالت ان الحرب حتمية لكنها مستبعدة في وقت قريب، مشيرة إلى أن تعاظُم التهديدات الصهيونية يعود لأهداف "تكتيكية" ترتبط بحسابات داخلية وخارجية لحكومة تل أبيب وربما بالسعي لاستنهاض الضغوط على "حزب الله".
وكشفت المصادر إن الحرب الصهيونية المقبلة، المرجحة في العام 2010، ستكون برية وحدودها صيدا (عاصمة جنوب لبنان)، لافتة إلى أن الصهاينة "استخلصوا" من تجربة حرب يوليو أن الحرب الجوية ومهما كانت قاسية لا يمكن أن تبدّل من الوقائع الميدانية أو تؤدي إلى تغيير قواعد اللعبة.
وذكرت المصادر عينها أن وزير الحرب ايهود باراك كان كشف صراحة عن عزمه على زج خمس فرق من جيشه في حرب الهدف منها القضاء على بنية "حزب الله" وإبعاده عن شمال فلسطين المحتلة، ما يعني أن الحرب ستكون برية في الدرجة الأولى، إضافة إلى الدور الذي سيلعبه سلاح الطيران ولكن عن بُعد.
وفي تقدير تلك المصادر إن الصهاينة يعتقدون أن توغلاتهم البرية حتى صيدا تمكّنهم من تعطيل القدرة الصاروخية للحزب التي ستكون بحكم "الساقطة عسكرياً" في قبضة الاحتلال بعد الزج بجيشه والعمل على تدمير المخابئ والملاجئ المحصنة في الجنوب.
وأشارت المصادر الوثيقة الصلة بـ "حزب الله" إلى أن الحرب تشكل "حاجة" للصهاينة الذين يجدون في تعاظُم قوة "حزب الله" خطراً استراتيجياً أكثر مما هم مولعون بالانتقام لهزيمتهم في حرب يوليو 2006، كاشفة عن أن الصهاينة "يرغبون" في الاطمئنان إلى مسألتين قبل القيام بمغامرتهم الجديدة هما:
1- ضمان عدم وجود قيادة عسكرية لبنانية متعاونة مع الحزب لأن من شأن ذلك الحفاظ على قدرة "الإمداد والإسناد" لدى الحزب.
2- الحاجة لقطع الرئة التي يتنفس منها الحزب عبر تحييد سورية لقطع الإمداد والتواصل مع إيران.
وإذ قللت المصادر عينها من شأن الكلام عن أن توقيت الحرب يتصل بالملف الإيراني "لان إيران قادرة
في حال تعرضها لحرب صهيونية على الرد وهي تملك صواريخ أكثر دقة وأبعد مدى من التي يملكها الحزب"، لم تستبعد مشاركته في الحرب إذا تحولت إقليمية واستهدفت سورية على وجه الخصوص.
ولم تشأ تلك المصادر الكشف عن المزيد من توقّعاتها حول "بنك الأهداف" المحتمل "لإسرائيل"، لكنها كشفت عن أن الحزب قام بعملية تبديل واسعة النطاق لمخازن الأسلحة والمخابئ وكل ما يتصل بعمله اللوجستي بعدما كشفت عملية تهاوي شبكات التجسس لمصلحة العدو عن "خرق خطر" عبر احد القريبين من الجو الداخلي للحزب، ومن غير المستبعد القيام بعمليات تبديل إضافية.
وهكذا فإن الحزب الذي يعمل للحرب وكأنها واقعة غداً لم يعد يأبه كثيراً لطائرات الـ "M.K" الصهيونية، التي تقوم بعمليات رصد فوق الجنوب، فهو يعمد إلى حفر المخابئ والخنادق أمام الملأ، غير مكترث لا للصهاينة ولا لقوات "اليونيفيل" المعززة العاملة في جنوب لبنان. هذه القوات التي بدأ ينتابها الشعور بأنها وفي أي لحظة ستجد نفسها "بين ناريْن".
وعلم ان "اليونيفيل" أجرت أخيرا "بروفة" لعملية هروب من "ملعب النار" إذا نشبت الحرب، فتبيّن أنها تحتاج إلى خمسة أيام للفرار بنفسها والمغادرة. وربما لهذا السبب استبعدت المصادر الوثيقة الصلة بـ "حزب الله" إمكان تعرض "إسرائيل" لمطار رفيق الحريري الدولي، اقله في الأسبوع الأول من الحرب بغية تمكين القوات الدولية من الرحيل. أما في حال تعذُّر مغادرتها جواً عبره، فإنها تنفذ "الخطة ب" من خلال نزوحها عبر البحر.
وفي إشارة إلى عدم استبعاد تنفيذ" إسرائيل" لتهديداتها بتدمير البنى التحتية اللبنانية في الحرب المقبلة، كشفت المصادر عن وجود "محطات كهرباء" وصلت من دولة إقليمية تحسباً لمثل هذا الاحتمال وسيتمّ وضعها "في الخدمة" إذا قامت" إسرائيل" بتدمير المنشآت الكهربائية.
ولفتت المصادر عينها إلى أن الحرب لن تكون نزهة بالنسبة إلى الصهاينة، فـ "حزب الله" نجح في تطوير قدرته الصاروخية نوعاً وكماً، وأصبح يملك صواريخ قادرة على التفوق على التعديلات التي أجريت على الجيل الرابع من دبابات "الميركافا"، وسيستخدم تكتيكات مفاجئة في التعامل مع الغزو البري.
وقال شهود عيان إن عطلة الصيف سمحت لـ "حزب الله" بتجنيد المزيد من الشبان في جنوب لبنان. وصار مشهد الشبان الذين تقلّهم الفانات في السادسة من كل صباح مألوفاً في قرى الجنوب، حيث ينخرطون في عمليات حفر الخنادق، وهذه المرة داخل القرى والدساكر، وهو ما يعزز الاعتقاد بأن الحرب ستكون برية، وربما تقتضي المناورات العسكرية جرّ الصهاينة للدخول إلى أرض الجنوب لإيقاع اكبر الخسائر بهم.