أهمية التدابير الأمنية في نجاح الغزوات
المجد-
في بعض الأحوال يكون من الضروري قتل الجواسيس وذلك إذا رفض أن يدلي بأي معلومة عن العدو ، أو تحصل على معلومات عن المسلمين، ويُخشى إن أُطلق سراحه أن ينقلها إلى الأعداء ، ويمكن قتله بقصد ترهيب غيره من الجواسيس أن يقدموا على مثل ما أقدم عليه خوفاً من أن يكون مصيرهم كمصيره.
ففي هذه الحالات ونحوها يكون من الضروري قتل الجواسيس.
لقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل معاوية بن المغيرة بعد قيامه بالتجسس على المسلمين لحساب قريش ثم خرج هارباً فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم زيداً بن حارثة ، وعماراً بن ياسر رضي لله عنهما أن يتعقباه ويقتلاه ففعلا ذلك.
كما قتل أحد جواسيس بني المصطلق في غزوة المريسيع عندما أرسله زعيم بني المصطلق ليتحسس له أخبار المسلمين فألقى المسلمون عليه القبض، وقتلوه، ولما بلغ الحارث بن أبي ضار مقتل عينه ومسير المسلمين نحوه خاف خوفاً شديداً، وتفرق عنهم من كان معهم من العرب.
وهذا الحزم إزاء الجواسيس كان من الأسباب الأساسية التي جعلت عدد الجواسيس قليلاً في المجتمع المسلم أيام النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين.
فلقد كان المسلمون في هذه الفترة على درجة عالية من اليقظة ،والانتباه لمكر الأعداء، وكيدهم.