الكشف عن تورط “الموساد” في إفشال انتخاب حسني لرئاسة اليونسكو
المجد-
فجر الصحفي الفرنسي المعروف ريشار لابفيير مفاجأة من العيار الثقيل بكشفه أن جهاز المخابرات الصهيوني "الموساد" كان متواجداً في المعركة على رئاسة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو"، وأدار الحملة ضد المرشح المصري فاروق حسني من داخل مقر المنظمة.
وأكد لابفيير فى مقال نشرته اليوم الثلاثاء جريدة "المصري اليوم"، إن رئاسة الجمهورية الفرنسية تلقت إفادة من إدارة المخابرات العسكرية بوصول 8 عملاء للمخابرات الصهيونية إلى باريس، والتحاق اثنين آخرين بهم، وأنهم أقاموا في فندق شهير دون اتصالات مباشرة مع سفارتهم، أو إخطار لنظرائهم الفرنسيين بهذه الزيارة.
وأوضح الرجل المقرب من الدوائر العسكرية الفرنسية والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط، إن الخلية الصهيونية وصلت في 21 سبتمبر/ايلول الجارى، وثبت أنهم خبراء في وسائل الإعلام الغربية وفى "تقنيات التأثير النفسي"، وكانت مهمتهم إطلاق حملة لإفشال انتخاب المرشح المصري فاروق حسنى في المرحلة الحاسمة من الانتخابات، مشيراً إلى أنهم شُوهدوا في مقر اليونسكو أكثر من مرة يجرون اتصالات متكررة مع عدد من السفراء الأوروبيين ومع مسئولين بالمنظمة، كما التقوا رؤساء تحرير صحف فرنسية، وكانوا وراء الحملة الصحفية الشعواء التي استعرت ضد فاروق حسنى في الأيام السابقة لجولة الانتخابات.
وكشف الصحفى الفرنسى، الذى عمل رئيساً للتحرير فى إذاعة فرنسا الحرة، ومسؤولاً عن مجلة "الدراسات" الصادرة عن وزارة الدفاع الفرنسية، عن حدوث انقسام واضح في الموقف الفرنسى، حيث أيدت الرئاسة المرشح المصري، فيما عارضت ذلك وزارة الخارجية، وبدا أن كلاً من المؤسستين تتبنى موقفاً متناقضاً.
وكان حسنى قد تعرض لحملة ضارية حيث اتهم فى وسائل الإعلام الأمريكية والألمانية والفرنسية مثل جرائد "لو موند" و"ليبراسيون" و"لكسبريس" بمعاداة السامية، وذلك بسبب تصريحات نطق بها فى البرلمان المصرى خلال مشادة بينه وبين نائب من الإخوان المسلمين، وقد أعرب فاروق حسنى بعد ذلك عن أسفه لهذه الكلمات التي تم إخراجها من سياقها، كما أنه نفى أي شبهة معاداة للسامية.
وفى مايو/ايار الماضي تراجعت دولة العدو الصهيوني عن حملتها الرسمية ضد ترشيح فاروق حسنى لهذا المنصب وذلك عقب اللقاء الذي جمع بين رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو والرئيس المصري حسنى مبارك وهو يتولى الرئاسة المشتركة للاتحاد من أجل المتوسط مع نظيره الفرنسى نيكولا ساركوزى الذي أعرب عن تأييده الشخصي للمرشح المصري.
كما دعت الولايات المتحدة الأمريكية صراحة وكل من المرشحة النمساوية بينيتا فيريرو فالدنر، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إلى الوقوف فى طريق انتخاب المرشح المصرى فاروق حسنى، وذلك في سابقة تعيد التذكير بسياسة المكارثية فى الولايات المتحدة فى خمسينيات القرن الماضى، والتي كانت تقوم على تعقب كل من يشتبه فى انتمائه للشيوعية داخل الولايات المتحدة.
وصرح حسني عقب عودته للقاهرة، بأنه عاد ليكمل مشروعاته الكبرى في وزارة الثقافة، مثل "المتحف الكبير" و"متحف الحضارة"، وأن وجوده في مصر سيكون فرصة للرد على الادعاءات اليهودية.
وقال إن ما حدث في انتخابات اليونسكو كان "خيانة ومؤامرة دنيئة شارك فيها عدد كبير من دول الشمال التي لم تقبل بفوز مرشح من الجنوب"، مشيرا إلى أن العالم" صدم عقب نتيجة الجولة الأولى من الانتخابات التي يظهر فيها القدر الحقيقي للمرشح، قبل بدء المساومات والتربيطات".
وجدد حسني التأكيد على ما حدث كان "لعبة قام بها يهود أمريكا بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية، وبعض الدول الغربية التي دائما تتشدق بالديمقراطية والشفافية"، لافتا إلي أن ما حدث هو "خيانة بكل المقاييس تم طبخها في نيويورك قبل الانتخابات بأسبوع، حيث كان هناك اجتماعا للمجموعة الأوروبية هناك".
استمرار الحملة الصهيونية ضد حسني
من ناحية أخرى واصل الإعلام الصهيوني حملته المسعورة ضد مصر شعبا وحكومة خاصة بعد خسارة فاروق حسني السباق على رئاسة اليونسكو.
وحسبما ذكرت جريدة "الوفد" المصرية المعارضة، فقد فتحت صحيفة " يديعوت احرونوت" العبرية الباب علي مصراعيه للقراء الصهاينة للمشاركة في حملة "البذاءات" بعد نشر تصريحات فاروق حسني حول خططه المستقبلية لتوضيح حجم دولة العدو الصهيوني الحقيقي.
وانهالت التعليقات البذيئة التي تراوحت بين الهجوم علي فاروق حسني، ووصفه بأقذر الألفاظ الخارجة، وبين الهجوم علي مصر، والمطالبة بإعادة احتلال سيناء.
ووصفت التعليقات فاروق حسني بأنه عربي ضيق الأفق، ووزير ثقافة معدوم الثقافة، ومريض نفسي، وصاحب فم كبير، وعقل صغير، وشخص كثير البكاء.
كما تضمنت التعليقات وصف فاروق حسني بأنه شخص طائش، وأقواله تثير الضحك، وشخص بربري مقزز، وتقول "الوفد" إن باقي الأوصاف لا يمكن نشرها لأنها شديدة البذاءة وخارجة علي الأدب.
واستمرت الحملة المسعورة ووصفت الشعب المصري بأنه شعب من المقززين ويتجرع الكراهية والعنصرية وشعب من الغوغاء. كما شملت الحملة توجيه الشتائم إلي كل وزراء مصر الذين وصفتهم التعليقات الصهيونية بأنهم من أتباع ثقافة الكذب والكثير من التعليقات التي تستهزئ بالحكومة والقيادات والوزراء المصريين.
من جانبه، سخر جاكي حوجي محرر الشئون العربية بصحيفة "معاريف" الصهيونية من مصر قائلاً: "إنه علي ما يبدو فإن القاهرة تجد صعوبة في الاعتراف حتى الآن بسقوط حسني المدوي"، وتابع حوجي حديثه قائلاً "أن شخصيات مصرية معروفة قامت بشن هجوم مضاد علي إسرائيل بدعوي أنها السبب في هزيمة المرشح المصري، مشيراً إلي ما أورده الكاتب محمد سلماوي رئيس إتحاد الأدباء المصريين وقال فيه أن اللوبي اليهودي استخدم ما صرح به الوزير المصري وأخرجته من سياقه لكي تستخدمه ضده وتقوم بشن حملة دعائية سياسية ضد ترشيحه".
ووصف حوجي الكاتب محمد سلماوي بأنه معروف بتوجهاته الرافضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وقال أنه كتب أن مصر وأن كانت قد ربحت وزير ثقافتها فإن منظمة اليونسكو علي ما يبدوا فإنه ستواجه خطراً يهدد مستقبلها، مشيراً إلي أنها المرة الأولي التي يتم فيها تسييس منظمة اليونسكو.
كما هاجم اليميني الصهيوني المتطرف أوري هيتنر في تصريحات بثتها إذاعة القناة السابعة الصهيونية التابعة لمجلس المستوطنات اليهودية بشدة ما وصفه امتناع الكيان الصهيوني طوال الفترة الماضية في الإعراب عن رفضها للمرشح المصري الذي قال عنه أنه معاد للسامية،
وقال :"أنه يجب علي إسرائيل أن تشن صراعا شديدا ضده منذ البداية، لأنه إنسان معاد للسامية ومنذ أكثر من 22 عاما وهو يهدد بحرق أي كتب إسرائيلية، كما أنه يعارض التطبيع الثقافي مع إسرائيل وعلي هذا الأساس كان يجب علي تل أبيب أن تقود حملة دعائية عدوانية ضده خاصة وأنه مسئول عن خرق معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل أكثر من مرة"- علي حد قوله.
المصدر: محيط