أسير يروي لـ”المجد”:الاعتقال دوامة مخابرات تبدأ من أول يوم حتى الإفراج
المجد-
منذ أول يوم يعتقل فيه السجين لدى العدو الصهيوني يدخل ضمن خطة مبرمجة تنتهي بالإيقاع به إما للاعتراف أو الإسقاط في وحل العمالة .
الكثير من السجناء الفلسطينيين أكدوا لـ"المجد..نحو وعي أمني" وقوعهم ضمن هذه المخططات الصهيونية مشددين على أن السجين يدخل السجن في دوامة تسيطر عليها المخابرات لجلب الاعترافات منه أو محاولة إسقاطه في براثن العمالة مؤكدين أن الكثير من السجناء يقعوا في الاعتراف مع تنبههم لمحاولات الإسقاط حيث يتم الإفلات منها بذكاء وفطنة السجين .
الأسير المحرر والذي سنرمز له بــ (ج) التقاه المجد ليتعرف بصحبته على أساليب المخابرات في دوامة الاعتقال التي تبدأ منذ اللحظة الأولى للاعتقال إلى اللحظة الأخيرة قبل الإفراج .
قصة اعتقاله بالقول :"في العام 2006م تم اعتقالي مباشرة من منطقة شمال غزة وتم نقلي إلى مدينة عسقلان المحتلة وأدخلت على موقع المخابرات للتحقيق معي وهو لا يوجد فيه شيء من الضرب لكن فيه اهانات وتهم يجب على الأسير أن يرد عليها ".
وتستخدم المخابرات أسلوب التعذيب الجسدي والنفسي البطيء حيث تُجبر الشخص على الجلوس لساعات طوال على كرسي صغير جدا بهدف أن يصل لدرجة يريد هو الاعتراف بنفسه بسهولة وهنا يبدأ المحقق بإيهام الأسير بأنه يعرف عنه كل شيء عنه وهنا على الأسير الثقة بالنفس والرد بشكل قوي ورد هذه التهم وعدم الوهن أو الضعف لأن المحقق سيستغل أي نوع من الضعف في الشخصية حسبما أفاد الأسير المحرر (ج).
ويكون لدى المحقق معلومات قديمة عن الأسير فيحاول من خلالها الدخول للأسير ويتعمق وقتها في الأسئلة حول التنظيم الذي ينتمي إليه وهنا يجب أن يقوم الأسير بإخراج نفسه من كل الصورة التي يحاول المحقق إيصالها .
لعبة العصافير الحقيرة
ويضيف الأسير المحرر (ج) :"يستمر التحقيق لمدة ثلاثة أيام ثم ينقل الأسير إلى غرفة العزل الانفرادي وبعد عدة أيام يوضع عنده "عصفور"- عميل للاحتلال على هيئة سجين وطني- لمحاولة استدراجه واخذ معلومات منه ويهيأ لك انك ستخرج خلال وقت قصير للسجن المركزي لدى الأسرى الفلسطينيين لأنك أنهيت اعترافاتك.
وبعدها يطلبك ضابط المخابرات لإنهاء التحقيق ويخبرك انك أنهيت فترة التحقيق وسيتم إرسالك إلى السجن المركزي لكن في الحقيقة هو يهدف إلى إرسال الأسير إلى غرف العار "العصافير" وهو عبارة عن سجن مصغر يتكون من 6 غرف وكل غرفة فيها ما يقارب 7 أشخاص وكلهم يكونوا "عصافير".
وفي أول يوم يستقبلك العصافير حيث يتم الاستقبال بشكل طيب ويعرفونك على بعضهم ويقدموا المشروبات والحلوى وفي ثاني يوم يأتيك "موجه المردوان أو القسم" ليطلب منك تحديد مكانك حسب فصيلك أو التنظيم وحتى يفحص ملفك الأمني هل عليك شيء أم انك سليم أمنياً .
في ثالث يوم يأتيك مسئولهم ويقول لك أنك الآن ممنوع أن تتحدث مع أية شخص بخصوص قضيتك إلا الموجه الأمني الذي يكون من ضمن العصافير وبعدها يأتيك الموجه الأمني ويتحدث إليك ويسألك عن فصيلك الذي تنتمي إليه وكيف دخلت التنظيم وكيف بدأت المقاومة ويحاول أن يأخذ منك معلومات أول بأول .وهنا يمنع أن يعطي الأسير أية معلومة عن تجربته مهما حدث .
ويتابع الأسير المحرر (ج) :"وطول الفترة يحاول العصافير أخد معلومات عنك وعن نشاطك السابق ووقتما يجدوا أنك أعطيتهم كل ما عندك يأتيك ضابط المخابرات مرة جديدة للتحقيق ويكشف أمامك كل ما تقدت به عند العصافير ويحاول أن يصل لاعترافات جديدة وأعمق .
العصافير من الداخل
ويصف الأسير العصافير بأنه منافين ومتخفين من الدرجة الأولى حيث تجد أن منهم من يحفظ كتاب الله ومنهم من هو صاحب درجات علمية عالية كدرجة البكالوريوس والماجستير وعندهم ثقافة واسعة جدا ومفاجئة للشخص .
ويشير إلى أنهم يقوموا بالخطب والمواعظ بشكل يومي وتعاملهم لا يوحي أنه أناس عملاء أوخونة ويشعروك بأنهم أفضل من أفراد تنظيمك في الخارج حيث يتمتعوا بلغة الحديث والحوار والإقناع وهي مغايرة جدا عما كنت تراه في الخارج .
ويؤكد أن العصافير ليست مرحلة واحدة فمن الممكن أن يتم نقلك من قسم عصافير إلى آخر بعد أن تكشف العصافير في المرة الأولى مشيرا إلى أنها لعبة تمارس على الأسرى لإيقاعهم قدر الامكان.
وأشار إلى وجود عدد من سجون العصافير وهي : عصافير مجدو والسبع وعسقلان وعصافير المسكوبية ومركز تحقيق عتصيون مؤكدا وجود الكثير غيرها من المراكز التي يتم فيها عمل العصافير .
محامين المخابرات
ويؤكد الأسير أن المخابرات تعمد إلى جلب محامين خاصين لكي يوقعوا بالأسرى من خلال إيقاع الأسرى بتهم لم يقوموا بفعلها من خلال التلاعب بالألفاظ والكلمات التي لم تقم بالاعتراف بها مشيرا إلى أن ضابط المخابرات يضع كلمات معينة ضد الأسير بنفسه.
ويؤكد المحرر(ج)أن المحامي يحاول إثبات القضية والاتهام على الأسير بدلا من الوقوف معه وإسناده ضد الاحتلال منبها الأسرى للانتباه حول ما يقوله المحامي وعدم إعطاءه أية معلومات جديدة والانتباه لكل ما يكتبه ويقدمه مع الأسير .
الإيهام وعرض الارتباط
وأكد الأسير المحرر(ج) أن المخابرات تعرض على الأسير العمل والارتباط مقابل تخفيف الحكم في ظل إيهامهم بأن كثير من الفلسطينيين عملاء وان الكثير يعملون لصالح المخابرات مشيرا إلى أن ضابط المخابرات كان يحمل جهاز يأتيه كل دقيقتين تقريباً رسالة أمنية عليه يوهم الأسير بأنها من عملاءه في قطاع غزة .
ويقول أن الضابط خلال التحقيق مع الأسير يوهمه أن هذا الجهاز به الكثير من المعلومات عنه وعن كل ما كان يفعله وما كنت تقوم به خلال عمله في منطقته .
الإفراج وقبل وصول البيت
ويؤكد انه عند الإفراج وقبل وصول البيت جاءه ضابط المخابرات بعد وصوله إلى معبر إيرز "بيت حانون" الواقع شمال القطاع وعرض عليه مجموعة من الصور للجندي الأسير جلعاد شاليط مطالبا إياه بعدم تضيع فرصة كسب 10 ملايين دولار ضمن الجائزة التي أعلن عنها الجيش الصهيوني طالباً منه التعاون .