الدور التوعوي والحوار الحصن الواقي للأبناء
المجد-
تقع مسؤولية الأمن على جميع المواطنين؛ حيث أنهم من سينعم بالراحة والطمأنينة فيه، والمسؤولية الأولى في حفظ أمن المجتمع تقع على الأسرة؛ لأنها هي مصنع المواطنين ومكان إعدادهم؛ لذا يجب على الأسرة أن تعي دورها تماماً تجاه أمن المجتمع، وأن تقوم بدورها خير قيام، و إلاَّ حصل خلل وقصور يؤدي إلى نتائج سلبية تجاه الأمن المطلوب في الوطن.
وسبق أن تحدثنا حول التربية العقائدية والدور التربوي للأسرة, وسنتحدث اليوم حول الدور التوعوي في حماية الأسرة والأبناء من الانحراف وبالتالي الوصول إلى المهالك لا قدر الله.
لذا لابد أن يقوم الآباء بأداء رسالتهم نحو أولادهم خير قيام متمثلين قول الله تعالى: ") يأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون (" هذا نداء الله إلى عباده المؤمنين يعظهم وينصح لهم فيه أن يقوا أنفسهم وأهليهم من زوجة وولد، ناراً عظيمة، وقودها، أي ما توقد به الناس من المشركين والحجارة التي هي أصنامهم التي كانوا يعبدونها. يقون أنفسهم بطاعة الله ورسوله تلك الطاعة التي تزكي أنفسهم وتؤهلهم لدخول الجنة بعد النجاة من النار.
الحقيقة إن هذا النداء من رب العزة والجلال المتضمن الأمر بوقاية الزوجة والأولاد ناراً تلظى – والعياذ بالله – يوجب علينا أن نهتم بتوعية أولادنا من كل خطر قد يصيب دينهم، أو يصيب دنياهم توعية شاملة تجعلهم يعيشون في سعادة وأمن في الدنيا، وتكسبهم فعل الخيرات ورضا الله عز وجل.
والدور التوعوي هو:
ثمرة من ثمرات الحوار مع الأبناء، وهنا نصيحة لمن أراد الخير لأولاده عليه أن يفتح معهم باب الحوار ويناقش معهم جزئيات وتفاصيل موضوعات النقاش، فينتج من هذا النقاش توعية بأخطار لا يعيها الأولاد، أو تصحيح مفاهيم تكون خاطئة لديهم، فمن وقع من الشباب في مشاكل هو نتيجة لإهمال أسرته للدور التوعويّ فبالتوعية الأسرية يتعلم الإنسان أين يضع قدميه حتى لا تنزلق به إلى مهاوى الردى.
وعن أهمية الحوار في تربية الأولاد يقول خلف الله :
( للحوار قيمة حضارية وإنسانية، وعلينا أن نعمل ونأخذ به في حياتنا وممارساتنا التربوية والأسرية، ويجب أن تؤمن به كل أمة، ولابد أن يوصل الحوار إلى كشف الحقيقة وخاصة إذا كانت غائبة، فهو الوسيلة المهمة في بناء شخصية الطفل كفرد وكشخصية اجتماعية، فهو يبث فيهم روح الألفة والمحبة، ويعودهم على النظام والتعاون …)
يتبع ….