الموساد يعمل على ترحيل يهود اليمن
المجد_
عمل جهاز الموساد ومنذ إنشائه على ترحيل وتهجير اليهود بالتعاون مع الوكالة اليهودية من دول العالم المختلفة إلى دولة الكيان بالترغيب تارة والترهيب مرات عديدة حتى لو اقتضى الأمر إلى إتباع سلوك عدواني ضد اليهود لإجبارهم على الهجرة إلى كيانهم المزعوم في محاولة لجمع أكبر عدد منهم لقيام دولتهم المزعومة.
وفي هذا السياق كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن نحو 60 يهوديا يمنيا تم ترحيلهم للعيش في الولايات المتحدة منذ يوليو الماضي في إطار عملية سرية نسقت لها الخارجية الأمريكية بالتعاون مع المخابرات الصهيونية، معتبرة أن من شأن ذلك أن يثير انتقادات ضد واشنطن بدعوى أنها تفضل فئة دينية على أخرى.
الصحيفة أوضحت أن "المجموعة الأولى المكونة من 17 شخصا وصلت نيويورك في الثامن من يوليو بعد يوم من مغادرتها العاصمة اليمنية صنعاء على متن رحلة متوجهة إلى (مدينة) فرانكفورت" الألمانية.
وأضافت أن العملية جاءت بعد "فرار هؤلاء (اليهود) من الهجمات التي يتعرضون لها في اليمن وبعد عام من مضايقات متصاعدة، وجرى تنظيمها مع جماعات إغاثة يهودية، في الوقت الذي كانت ترسل فيه واشنطن إشارة إنذار بشأن اليمن".
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن "ياعير يعيش" رئيس الاتحاد الأمريكي لليهود اليمنيين قوله إنه تلقى عددا كبيرا من "النداءات اليائسة من الجالية اليهودية في الولايات المتحدة تفيد بأنه يتعين علينا فعل شيء لإخراج عائلاتنا من هناك"، موضحة أن السفير الأمريكي لدى صنعاء حث وزراء يمنيين على تسهيل عملية المغادرة ووافقت الحكومة في آخر الأمر على إصدار تصاريح مغادرة.
ونقلت الصحيفة عن المتحدثة باسم مكتب السكان واللاجئين والهجرة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية قولها: "لقد كان رأي السفارة ووافقت عليه الوزارة، وهو أنه نظرا لضعفهم يتعين علينا التفكير في توطينهم". وأضافت الصحيفة أن هؤلاء اللاجئين يقيمون في "مونسي" وهي ضاحية اليهود المتشددين في مدينة نيويورك. ويوجد حوالي ألفي يمني يهودي في المدينة.
"وول ستريت جورنال" رأت أن وزارة الخارجية الأمريكية جازفت بعض الشيء بسعيها إلى جلب هؤلاء اليهود اليمنيين إلى الولايات المتحدة؛ لأنها قد تتعرض للانتقادات والاتهام بتفضيل فئة دينية على أخرى في وقت يبحث فيه اللاجئون في أماكن أخرى عن ملاذ لهم.
وتشير الصحيفة إلى أنه بخلاف الـ60 يهوديا يمنيا الذين تم نقلهم إلى الولايات المتحدة منذ يوليو الماضي، يوجد 100 آخرون في طريقهم إلى واشنطن، فيما تفيد تقديرات بأن عدد اليهود في اليمن كان 350 قبل بدء هذه العملية، وأن بعض الباقين قد يذهبون إلى "إسرائيل"، بينما سيظل البعض في قراهم.
وتردد مصادر غربية وصهيونية أن مشاعر الغضب تجاه يهود اليمن تزايدت بعد العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة. وسبق لرئيس الوكالة اليهودية، وهي المؤسسة الصهيونية الرسمية المسئولة عن تنظيم هجرة اليهود إلى "إسرائيل"، موشيه أفيجدور أن قال إن الوكالة بصدد تنظيم حملة لترحيل بقية يهود اليمن إلى "إسرائيل" قريبا؛ "لأن أوساطا إسلامية متطرفة تضايقهم بشكل لم يعد يحتمل"، على حد قوله.
وبدأ يهود اليمن الهجرة إلى فلسطين في بداية القرن التاسع عشر، وكان يقيم في فلسطين حوالي خمسة آلاف يهودي يمني. وفي عام 1948، وقبيل قيام "إسرائيل"، بلغ عدد اليهود اليمنيين في فلسطين 35 ألفا، وقررت سلطات الهجرة اليهودية في الحركة الصهيونية في ذلك الوقت جلب أكبر عدد ممكن منهم، وبالفعل نجحت في غضون ثلاث سنوات في جلب 50 ألفا، وبقي في اليمن بضعة آلاف من اليهود، أخذ عددهم يقل عاما بعد آخر.
وربما يتعلق عدم شعور يهود اليمن بالأمان في جانب منه بالمعارك الدائرة منذ الحادي عشر من أغسطس الماضي بين الجيش والمسلحين الحوثيين في إطار نزاع متواصل منذ عام 2004، والتي أدت حتى الآن إلى مقتل وجرح المئات ونزوح نحو حوالي 150 ألف شخص من ديارهم.