تقارير أمنية

كيف يتشكيل بنك الأهداف؟!


(طائرة استطلاع صهيونية من دون طيار من نوع هيرون تي- بي)

 

 

خاص المجد

لا يتوقف عمل جهاز الأمن العام الصهيوني المعروف بـ"الــشاباك"عن جمع المعلومات الأمنية المختلفة عن الفلسطينيين بمختلف ميولهم وأيديولوجياتهم وفي هذا الصدد أفادت التقارير المختلفة أن العدو الصهيوني يعتمد في جمع معلوماته أو تشكيل بنك أهدافه على الاستمرارية فلا يترك المعلومات دون متابعة، حيث تشتد الهجمات التجسسية بين الحين والآخر بالرغم من اختلافاتها حسب تنوع أساليبها .. في هذه المقالة يستعرض لكم جهاز الأمن العام أهم  الطرق والوسائل التجسسية المختلفة التي يستخدمها العدو في مهاجمة قطاع غزة المحاصر ليشكل منها بنك أهدافه:

العملاء:

وهم من الوسائل التقليدية القديمة والتي لا غنى عنها في الوقت الحديث والتي تشترك فيها كافة أجهزة المخابرات في العالم فيقوم ضابط من الشاباك بعد تجنيد العميل بتكليفه بجمع معلومات عن هدف ما (شخص أو مكان ) .. وقد اعترف احد العملاء المحتجزين لدى أجهزة الأمن الفلسطينية بقطاع غزة أن ضابط الشاباك قد كلفه بجمع معلومات عن أماكن إطلاق الصواريخ ومعرفة مطلقيها.

الاعتقال والاستجواب والمقابلات:

من المعروف أن العدو الصهيوني يقوم بعمليات اعتقال واستجواب للكثير من المواطنين في حال اعتقالهم سواء في الاجتياح والتوغلات الحدودية أو من الصيادين في البحر أو على الحواجز والمعابر من المرضى والطلاب والمسافرين والوفود.

وكان الشاباك الصهيوني يحرص على عمليات الاعتقال العشوائي للمناطق الحدودية مع غزة والضفة حيث يقوم باستجواب كافة المعتقلين بهدف الحصول على معلومات عن المقاومة وكوادرها ونشاطاتها وأحيانا يقوم بعمليات أو محاولات تجنيد لضعاف النفوس منهم أو ممن يجد فيه التعاون.

 

يقول "صابر" وهو احد الشباب الذين اعتقلوا في الاجتياح لأحد المناطق شرق قطاع غزة  أن ضابط الشاباك سأله عن قريب له يعمل في المقاومة وعن مكان وجوده حيث أضاف أن الضابط بذل الكثير لابتزازي وهددني لأخبره عن مكان وجود قريبي المطلوب منذ أكثر من عامين وكانت المفاجئة أن الضابط وغيره قد كرروا نفس الأسئلة لغيره من الشباب الذين شملهم الاعتقال.

من جهتها قالت المواطنة "رضا" وهي مصابة في قدمها برصاصة أنها وعند سفرها للعلاج داخل مستشفيات العدو الصهيوني قام ضابط من الشاباك والذي يعمل في معبر بيت حانون "إيرز" بإيقافها وسألها من احد الشهداء الذي استهدفته طائرات الاستطلاع قرب منزلها، وقال لها من كان معه ممن أصيبوا في ذلك اليوم فقالت له أنها كانت في المنزل وفقط سمعت صوت انفجار في الحارة قرب منزلها و أضافت أنه وعند نزولها لتتعرف على ما جرى أصابتها رصاصة في قدمها من دبابة كانت متمركزة على مرتفعة قبالة الانفجار أو سقوط الشهيد .

أما الطلاب فإنهم يعانون الكثير من جراء المضايقات وعمليات الابتزاز المتكررة على الحواجز والمعابر مقابل التعاون مع العدو .

وقد طالعتنا المعلومات من مصادر مختلفة حول كيفية قيام الشاباك بالضغط على الطلاب للتعاون مقابل السماح لهم للوصول لجامعاتهم وبالأخص أثناء فترة الامتحانات وهذا مستمر حتى اللحظة على الحواجز  في الضفة الغربية المحتلة.

الاتصالات الهاتفية:

أقدمت أجهزة الأمن الصهيونية في لبنان وفلسطين على وسيلة جديدة وهي الاتصال على المواطنين على الهواتف المنزلية وعلى الهواتف النقالة وحسب المعلومات المتوفرة أن العدو الصهيوني قد شن حملة اتصالات ضخمة على أهالي القطاع قبل حرب الفرقان بشهرين كانت من خلالها يسعى لجمع معلومات أمنية عن القطاع ومقاومته بالإضافة لتجنيد عملاء جدد بواسطة الربط عن طريق الهاتف أو الجوال.

 

في جنوب لبنان وبيروت كان الموساد يعمل على تخويف وإرهاب الناس على أنه يعرف كل شيء عن لبنان ويهدد كل من يتعاون مع المقاومة ومن ثم يعود للاتصال ببعض الناس ليأخذ منهم معلومات حول أماكن تخزين السلام والصواريخ والتعرف على آرائهم ومواقفهم.

 

كما أن وسائل الاتصالات المختلفة تخضع لمراقبة العدو حيث يتجسس العدو من خلال الوحدة" 8200" عليها باستمرار في محاولة للحصول على معلومات أمنية حية ودقيقة عن المنطقة ومقاومتها .. وباستمرار يخترق العدو هذه الوسائل ليستفيد منها بأي شكل من الأشكال.

الصحفيين والأجانب:

تبدأ وفود الصحفيين والأجانب بالتوافد للمناطق التي يستهدفها العدو الصهيوني للإطلاع على نتائج الاستهداف ويكون من بين هؤلاء الصحفيين والأجانب ممن يعملون لمصلحة العدو الصهيوني فيقومون بممارسة العمل الاستخباري تحت غطاء الصحافة ويحرصون على التعرف على نتائج الاستهداف وعمل مقابلات مع السكان واستنباط آراؤهم والتعرف على مزاجهم  بالإضافة لعمل مقابلات مع قادة المقاومة والسياسيين.

وهناك بعض الصحفيين والأجانب يقيمون باستمرار في مناطق مختلفة كالفنادق وبعض المؤسسات ولهم علاقات كثيرة يستثمرونها في جمع معلومات أمنية مختلفة تخدم مصلحة الشاباك وأجهزة مخابراته المختلفة  في الدراسات والأبحاث وغيرها من الأغراض الأمنية.

وقد أفادت المصادر الخاصة أن أجهزة الأمن بغزة ضبطت بعد الصحفيين حاولوا التعرف على أماكن تواجد قيادة حماس أثناء الحرب الأخيرة وذلك تحت مبرر أنها تريد أن تجري مقابلة مع أحدهم.

وهذا ويفرز الشاباك الصهيوني صحفيين أو ممن يقومون بهذا الدور من جواسيسه وعملائه للقيام بمهمات تجسسية تحت غطاء أو ساتر صحفي أو أجنبي وأحيانا أممي أو حقوقي.

التجسس الالكتروني على الكمبيوتر واختراقها:

وهذه حلقة من حلقات جمع المعلومات الأمنية لدى العدو حيث تعتبر المعلومات التي يحصل عليها العدو من التجسس واختراق الكمبيوترات من أهم وأفضل المعلومات لأنه يقوم باختراق الكمبيوترات الشخصية والتابعة للمؤسسات فيحصل على وثائق وهياكل وبيانات أمنية خطيرة توفر على العدو جهداً ووقتاً كبيراً.

ولم يسلم أحداً من الفلسطينيين من هذا التجسس الالكتروني الخطير فقد أفادت التقارير أن العدو الصهيوني وضباط من مخابراته يقومون بالاشتراك في منتديات شبابية بأسماء شبان وفتيات غير حقيقية بهدف الحصول على معلومات وتجنيد عملاء.

ولا تتوقف الحرب الالكترونية حتى عند الأصدقاء أو ممن يتعاونون أمنياً  مع العدو حيث أفاد احد المسئولين الأمنيين في حكومة فياض اللا شرعية  أن الشاباك الصهيوني قد اخترق عدد من الكمبيوترات والسيرفرات التابعة لبعض الوزارات بالضفة الغربية عن طريق الهاكرز.

المناطيد وطائرات الاستطلاع (بدون طيار):

وتعتبر هذه الوسيلة من الوسائل الحديثة حيث يقوم العدو بإطلاق عدد من طائرات الاستطلاع أو التجسس "المختلفة" لمراقبة وتصوير الأهداف من الجو على ارتفاعات مختلفة .

 

حيث كان من الواضح أن العدو الصهيوني كان يزيد من طلعات هذه الطائرات (المزودة بصواريخ مجهزة للإطلاق) قبل البدء في هجوم بري أو صاروخي بأيام . حيث يقول أحد القادة العسكريين في كتائب الشهيد عز الدين القسام  أنهم حين كان المجاهدون يعدون لإطلاق صواريخ في مكان بعيد عن أنظار الناس صوب أهداف صهيونية شرق القطاع فأقدمت طائرة كانت تحلق أعلى المكان على إطلاق صاروخ باتجاههم وعند فرارهم إلى إحدى البيارات فقامت وأطلقت صاروخ آخر أصاب أحدهم بجراح.

وفي قصة أخرى ، يقول احد الشباب ممن اعتقلوا في إحدى الاجتياحات لشمال قطاع غزة انه عندما داهم عدد من الجنود منزله قال له الضابط أين المخرب الذي دخل بيتك قبل يومين ومعه سلاح؟ فقال له الشاب لم يدخل أي شاب المنزل لان الباب مغلق منذ أول الاجتياح .. فرد عليه الضابط الصهيوني أن المعلومة أكيدة بأنه دخل بيتك وقال له أن ذلك مصوراً من الجو ولا تكذب.

وهناك مصادر مختلفة يعتمد عليها العدو في جمع المعلومات كوسائل الإعلام المرئية والمسموعة ومواقع الانترنت والأبحاث والكتب والنشرات والدراسات ، فلا يغفل العدو تلك المصادر الهامة بالنسبة له لأن عملية جمع المعلومات هي عملية شاملة وكاملة لا يمكن ترك أي جزء منها دون الآخر.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى