كيف تتعرف المخابرات الأمريكية على الحالة النفسية للرؤساء العرب؟
المجد-
تستخدم المخابرات الأمريكية علماء النفس وأخصائيين نفسيين لتحليل المعلومات الخام وتحليلها لمعرفة الحالة النفسية لرؤساء العرب الذي كان من بينهم العقيد معمر القذافي التي كانت حالته النفسية اهم ما يشغل المخابرات الأمريكية خاصة اثناء توتر العلاقات الليبية الأمريكية وهو ما يعرف في أوساط المخابرات باسم التجسس الفرويدي، وقد توصلت المخابرات الى ان القذافي امتص بشكل مبالغ فيه الخصائص البدوية كالتعصب الديني والإحساس الحاد بالكرامة والتقشف وكراهية الأجانب والحساسية تجاه الاهانات بسبب الظروف التي تعرض لها في بداية حياته خلال سنوات دراسته الأولى من اضطهاد اهل المدينة التي خلقت لديه نوعاً من النفور من النخبة ولعل معرفة الحالة النفسية والصحية ليس جديداً على عمل المخابرات الأمريكية فقد كان رجل المخابرات (مايلزكوبلاند) منوطاً بجمع المعلومات عن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وذلك بتكليف من الأطباء النفسيين والعاديين التابعين للمخابرات الأمريكية ويذكر (كوبلاند) في احدى تقاريره في بداية الستينيات ان عبد الناصر مازال يتمتع بكامل قواه العقلية، كما ان شخصيته مازالت قوية بالدرجة التي تجعله يتحمل ضغط التملق والمراهنة والولاء المزيف وقد وصف احد تقارير«س. اي. ايه» السادات بأنه يصاب بنوبات من القلق العصبي الشديد، وسواء كانت المعلومات الصحية والنفسية صحيحة ام لا الا انها كانت تلعب دوراً كبيراً في رسم سياسة الولايات المتحدة حيث يذكر «كوبلاند» في كتابه (لعبة الأمم) انه بعد وصول المعلومات الى رجال المخابرات يتقمص كل شخص منهم شخصية احد الرؤساء وفقا لتقارير الحالتين النفسية والصحية، ويبدأ في التفكير بدلا منه، وقد كان كوبلاند يتقمص شخصية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في اجتماعات المخابرات المعروفة باسم (لعبة الأمم) من 1955 الى 1957 إلا انه فشل في التنبؤ بقيام عبدالناصر بتأميم قناة السويس في حالة امتناع البنك الدولي بتمويل السد العالي .
التجسس على الأصدقاء
كان شاه ايران ايضاً من بين الرؤساء المتجسس على حالتهم الصحية بعد قدومه الى الولايات المتحدة الأمريكية للعلاج بعد اندلاع الثورة الايرانية، وقبل بدء عملية احتجاز الرهائن الايرانيين في طهران ضمن السياسة الأمريكية (التجسس على الأصدقاء) حيث طلب البيت الأبيض من المخابرات الأمريكية وضع اجهزة تنصت في غرفة الشاه المصاب بالسرطان فاعترضت المخابرات على أساس تمتعه بنفس حقوق المواطن الأمريكي، فأصدر الرئيس الأمريكي قراراً كتابياً بالتجسس، وتم زرع اجهزة الكترونية داخل جناح الشاه في احد مستشفيات نيويورك، ويبدو انه بناءً على نتائج التجسس قامت الادارة بطرد الصديق الشاه والبحث عن طريق آخر للتعامل مع الثورة الإيرانية .