أمثلة رائدة يقدمها صلى الله عليه وسلم في كشف التجسس المعادي
المجد- خاص
يقصد أيضاً بالأمن كشف التجسس المعادي ، وإلقاء القبض على عناصره، وتحييد وسائل جمع المعلومات لدى العدو، وحفظ المعلومات من أن تصل إلى العدو ، وتحقيق أمن الخطط بمنع تسربها إلى العدو، أو إعطاء صورة مضللة ، وتأمين القيادات من محاولة التصفية التي يقوم بها العدو.
والناظر في كتاب السنة النبوية يجد أمثلة رائدة قدمها الرسول صلى الله عليه وسلم هو وعيونه في الحس الأمني المتميز الذي ساهم في تحقيق أهداف الأمة، حيث طبقت ضروريات الأمن من وحدات العيون الرصد.
كيف كان كشف التجسس المعادي لدى الأمن النبوي؟
يعتبر الحس الأمني المتميز من أهم الركائز التي يقوم عليها كشف الجواسيس وكذلك رصدهم وتعقبهم وإمساك بعض الأفراد منهم وأيضاً التحقيق معهم وإجبارهم على الإدلاء بمعلومات ضد أقوامهم أو مشغليهم..
– في غزوة بني المصطلق ألقى المسلمون القبض على عين للمشركين في منطقة البقعاء التي تبعد عن المدينة أربعة وعشرين ميلاً ، فأبى أن يخبر المسلمين بخبر قومه ، فهدد عمر رضي الله عنه بضرب عنقه، فتراجع وأخبر أن الحارث بن ضرار سيد بني المصطلق قد جمع لحرب المسلمين وأنه تم إرساله لكي يكون عيناً على المسلمين لصالح المشركين.
– وفي غزوة الغابة ، وهي موضع كثير الشجر قرب المدينة من ناحية الشام ، خرج سلمة بن الأكوع في طلب عيينه بن حصين الفزاري الذي اعتدى على لقاح النبي صلى الله عليه وسلم فلقي غلاماً يرعى الإبل، فأخبره بخبر المعتدين وعددهم وقال : إنه رأى لهم مدداً.
– وفي غزوة خيبر في السنة السابعة من الهجرة تمكن المسلمون من أسر أكثر من عين لليهود ، فأسر على أيدي علي بن أبي طالب عينٌ لبني سعد الغطفانية بفدك، وكانوا حلفاء لليهود ، وكانوا يستعدون لإمدادهم بالرجال، فلما اشتد على بن أبي طالب عليه أقر بأنه عين لبني أسد ، ورسوله من قبلهم إلى اليهود ليعرض عليهم العون والمساعدة مقابل أن يتركوا لهم تمر خيبر.
– وتمكنت طليعة من المسلمين من أسر أعرابي من أشجع ، وكان أكثر حلفاء اليهود وجيراناً لهم ، فحاول في البداية خداع المسلمين وزعم أنه يبحث عن إبله الضائع ، وأراد تخذيلهم وتخويفهم من بأس اليهود، وكثرتهم ومناعة حصونهم وقال :ما أرى لأحد بهم طاقة ، لكن المسلمين شكوا في أمره ، وكشفوا خداعه وضربه عباد بن بشر بالصوت، وقال له ما أنت إلا عين لهم ،أصدقني القول وإلا ضربت عنقك ، فأقر بالحقيقة واخبرهم بفزع اليهود وخوفهم أن يحل بهم كما حل بيهود يثرب من قبل.
لقد تطلبت ضرورات الأمن أن تتقدم العيون المسلمة أمام الجيش الإسلامي من اجل تتبع آثار العدو وكشف الجواسيس وإلقاء القبض عليهم للاستفادة من المعلومات التي يحملونها ، ولمنع تسرب أخبار تقدم المسلمين إلى العدو ، وقد تحقق هذا في عمليات عديدة ففي سرية عكاشة بن محصن الأسدي إلى الغمر ، تم إلقاء القبض على جاسوس للعدو ، وكان يترقب جيش وقوة المسلمين ، وبعد الحصول على المعلومات المطلوبة منه والتي تخدم المسلمين تم استخدامه ليكون دليلاً للمسلمين ، وقد اقر عكاشة بن محصن أن يرافقه بعض الرجال المسلمين أثناء أداء مهمة الدلالة خوفاً من محاولة الهرب أو الغدر.
هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم حريص كل الحرص هو وأصحابه على كشف الجواسيس والتجسس المعادي، ومحاولة الاستفادة منهم بعد القبض عليهم فيما يعود على المسلمين بالنفع والفوز والنصر.