الأصابع الإسرائيلية ودورها في قضية النيجيري وقصة الإرهاب
المجد-
يبدو أن ما يظهر من آثار الأصابع الإسرائيلية في قضية (النيجيري) عمر فاروق عبد المطلب المتهم بمحاولة تفجير طائرة ركاب أميركية يزيد على ما ظهر من آثارها في تفجيرات نيويورك في 11 أيلول 2001، فقد كشف واين مادسين أحد الكتاب الأميركيين في الموقع الإلكتروني (رينز) أن شركة (آي سي تي اس) التي أعدت وأشرفت على أنظمة الأمن والحماية الإلكترونية والمعلوماتية في مطارات كثيرة مثل مطار شيبول في هولندا لم تقم بمهمتها كما يجب وهذا ما ساعد عبد المطلب على الوصول إلى مطار ديترويت الأميركي.
كما كشفت صحيفة هآريتس الإسرائيلية أمس أن شركة (آي سي تي إس) للأمن في المطارات هي إسرائيلية، ولها شركتان تابعتان باسم (إس أي سي -01) و(بي آي) وأصبحت هذه الشركة تتعرض الآن لاستجواب دولي بعد فشلها في الكشف عن عبد المطلب في مطار هولندا ونجاحه بما يحمله من وسائل التفجير إلى مطار ديترويت في الرحلة رقم 253 التي انطلقت من مطار شيبول في أمستردام. وأشار يوسي مالمان الصحفي الإسرائيلي المختص بشؤون أمنية في صحيفة هآريتس إلى فشل مخابراتي آخر وقعت فيه وكالة المخابرات المركزية (سي آي إي) وليس الشركة الإسرائيلية الأمنية (آي سي تي إس) فقط، ويبدو أنه يريد التخفيف من مسؤولية الأصابع الإسرائيلية في هذا الإخفاق المتعمد والمنظم من قبل شركة (آي سي تي إس) التي تأسست عام 1982 على يد ضابط مخابرات متقاعد من الموساد والمخابرات العسكرية الجوية الإسرائيلية بأموال دفعها عيزرا هارئيل رجل الأعمال الإسرائيلي الذي ظهر اسمه في إخفاقات أجهزة الكشف والأمن في مطارات أميركية بعد تفجيرات 11 أيلول 2001.
ويعد هارئيل من بين الإسرائيليين الذين وثقوا علاقاتهم بالموساد وضباطه وعمل على توظيفهم ضمن استثماراته المختصة بالأمن والحماية وتقديم المعلومات ومات وهو شاب في الخمسينات بذبحة قلبية وثارت حول موته المبكر تساؤلات كثيرة ارتبط بعضها بنوع من التصفية، وأصبح مناحيم عاتصمون هو الذي يدير شركة آي سي تي إس منذ عام 2004 وهو من قادة الليكود ومسؤول حسابات الحزب منذ الثمانينيات ويشاركه في مجلس إدارتها عدد من أهم ضباط الموساد والمخابرات الإسرائيلية المتقاعدين من بينهم العميد (احتياط) عاموس لابيدوت قائد سلاح الجو في السابق والعقيد (احتياط) أفييم سيلاع من سلاح الجو سابقاً ويعمل تحت غطاء دبلوماسي في القنصلية الإسرائيلية في نيويورك ورافي ايفان مسؤول الموساد في الولايات المتحدة والمسؤول عن تنظيم جوناثان بولارد اليهودي الأميركي كجاسوس لمصلحة الموساد داخل البحرية الأميركية.
ويحمل هارئيل الجنسيتين الأميركية والإسرائيلية وقد تمكن من توزيع خدمات شركته لحماية الطائرات والأمن في المطارات إلى مطارات كثيرة في هونغ كونغ وبانكوك وسنغافورة، وماكاو ولندن وشيكاغو وبيلفاست لكن شركته عانت بعد موته من قلة الأرباح حتى كادت تفلس في حزيران الماضي 2009 ويعترف خبراء في أمن المطارات بأن شركة آي سي تي إس قادرة من خلال موظفيها الكبار الإسرائيليين على التحكم بمسائل كثيرة يمكن من خلالها تسهيل تجاوز إجراءات الأمن في هذه المطارات لمن ترغب فيه وهو ما فعلته مع «عبد المطلب» الذي جرى اطلاع الـ«سي.آي.إي» وأجهزة أمن المطارات على اسمه ومواصفاته بعد إبلاغ والده للأمن الأميركي بالمعلومات الكافية عنه وعما يريد تنفيذه.
وقد سارع المدير العام الإسرائيلي المشترك لهذه الشركة «ران لا نفير» إلى تجنب الرد على أسئلة الصحفيين حول تورط شركته الإسرائيلية في هذه الفضيحة الأمنية وبهذه الطريقة أراد اتهام الموظفين الهولنديين بالإخفاق أو بالإهمال.
لكن الشركة الهولندية التي توظف هؤلاء في المطار والمعروفة باسم «جي 4 اس» أفادت بأن هؤلاء الموظفين كانوا يؤدون عملهم بموجب إرشادات وتوجيهات الإسرائيليين أصحاب شركة «آي سي تي إس» وطريقة التدريب التي تلقوها منهم.
تحسين الحلبي