البحث في القمامة من أساليب المخابرات العالمية
المجد-
تعتبر المخابرات في جميع دول العالم أن القمامة من المصادر التي يمكن من خلالها الوصول إلى معلومات قيمة ومفيدة قد تؤدي إلى إيقاف مؤامرات كبرى وعمليات تخريبية وقد تؤدي أيضا إلى كشف مواقع المختطفين ووقف تناقل المعلومات بين العملاء .
فمنذ فترة طويلة كانت المخابرات تتابع المشتبهين لديها من كل جوانبهم حتى أنها كانت تقوم بمتابعة القمامة التي تخرج من عندهم أو من المناطق التي يسكونوا فيها .
بعد أن عرفت المخابرات الدولية بقصة زوجة أحد ضباط البحرية الأمريكية التي ألقت بمعلومات مهمة وسرية عن عمل البحرية الأمريكية بكيس في القمامة وكتب عليه (ممنوع الصيد) في هذه المنطقة، وبدا الكيس وكأنه فعلاً لما أعد له، لكنه في الحقيقة لم يكن مملوءاً بالفضلات كما قد يبدو للمارة وإنما كان يحوي 129 وثيقة سرية مسروقة لأدق أسرار البحرية أميركية.
وبعدها كان أحد رجال المخابرات الروسية يلقي بدوره بكيس قمامة آخر مشابه لما ألقته تلك المرأة غير أنه يحوي مبلغ مالي.
وذكرت تقارير أمريكية أن الجيش الأمريكي قد حدد لها وحدة تكرس العمل فيها للبحث في القمامات بهدف التعرف على كثير من المعلومات في داخل أراضيها وخارجها حيث تعتبر هذه من الناحية القانونية أمرا مسموحا به .
شاليط مثال
بعد ما يزيد عن ثلاثة أعوام تتكشف بعض الوسائل والأساليب التي استخدمها العدو الصهيوني للكشف عن مكان الجندي الأسير لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة جلعاد شاليط ومن ضمن هذه الوسائل كان البحث في قمامة غزة بحثا عما يمكن أن يكون دليلا للوصل لجنديه الأسير .
وقد كشف مصدر أمني فلسطيني لموقع المجد ..نحو وعي أمني النقاب عن إحدى محاولات جهاز المخابرات الصهيونية الشباك للوصل إلى الأسير شاليط عبر البحث في قمامة قطاع غزة منذ بدء عملية الأسر وحتى أيام قريبة .
وقال المصدر : " لقد أوعز الشباك لعدد من عملاءه في قطاع غزة كي يقوموا بعملية سرية للبحث في القمامة داخل قطاع غزة لعلهم يجدوا ما يدل على مكان أسر الجندي شاليط ", مؤكدا أن هذه المحاولات بدأت منذ اليوم الأول لاختطاف شاليط حيث كانت على أشدها بحثا عن هذا الدليل .
وبين المصدر أن الشاباك بحث في الأيام الأولى عن ضمادات مليئة بالدماء وأدوية لعلمه أن جنديه الأسير قد أصيب أثناء خطفه موضحا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل في ظل الحرص الكبير الذي أولته المقاومة لعمليه الأسر .
ونوه المصدر أن أبرز القضايا التي كشفتها المقاومة الفلسطينية أنها رصدت امرأة كانت تشاهد ليلياً، وهي تبحث داخل حاويات القمامة في مواقع يعتقد الشاباك الصهيوني أن شاليط يحتجز قريبا منها. وتم إلقاء القبض عليها لما أثارت شكوكهم، فأقدموا على استجوابها ما دعاها للاعتراف لاحقا بأنها واحدة من مجموعة مكلفة البحث عن أي ضمادات أو أدوية أو معدات طبية، وبالذات، إذا كانت تحمل آثار أي دماء، لإرسالها فورا للفحص على اعتبار أن شاليط قد أصيب، وان أي ضمادات يتم التأكد من أنها تحمل دمه بعد الفحص ستدل مبدئيا على المكان.
كما تعتبر حاويات وأكياس القمامة محل اهتمام المخابرات والجواسيس في العالم الذين يتبادلون خلالها البريد والرسائل والتعليمات والمكافئات ، فتمثل "النقطة الميتة" لهذه الأغراض وهذا برز إبان الحرب الباردة بين "السي آي أيه" الأمريكية و"الكي جي بي"الروسية.