العملية قد تجر الكيان إلى أزمة دبلوماسية ومطالب بإقالة داغان
المجد- وكالات
تظهر تحقيقات شرطة دبي التي في قضية اغتيال المبحوح مؤشرات واضحة لفشل في أداء الجهة المنفذة بالرغم من وصولها للهدف سيما وأن العملية كشفت تداخلات كبيرة مع العديد من الدول الأوروبية والتي قد تقود لأزمة دبلوماسية بسبب الجوازات المزورة.
فقد ذكر موقع " قضايا مركزية" الصهيوني صباح اليوم الأربعاء أن 7 من الصهاينة المقيمين في اسرائيل ويحملون جوازات سفر أجنبية، يتهمون الموساد بانتحال شخصياتهم، ليتضح يوما بعد يوم أن العملية التي قام بها جهاز الموساد في دبي قد تكون من افشل العمليات في تاريخ الكيان، ذلك أن استخدام جوازات سفر لدول أوروبية مثل ايرلندا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا قد يقود لدفع ثمن باهظ من اسرائيل، في الوقت الذي أعلنت فيه يوم أمس وزارة الخارجية الايرلندية بشكل قاطع ان الشخصيات الثلاث التي نشر أنها تحمل جوازات سفر ايرلندية ليسوا مواطنين ايرلنديين.
وأضاف الموقع يبدو ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يلازمه الفشل مع جهاز الموساد، فالعملية التي قام بتنفيذها الجهاز لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في العاصمة الأردنية، أثناء ترؤسه للحكومة انتهت بالفشل والإفراج عن زعيم حركة حماس الشيخ احمد ياسين من السجون الإسرائيلية، ويبدو ان الفشل يعود ليلاحق نتنياهو مع أن الموساد استطاع اغتيال المبحوح، ولكن المعلومات التي تنشر يوما بعد يوم تظهر مدى التراجع في أداء جهاز الموساد وإمكانية أن تكون من العمليات التي ستسجل اكبر فشل في تاريخ عمل جهاز الموساد.
وأشار الموقع انه بعد أن توجه أمس الثلاثاء احد الإسرائيليين الذي يسكن في "بيت شيمش " الى وسائل الإعلام ليبدي عن دهشته لظهور صورته ضمن المجموعة التي اغتالت المبحوح، تبعه 6 آخرين ليؤكدوا انهم كانوا في اسرائيل ولم يغادروها وقت تنفيذ عملية الاغتيال، وقد ابدوا دهشة كبيرة لظهور الصور ما دفعهم لاتهام جهاز الموساد بانتحال شخصياتهم وتزييف جوازات سفرهم الأجنبية.
هذا وقد بدأت تطفوا على السطح علامات استفهام من قبل المراقبين الإسرائيليين على ما وصف بالإنجاز الكبير لجهاز الموساد وكيل المدائح لرئيسه مائير داغان الذي اعتبر "سوبر مان إسرائيل", بعد نجاح إسرائيل في اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في إمارة دبي العربية قبل أسابيع.
وصرح مسئول سابق في جهاز الموساد لإذاعة الجيش أنه من الصعب تصديق إن جهاز مهني مثل جهاز الموساد يقع في خطأ فادح باستخدام جوازات سفر إسرائيلية في مكان تنتشر فيه كاميرات المراقبة بكثافة مثل إمارة دبي.
وأضاف "وهذا الأمر سيؤدي في النهاية إلى توجيه أصابع الاتهام نحو إسرائيل وبالتالي توريطنا في أزمة دبلوماسية دولية, ولو صح القول بأن الموساد نفذ عملية الاغتيال فهذه العملية تعتبر فشل ذريع وخاصة بعد كشف تفاصيلها الدقيقة".
وذكرت صحيفة هآرتس أنه يتوجب على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي لم يستمع إلى النصائح وقرر قبل أشهر تمديد ولاية مائير دغان في رئاسة الموساد لعام إضافي بشكل سريع ومتهور, إقالة دغان من منصبه بسرعة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشخص الذي خطط لهذه العملية وأصدر الأوامر بالتنفيذ واعتبر العملية في قمة النجاح سيجد نفسه بعد أيام أو أسابيع أمام علامات استفهام كبيرة, وأنه بلا شك فإن أصابع الاتهام موجهة إلى الموساد.
وعليه كان نتنياهو محقا عندما شعر بوعكة صحية عندما سمع باغتيال أحد مسئولي حماس في دولة عربية صديقة الأمر الذي قد يجر تعقيدات سياسية يتحملها رئيس الحكومة مرة أخرى.
يذكر أن إسرائيل سجلت فشلا ذريعا عندما كان نتنياهو يتولى منصب رئيس الحكومة عام 1997 حيث حاولت اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في الأردن, والآن لا يقتصر الحديث عن مشكلة دبلوماسية مع الإمارات فقط بل مع تلك الدول التي قام المنفذين بانتحال شخصيات مواطنيها.
وأضافت الصحيفة "إن لكل خلل إصلاح ويبدو أن إصلاح الخلل هنا هو إحالة داغان إلى التقاعد كي يعود إلى بيته".
يذكر أن مصدر أمني اماراتي أبلغ أكد أنَّ 17 شخصًا متورطين في عمليَّة اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح وربما أكثر خلافا لما تداولته وسائل الإعلام بأن المنفذين كانوا 11 شخصا.
وأعلنت شرطة دبيّ انَّ قتلة المبحوح كانوا في انتظاره داخل غرفته في فندق البستان روتانا حيث اغتالوه خنقًا, وعرضت الشرطة تصويرًا لتحركات المتهمين وأعلن الفريق ضاحي خلفان تميم قائد عام شرطة دبي أنَّ المتهمين يحملون جوازات سفر أوروبية وبينهم امرأة, ولم يستبعد تورط الموساد في عمليَّة الاغتيال, وطلبت الشرطة من الانتربول تسليم المتهمين.
وقد تمكنت شرطة دبي من رصد تحركات جميع المتهمين بعد تحديد هويتهم خلال زمن قياسي لم يتجاوز 24 ساعة، ونجحت في تحديد تفاصيل تلك التحركات منذ اللحظات الأولى لدخولهم إلى دولة الإمارات وحتى مغادرتهم البلاد، معتمدة في ذلك على الأشرطة المسجلة لكاميرات المراقبة الأمنية المصورة المنتشرة في مختلف الأماكن التي تنقلوا بينها في دبي، وذلك وفق مجهود أمني مكثف تعاونت فيه كافة الأجهزة المعنية، والتي تمكنت من حصر دائرة الاشتباه في مجموعة عناصر من ذوي الجنسيات الأوروبية وصلت إلى دبي تقريبا في وقت وصول محمود المبحوح نفسه، وغادرت الإمارات قبيل اكتشاف جثة القتيل في أحد الفنادق المعروفة في دبي.