حرب إلكترونية هندوصهيونية ضد البرنامج النووي الباكستاني
المجد-
لم تقتصر الحرب التي تشنها الهند على باكستان متحالفة مع الكيان الصهيوني على الحرب البحرية والبرية والجوية الحربية، ولكن انتقلت الحرب الهندية الآن ضد باكستان إلى ساحة أخرى. وهي الساحة الإلكترونية بمساعدة إسرائيل. وتتمثل هذه الحرب فيما يُسمى بالحروب السيبرانية أي (القرصنة الإلكترونية).
وهي حرب معقدة تحتاج لمواجهة من نوع خاص، فهي تعني مزيدًا من التغلغل، وهي أخطر من الحرب التقليدية، لأنها تستخدم تكتيكات مختلفة مثل "سايبر التجسس" و"التخريب ويب"، وجمع البيانات، وهجمات الحرمان من الخدمة، وتعطيل المعدات، والهجوم على البنية التحتية الحيوية وغيرها.
وجاء في التقرير السنوي لعام 2007 لشركة مكافي للحماية أن ما يقرب من 120 بلدا قامت بتطوير طرق استخدام الانترنت كسلاح، وفي الأسواق المالية، وفي المرافق العامة الحكومية.
والحرب المعلوماتية هي ميدان المعركة الجديد لباكستان حكومة وشعبا على حد سواء. فالهند لديها كل الأسباب لاستخدام المعلوماتية كسلاح ضد باكستان ، ولكن من خلال تحالف الهندوس مع الصهاينة باعتبار أن الهدف واحد.
وتشكل "الدعاية" من خلال "سايبر التجسس" و"التخريب الانترنت" و"جمع المعلومات" أحد أهم طرق التهديدات الموجهة للأمن الباكستاني والمعاهد والمكاتب الحكومية. حيث تستخدم الهند وإسرائيل هذه التهديدات بالإضافة إلى استخدام المال والموهبة والتكنولوجيا لتشويه سمعة باكستان وبرنامجها النووي.
يقول قائد البحرية الهندية الأدميرال سوريش "الهند وقواتها المسلحة تستثمر بشكل متزايد في عمليات الشبكات، سواء بشكل فردي أو بشكل جماعي. حتى لا نكون عرضة لهجمات قراصنة الكمبيوتر. فالمعلومات والتكنولوجيا هي قوتنا التي من خلال وضعها في حالة التأهب الكاملة ستجعل نفوذنا قويًا. ولذلك فإننا نهتم بتدريسها في الأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص وجيل الشباب من الموهوبين" .
والجانب الأكثر إثارة في هذه الممارسة هو الذي يحاكيه الجيش الهندي لما يمكن أن تقوم به الصين من إطلاق هجوم نووي على الهند في مكان ما في عام 2017. والغرض من هذه العملية هو وصف كيف ستشن الصين هجوما إلكترونيًا قبل الهجوم النووي الفعلي ضد الهند.
ويضيف سوريش"إننا نشعر بالدهشة من التقرير الصادر عن زعماء الصين والهند من أنهم توصلوا بالفعل إلى توافق في الآراء على أن البلدين لن تشكل تهديدا لبعضهما البعض ، بل أن يعاملوا بعضهم بعضا كشركاء" حسب المتحدث باسم وزارة الخارجية" تشين جانج" عن آرائه بشأن الحرب الإلكترونية التي تمارسها الصين ضد الهند.
في الحقيقة فإن الصين والهند قد عززت تعاونها الاقتصادي وبعض المجالات الأخرى بما في ذلك الدفاع خلال المفاوضات منذ عام 2004. وأجرت البلدان مناورات عسكرية كذلك. في خلفية كل هذا، وتجديد التعاون بين البلدين من المستبعد جدًا أن تذهب الصين للحرب النووية في حين أن باكستان لديها إمكانية للذهاب لحرب نووية على أي من أشكال التوترات المتعددة، كنزاعات المياه، أو العدوان الهندي ضد باكستان، أو قضية كشمير.
في عام 2008 جرت مناوشات سيبرانية محدودة بالفعل بين الهند وباكستان في عام 2008 عندما قامت مجموعة من قراصنة الانترنت بتشويه وزارة النفط والغاز، وحكومة باكستان. وقام قراصنة الباكستان بالانتقام وتشويه العديد من المواقع الهندية. بعد هذه الهجمات السيبرانية بدأ الهنود البحث واعتماد "طريقة مشتركة" للحرب ضد باكستان من خلال الحرب السيبرانية بمساعدة من إسرائيل.
ووفقا لتقارير إسرائيلية تم إنشاء فرقة عمل للحرب السيبرانية ضد الإسلام وباكستان ، بالإضافة إلى إلحاق الضرر بالقضية الفلسطينية، وتم أيضا الفرقة أيضًا لتنفيذ مختلف عمليات التجسس الرقمية وجمع المعلومات من المكاتب الإستراتيجية المختلفة في الحكومة الباكستانية.
ويُعد اختراق الشبكة الأمنية الباكستانية أحد جوانب الحرب السيبرانية الهندوصهيونية ضد إسلام أباد. ففي تطور جديد قامت إسرائيل بإعداد قوة عاملة كبيرة من الكتاب على الإنترنت، مهمتهم الرئيسية شن حرب دعائية ضد باكستان وأسلحتها النووية وقواتها المسلحة. وتواصل إسرائيل زيادة عدد الكتاب العاملين في هذا المجال من خلال مناشدة أكثر من شخص للانضمام إلي هذه المجموعة.
الإسرائيليون يفعلون ذلك منذ وقت طويل في المواقع العبرية والمجلات، وقد تم استهداف باكستان من خلال وضع عدد من السيناريوهات حول الأسلحة النووية في باكستان لخداع العالم بأن هذا السلاح النووي سيسقط في يد تنظيم القاعدة. وهذا الرابط يمثل أحد المواقع التي تستخدمها إسرائيل في هذا المجال:
Israelnationalnews.com ، أو IsraelNN.com ، أو أروتز – 7 العبرية في مجلة «هي اسم لعدد قليل من بين هذه الجماعات وسائل الإعلام حيث الإسرائيليون الإغاظة حقدها ضد باكستان.
وقد اختبرت الحكومة الإسرائيلية هذه الوسائل الدعائية السيبرانية خلال العملية العسكرية الوحشية في قطاع غزة في عام 2008، وقد طلبت من وزارة الشئون الخارجية لإسرائيل، من خلال موقع www.giyus.org (ادعم إسرائيل)، لتعزيز استخدام كلمات مثل "المحرقة" ، "أرض الميعاد" و "قتل اليهود" على الشبكات الاجتماعية والمدونات ومواقع مثل وجه الكتاب، التغريد، وماي سبيس، وبلوجسبوت.
اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة وبريطانيا شن حملة مماثلة ضد البرنامج النووي الباكستاني في الماضي من خلال القنوات الفضائية الإخبارية (مثل بي بي سي، فوكس) والصحف (نيويورك تايمز، وواشنطن بوست).
أساليب جديدة لاستخدام الشبكات الاجتماعية والمدونات ومواقع الانترنت لتشكيل رأي الناس، حول الأسلحة النووية الباكستانية لكونها غير آمنة. هذه الحملة كما إطلقتها من الولايات المتحدة وسائل الاعلام الغربية عند عملية "راه راست – الإلكترونية" بدأ في وادي سوات ومنطقة مالاكند. الهدف من هذه الحملة تشويه سمعة الحكومة الباكستانية والمؤسسات الأمنية بأنها غير قادرة على انقاذ البلاد من الإرهابيين.
وقد ووُجهت العملية الإسرائيلية السيبرانية بحزم من قبل المدونين الشباب الفلسطينين عن طريق نشر الملايين من الصور واللقطات من قطاع غزة عبر شبكة الانترنت. هذه الصور واللقطات كشفت عن السيئات التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة خلال عملية الرصاص المصبوب. لكن هذه الحرب الهندوصهيونية السيبرانية نجحت في ترويع الجماهير العادية في باكستان وخارجها عن طريق التخويف من قيام طالبان بالاستيلاء على إسلام أباد. وبالتالي الاستيلاء على السلاح النووي الباكستاني.
الحكومة الهندية شاركت مشاركة فعالة في هذه الحملة ضد باكستان. عندما قال مانموهان سينج رئيس الوزراء الهندي "إن بعض المنشآت النووية الباكستانية موجودة بالفعل تحت سيطرة طالبان.
اسرائيل تساعد الهند حيث يخوضون هذه الحرب الدعائية، وعلى محاور مختلفة. فتركز الهند في الوقت الحاضر على المؤسسة الأمنية.
الحرب السيبرانية أصبحت أمرًا واقعًا وملموسًا فقد أنفق البنتاجون أكثر من 100 مليون دولار في 6 أشهر للقتال ضد هجمات قراصنة الكمبيوتر.
ومن هنا ترى الكاتبة الصحفية الباكستانية فرزانه شاه أن لا بد أن تقوم باكستان ببناء قوة محترفة ومكرسة لمكافحة جميع تكتيكات الحرب السيبرانية. ولا بد من أن يكون هناك جناح خاص (أو فرع) داخل القوات المسلحة الباكستانية لمواجهة الحرب السيبرانية التي تقودها إسرائيل والهند والولايات المتحدة ضد باكستان.
سمير حسن
كاتب صحفي مصري
متخصص في شئون جنوب آسيا