تقارير أمنية

الموساد يغيّر تقنياته وأساليبه

المجد-

تتكشّف يوماً بعد يوم تفاصيل جزئية في مسألة شبكات التجسس الصهيونية التي سقطت في يد القوى الأمنية من استخبارات عسكرية وأجهزة معلوماتية بالتنسيق مع الأجهزة المعنية في المقاومة و«حزب اللـه».

ويبدو من تسلسل الكشف عن الشبكات، أن جهاز «الموساد»، يحاول التأقلم مع واقع التقدم التقني والمعلوماتي لدى الأجهزة الأمنية اللبنانية، فيبادر مع سقوط كل عميل إلى تغيير أساليب عمله في تجنيد عملائه وفي تحريكهم، قدامى وجدداً، وإلى تمويه الأجهزة التي يمنحها إلى هؤلاء بحيث يضع في تصرفهم مقتنيات الكترونية معقدة، هدف أغلبيتها مسح الأراضي اللبنانية وخصوصاً المناطق الحساسة، ولا يعرف العملاء طبيعة عملها، ولا حقيقة ما هو مطلوب منهم إلا بعد سقوطهم بين أيدي أجهزة مكافحة التجسس اللبنانية.

وتعمل شبكات الموساد الصهيونية بشكل عمودي لا أفقي، بحيث تتألف الشبكة غالباً من عميل واحد يكون اتصاله مباشراً مع مشغله الصهيوني وليس عبر شبكة متعددة، بحيث لا يؤدي سقوطه وانكشاف عمالته إلى سقوط مجموعة من العملاء كما حصل في محطات عدة.

وتبيّن لـ«الوطن» من مراجعة بعض المعطيات الأمنية التجسسية، أن الموساد يحاول منذ فترة اختراق المناطق التي تشكل عمقاً استراتيجياً للمقاومة ولأجهزتها، وخصوصاً تلك المحاذية للضاحية الجنوبية لبيروت.

ويحاول الموساد استغلال حقد حفنة من اللبنانيين لتجربة «حزب اللـه»، ليقوم بتجنيد أشخاص من بينهم تحت راية الرغبة المشتركة في إضعاف هذا الحزب، كما فعل في قضية العميل الساقط جودت خ. من الشمال الذي تقاضى أموالاً باهظة من الموساد.

وتبين أن الأجهزة الأمنية لا تزال منهمكة في فك أسرار الأجهزة الالكترونية التي ضبطت بحوزته، وهو حوّل عمله في تجارة قطع غيار السيارات إلى ستار سمح له بالتنقل والتجوال على كل المتاجر التي تتعاطى هذا العمل في كل المناطق، وخصوصاً في البيئات التي تصنف صهيونيا حاضنة أو صديقة للمقاومة. وشمل مسرح عملياته التجسسية، الشمال والضاحية الجنوبية ومناطق في بيروت ومنطقة المصنع عند الحدود اللبنانية السورية.

وكان المشغّل الصهيوني يطلب من جودت وصل جهاز مثبت في سيارته بجهاز كمبيوتر يعمل تلقائياً عبر الأقمار الاصطناعية، ويتلقى أوامر بالانتقال إلى المناطق المطلوب مسحها، فيركن سيارته في مكان محدد ويتركها لساعات، بحيث يتسنى للجهاز مسح كامل المنطقة المحددة.

يذكر أن خوجة هو الذي بادر إلى الاتصال بالصهاينة عبر إحدى سفارتهم في عاصمة أوروبية قريبة عارضاً التعامل معهم على خلفيات شخصية ناجمة عن أحقاد شخصية.

وأظهرت معطيات عدة أن أكثر من عميل أو شبكة عملاء تم إسقاطها، لكن لم يعلن عنها بعد في انتظار انتهاء التحقيقات القضائية والأمنية وإحالة المتهمين إلى الأجهزة المختصة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى