اغتيالات إسرائيل تخفق سياسيا
المجد-
في مثل هذا اليوم قبل ست سنوات استشهد زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشيخ أحمد ياسين بقذائف أطلقتها عليه طائرة أباتشي إسرائيلية وهو عائد من صلاة الفجر من مسجد المجمع الإسلامي في حي الصبرة بغزة.
وقد ذكرت تقارير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك آرييل شارون أمر بهذه العملية وتابعها شخصيا بهدف إضعاف حماس على أبواب الانسحاب من قطاع غزة من جانب واحد وتفكيك مستوطناته وتسليمه للسلطة الفلسطينية والذي تم في أغسطس/آب من العام نفسه.
وقد تمكنت إسرائيل من اغتيال عدد من القادة الفلسطينيين على مدى عشرات السنين. وفي السنوات القليلة الماضية استشهد عدد من قادة حماس في عمليات إسرائيلية توج معظمها بالنجاح.
إخفاق
أما عن تأثير هذه العمليات فيرى قاسم أنها نجحت في إحداث تغييرات في التوجه السياسي لحركة التحرير الفلسطيني (فتح) عبر تغييب الكثير من القيادات المتمسكة بالحقوق والدفع بالتالي بالقيادات المهادنة إلى زعامة هذه الحركة.
ولكن قاسم يرى أن إسرائيل لم تنجح في المقابل في تغيير التوجهات السياسية لحركة حماس التي تميزت بالقيادة الجماعية، كما أن طرح حماس حتى في أدنى مستوياته لم يكن ليقبل إسرائيليا.
ويرى نزال أن إسرائيل نجحت في تغييب قيادات كبيرة ومناضلة في حركة فتح ما أثر على توجهاتها السياسية، ويؤكد أن المقاومة الفلسطينية لم تغير برنامجها رغم أنها خسرت العديد من قياداتها على مدى الصراع الممتد. كما أن خيار الشعب الفلسطيني بقي مساندا للمقاومة، وهو ما أكده فوز حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006.
وللحيلولة دون نجاح إسرائيل في تحقيق أهدافها من الاغتيالات، يطالب نزال بتحصين الساحة الفلسطينية عبر بناء مؤسساتها على أساس ديمقراطي والاتفاق على برنامج وطني يحافظ على الثوابت ويمنع التفريط فيها من الأشخاص والتنظيمات.
ويطرح قاسم إجراءات عملية لتقليل الخسائر الفلسطينية من سياسة الاغتيالات الإسرائيلية، ويطالب بأن تكون القيادة السياسية للفلسطينيين في الخارج، على أن تقلل من درجة ظهورها السياسي والإعلامي إلى الحد الأدنى، مع تولي قيادة الداخل تسيير الأمور الحياتية والإدارية، وأخيرا الحرص على سرية التنظيمات وعملها وتسلحها بشكل يجعلها أقل عرضة للاستهداف الإسرائيلي، مع تمكنها من القيام بدورها في المقاومة بفاعلية.
المصدر: الجزيرة