من تجارب المخابرات الأموية المسلمة
المجد- خاص
شهد العصر الأموي أنواعاً عديدة من رجال المخابرات ، منها ما هو معروف ، ومنها ما ظلت مجهولة، من بين هذه العيون ، عيون عربية ، وعيون من غير العرب ، وعيون مسلمة ، وعيون غير مسلمة كالنصارى والمجوس المشركين .. موقع المجد يسلط على العيون غير المسلمة والتي عملت لصالح المسلمين لصالح المخابرات الأموية.
عيون تركية مشركة:
هذه العيون رغم أنها عيون غير عربية و غير مسلمة ، إلا أن القادة المسلمين استخدموهم في جميع المعلومات و الأخبار التي تفيد القادة و الجيوش الإسلامية ، و تخدم الإسلام و المسلمين ، واستخدموهم في إدارة المفاوضات مع طرخون ملك الصغد لمصلحة القائد المسلم قتيبة بن مسلم ، من بين هذه العيون:
النيلان ابن عم ملك فرغانة ، ففي سنة 104 هـ ، قام بجمع معلومات تفيد القائد قنيبة بن مسلم ضد أهل السغد " بخُجندة " و قال : عاجلهم قبل أن يصيروا إلى الشعب ، فليس لهم علينا جوار حتى يمضى الأجل ، فوجه سعيد بن عمر الحرشي مع النيلان ، عبد الرحمن القشيري و زياد بن عبد الرحمن القشيري في جماعة ، و كارتقبد ، وهو عين من الترك ، كان يعمل لصالح القائد سورة بن الحر التميمي في سنة 112 هـ ، و قد دله على طريق يسلكه حتى لا يقع هو و جيوشه في قبضة الترك ، فعندما أمر سورة بالرحيل من سمرقند و استخلف عليها موسى ابن أسود ، و خرج في اثني عشر ألفاً ، فأصبح على رأس جبل ، و قد دله على ذلك الطريق " كارتقبد " .
و تنذر و كان عيناً لقتيبة بن مسلم ، و هو تركي ، ففي عام 87 هـ غزاً قتيبة " بيكند " و هي أدنى مدائن بخاري إلى النهر ، يقال لها مدينة التجار ، على رأس المفازة من بخاري، و لكن أهل بخاري قد أعطوا " تنذر " مالاً على أن يفتأ عنهم قتيبة ، فأتاه ، فقال : أخلني ، فنهض الناس ، و احتبس قتيبة ضرار بن حصن الضبي ، فقال تنذر : هذا عامل يقدم عليك ".
عيون بيزنطية نصرانية:
هذه العيون البيزنطية تم استخدامها لصالح الإسلام و المسلمين ، مثل ما تم _ نتيجة امتزاج الحضارة العربية بالحضارات الأخرى _ اتخاذ الخدم و الجواري الذين يقومون على أمر البيوت في نظامها و إدارتها ، و كان من بين السبي نصاري ، فمن بقي من أهل الذمة على دينه فقد عاملهم العرب بتسامح عظيم ، باعتبارهم أهل كتاب . من بين هذه العيون : يليان العجمي صاحب سبتة ، استطاع طارق بن زياد أن يحصل منه على أخبار و معلومات و استخدمه كعين تخدم الجيش الإسلامي .