انعدام الثقة وانشغال الآباء عن الأبناء يؤدي إلى المهالك
المجد_
تقع مسؤولية الأمن على جميع المواطنين؛ حيث أنهم من سينعم بالراحة والطمأنينة فيه، والمسؤولية الأولى في حفظ أمن المجتمع تقع على الأسرة؛ لأنها هي مصنع المواطنين ومكان إعدادهم؛ لذا يجب على الأسرة أن تعي دورها تماماً تجاه أمن المجتمع، وأن تقوم بدورها خير قيام، وإلاَّ حصل خلل وقصور يؤدي إلى نتائج سلبية تجاه الأمن المطلوب في الوطن.
وسنتحدث اليوم حول الدور التعاوني في حماية الأسرة والأبناء من الانحراف وبالتالي الوصول إلى المهالك لا قدر الله.
يكمن الدور التعاوني للأسرة في حفظ أمن المجتمع باعتبار الأسرة نفسها جزء من هذا المجتمع، تحرص على أمنه وسلامته فتتعاون معه في أكثر من اتجاه على النحو التالي:
* الانشغال المتكرر للآباء عن أبنائهم وعدم متابعتهم في مشاكلهم وعلاقاتهم واهتماماتهم بل وبناء حاجز بين الابن أو البنت وأهلها بسبب الخوف من العقاب والتوبيخ وغياب المصارحة والشفافية يؤدي إلى انحراف الأولاد, لذا من المهم إيجاد ثقة وصداقة وصراحة بين الأبناء وذويهم وتعويد الأبناء على الصراحة وطلب الاستشارة والمساعدة عند أي مشكلة قد تواجههم في حياتهم.
* تربية أولادها على مبدأ هام جداً وهو أنهم رجال أمن يهمهم أمن المجتمع فلا يتأخرون في التعاون مع رجال الأمن .
* تربية الأسرة لأولادها على القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالمعروف هو: كل قول أو فعل أقره الشرع، والمنكر كل قول أو فعل نهى عنه الشرع، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وظيفة اجتماعية، يحتّمها واقع الناس وما يعيشونه مما يغريهم فيبعدهم عن الحلال، ويزين لهم الحرام فيقعوا فيه. فهم جميعاً في حاجة إلى التذكير، وبعضهم في حاجة إلى التنبيه، وآخرون في حاجة إلى الزجر، يقول الله تعالى: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" فلو تدرب الأولاد على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأصبحوا حراس لأمن المجتمع واستقراره.
* تدريب الأسرة لأولادها على فقه إنكار المنكر وكيف يكون! فإنكار المنكر له أسلوبه في الإسلام عن أبي سعيد – رضي الله عنه – قال : سمعت رسول الله يقول : " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان"، وحدد العلماء شروط يجب أن تتوفر في من يقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي:
* العلم بالحلال والحرام حتى لا ينهى القائم بهذا الأمر عن حلال، ولا يأمر بحرام.
* التّوسع في هذا العلم بالتفريق بين الواجب والمندوب من الأحكام.
* المعرفة بأحوال النّاس الاجتماعية، وتأثيرها في سلوكهم.
* العلم باختلاف الطباع.
* الصبر.
* السلوك المستقيم.
* المعاملة اللينة التي تجمع بين الرفق بالمنتصح وبين القيام بحدود الله .
إن اهتمام الأسرة بالأدوار السالفة، والقيام بها يؤدي إلى إشاعة الأمن والاستقرار في المجتمع، وهذه الأدوار مستقاة مما جاء به ديننا الحنيف، نأمل أن يجد فيها القارئ الكريم ما يعينه على القيام بواجباته ومسؤولياته التربوية نحو أولاده، ومن يقوم برعايتهم.