“الشاباك” يمارس آلالاف المحاولات لإسقاط الفلسطينيين
المجد-
يتعرض الفلسطينيون لمحاولات تجنيد كعملاء من قبل جهاز الاستخبارات الصهيوني "الشاباك" الذي يحاول استغلال الظروف والحواجز وتصاريح دخول دولة الكيان وكذلك القدس المحتلة في اصطياد المتعاونين.
ونجحت الأجهزة الأمنية الصهيونية في تجنيد العشرات من الفلسطينيين وطالما تباهى قادة أمنييون صهاينة بأنهم يملكون جيشا من العملاء.
وتوضح اعترافات عملاء الاستخبارات الصهيونية أثناء الانتفاضتين الأولى والثانية وبعض من حاكمتهم السلطة مؤخرا أن اهتمام دولة الكيان بالعملاء لا يتوقف على أعضاء فصائل المقاومة الفلسطينية وإنما على كل شخص.
وتصطاد الاستخبارات الشباب الفلسطيني على الحواجز في الضفة الغربية أو أثناء عودتهم من السفر على الجسور حيث أن من بين عملاء الاستخبارات مَن يجري اتصالات هاتفية مباشرة من ضباط في المخابرات يستدعونه للحضور.
حيث قام حاجز صهيوني جنوب الضفة قبل أشهر بإيقاف الشاب "ع" وطلب منه الجنود مراجعة المخابرات في مستوطنة "عتصيون" قرب مدينة الخليل وهناك عرضوا عليه التعاون مقابل أن يفتحوا له محلا تجاريا ويسهلون دخوله دولة الكيان.
ونقلت صحيفة "القدس" الفلسطينية عن "ع" العامل في مجال الاتصالات قوله : "بالعربي هم يريدونني أن أُصبح عميلا" مضيفاً : "سألوني عن الراتب واستغربوا كيف أستطيع أن أعيش براتب كهذا فعرضوا علي أموالا ومحلا وتسهيلات كثيرة لكني قلت لهم بصراحة بأني لا أعرف شيئا أخبركم به ولا أريد أن أعمل لا معكم ولا مع غيركم".
واوضح "م" كيف طارده ضابط الاستخبارات عبر الاتصالات على هاتفه المحمول وفي كل مرة كان يسأله عن قضايا سياسية أو اجتماعية مختلفة من أجل فتح أبواب للصداقة , وقال "م" : "في النهاية اضطررت للتخلص من شريحة الجوال واستبدالها".
وقبل أيام سعى ضباط "الشاباك" تجنيد "ف" أثناء عودته من الأردن وهددوه بمنعه من السفر ثانية وتعطيل دراسته.
كما تُلاحق الاستخبارات الصهيونية الأسرى السابقين حيث قام ضابط من "الشاباك" بالاتصال مع "ح" وهو موظف بالسلطة الفلسطينية وذلك بعد يوم من إطلاق سراحه الشهر قبل الماضي وطلب منه الحضور إلى مقر الاستخبارات في اليوم الثاني.
وقال "ح" : "قال لي ضابط الشاباك تعال أريد أن أتعرف عليك" مضيفاً : "أنا كنت عندكم يعني لازم أحضر" وتابع "ح" : "فرض الضابط علي قائلاً إذا لم تحضر بخاطرك سأبعث إليك طيرا أبابيل تحضرك".
وأضاف : "عندما ذهبت سألني عن كل شيء وعرض علي التعاون مقابل رفع المنع الأمني عني وقال إنه سيسمح لي بالسفر وأداء العمرة".
وأوضح "ح" أنه عندما رفض قال له ضابط الشاباك أنت حر مشيراً إلى أنه سأله هل سيستطيع الذهاب إلى العمرة وأن ضابط الشاباك رد عليه ساخرا إذا بتأخذني معك سأسمح له بالذهاب.
وفي السياق ذاته تلقى "م" وهو تاجر عروضا مغرية بمنحة تصاريح وبطاقة الشخصيات المهمة "في آي بي" وفتح تعاون تجاري مع تجار صهاينة مقابل تعاونه.
على الرغم من نفي أجهزة الاستخبارات الصهيونية ابتزازها للفلسطينيين ومحاولة تجنيدهم تحت ضغط الحاجة والحصار والحواجز فإن الإعلام الصهيوني كتب عن هذه المحاولات التي لا تتوقف.
وقالت صحيفة "هآرتس" الصهيونية في عدده الصادر الأربعاء الماضي : "إن جهاز الأمن العام الصهيوني (الشاباك) يحاول ابتزاز طلاب فلسطينيين يدرسون الطب في جامعة القدس في (أبو ديس) والتهديد بمنعهم من الوصول إلى مستشفيات القدس للتدرب إذا لم يتعاونوا معه.
ونقلت " هآرتس" عن طالبين فلسطينيين قولهما : "إنهما منعا من دخول القدس بعدما رفضا عروضا من ضابط في (الشاباك) عرف نفسه بـ (الكابتن بيران) طلب منهما تقديم التقارير له عن نشاط الطلبة في الجامعة كشرط لمنحهما التصاريح".
وأوضح "طاء" أنه كان يمتلك تصريحاً للتدريب إلا أنه توقف العام الماضي إذ استدعي للتحقيق لدى "الشاباك"، فوجه له شخص يطلق على نفسه اسم الكابتن بيران أسئلة حول استعداده للمساعدة في مراقبة نشاط أشخاص في الجامعة مشيراً إلى أنه عندما أوضح بأنه غير مستعد لذلك ولا يملك الوقت إلا للتعليم هدده بأنه لن يمكنه من إنهاء تعليمه أما إذا وافق على التعاون معه فإنه سيمنحه تصريحا للتدريب والتخصص حتى في مستشفى "هداسا" الصهيوني.
وأشار "عين" إلى تعرضه لقصة مشابهة اشترط فيها "الشاباك" حصوله على التصريح بالتعاون معه فقد أبلغه "الشاباك" بأن الكرة الآن في ملعبه بعدما حاول التملص من عروض للتعاون كانت النتيجة أنه خسر تصاريح الدخول للقدس.
ونفى جهاز الاستخبارات الصهيوني هذا الأمر قطعيا، وبرر الأمر، بوجود منع أمني نتيجة وجود مخالفات أمنية، وهذا أيضا ما ذكره مكتب الإدارة المدنية في "بيت ايل" قرب رام الله، ردا على رفض تجديد تصاريح الطالبين.
كما تكرر الأمر مع طالبة من منطقة نابلس تدرس طب الأسنان في جامعة القدس تم منعها من دخول القدس بعد عودتها من زيارة إلى الولايات المتحدة وكان رد الاستخبارات الصهيونية كالمعتاد "لدواعٍ أمنية".