باراك: الجبهة الداخلية نقطة ضعف إسرائيل
السفير – حلمي موسى
انتقد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في مقابلة مع صحيفة «يديعوت احرونوت» حرب لبنان الثانية، حيث شدّد على وجوب أن تستخدم إسرائيل قوتها بحكمة، مؤكداً استعداد إسرائيل للحرب من دون أن ينكر أن نقطة الضعف المركزية الممثلة بالجبهة الداخلية بقيت على حالها مما يستدعي العمل أصلا على منع وقوع الحروب.
واعترف باراك بأن أسلوب ضرب حماس و«حزب الله» بحد ذاته ليس كافيا لحل الإشكاليات التي تواجهها إسرائيل وأن عليها دعم القوى الإيجابية في المنطقة من أجل تحقيق تسوية.
وقال باراك إنه لا يعتقد أن بالإمكان حل مشكلة قطاع غزة من دون المرور بممارسة القوة، مشدداً على أن إسرائيل لا تخاف من إعادة احتلال القطاع إذا كان في ذلك ما يحقق الهدوء. ومع ذلك أقر بأن حركة حماس كانت تبني قوتها في الضفة والقطاع حتى في ظل الاحتلال الإسرائيلي المباشر.
وأضاف «ربما سنضطر للعودة إلى غزة ولكن علينا أن نكون جاهزين لذلك وهذا أمر محتمل. إن قررنا التحرك الأمر لن يكون مثل حرب لبنان الثانية. إسرائيل هي الدولة الأقوى في المنطقة
كلها وإلى جانب ذلك يتوجب عليها أن تستخدم قوتها هذه بحكمة».
وتابع «إن فرضت الحرب علينا فيجب أن نكون جاهزين لها وأن ننتصر بها بسرعة وحزم وعلى ارض العدو من دون أن يلحق ضرر بجبهتنا الداخلية».
وأكد باراك أن إسرائيل مقبلة على تصعيد مع الفلسطينيين قبل التوصل إلى الهدوء. وتحدث عن مساعي التهدئة التي يبذلها رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان بالقول «لا اقترح عليكم أن تعولوا كثيراً على الملاك الذي يأتينا من السماء مع التهدئة»، مبرراً ذلك بأنّ حماس «تنظيم دموي يقول قادته إن لديهم أوامر من السماء بالقضاء على دولة إسرائيل».
وأوضح باراك أن مستوى واستعدادات الجيش الإسرائيلي «أفضل من أي وقت في الماضي بما في ذلك مجموعة من الجبهات في آن واحد. الجانب الآخر اكتشف نقطة ضعف الجبهة الداخلية عندنا وهذا يعيدنا إلى النقطة ذاتها: يتوجب منع الحروب».
ولخص باراك تجربته، حيث اعتبر أنّ «احد الأمور التي تعلمناها في الشرق الأوسط ليس المراهنة على معرفة نوايا الآخرين. النتائج غير المتوقعة سلفا هي مبدأ عميقٌ في الشرق الأوسط. أنا لا أريد أن أذكر بأننا أيّدنا قبل عشرين عاماً إقامة حركة حماس، وأننا دخلنا إلى لبنان مع زغاريد اللبنانيين وأن حزب الله نشأ نتيجة لوجودنا هناك. وأنا لست واثقاً أيضا إن كانت الحكومة قد أرادت الحرب في الحرب الأخيرة وأنها قصدت شنها أو عرفت كيف تفعل ذلك، أو أنها ربما حددت أهدافها لاحقاً، ولكن النتيجة هي انه لم تكن هناك فترة تعاظم مكثفة لقوة حزب الله مثلما حدث في الفترة التي مرت منذ الحرب».
وأضاف «عندما انسحبنا من لبنان عام 2000 كان لديهم 6 إلى 7 آلاف صاروخ، وكسبنا ست سنوات هادئة، وعندما اندلعت الحرب في 2006 كان لديهم 14 ألف صاروخ يصل مدى بعضها إلى الخضيرة. أيضا عندما غادرنا لبنان كانت لديهم صواريخ ما الذي تغير الآن؟ أصبح لديهم 40 ألف صاروخ يصل بعضها إلى منزلكم وإلى هذا المقر في وزارة الدفاع وإلى ديمونا. إذاً يتوجب علينا أن نتوقف عن المراهنة، علينا أن نتوقف عن التفكير عن كيفية ضرب حماس وإطلاق سراح البرغوثي للاعتقاد بعدئذ أن لدينا تسوية. أنا أوصي بأن نركز على ما يمكننا أن نؤثر عليه وأن نساعد كل طرف ايجابي في المنطقة».
وأكد باراك أن «لإسرائيل مصلحة من الدرجة الأولى بإخراج سوريا من دائرة العداء وهذا لن يكون من دون ثمن، نحن مرتبطون جداً بهضبة الجولان ونتذكر التهديد الذي كان قبل سيطرتنا عليها وبإمكاننا أن نقدر التهديد الذي يمكن أن ينشأ اليوم».
ورفض باراك وضع المسارين السوري والفلسطيني في تناقض أو ضمن أولويات، موضحاً «لا أعتقد من الصحيح الظهور وكأننا نتوقف فجأة لان المفاوض قد تغير. أنا احلم بوضع نتوصل فيه إلى إطار أوسع نطاقاً مع العالم العربي المعتدل فلدينا مصالح عميقة وحقيقية مشتركة والعالم العربي المعتدل يجد نفسه مهدداً بإيران التي تسعى للزعامة وبالسلاح النووي».
وشدد باراك على أنه «ليست هناك مفاوضات بل جس نبض حول إمكان اللقاء، الذي من المرغوب أن يكون سرياً ولكن على مستوى رفيع ومخول حتى نستوضح كيف يرى كل طرف الأمور، وأنا عموماً اعتقد أن علينا أن نتخلص من حاجتنا إلى التوصل إلى التطبيع الآن»، موضحاً أن «في إسرائيل 80 في المئة غالبية صامتة تصل عميقا حتى إلى داخل الليكود والاتحاد الوطني، توافق على التنازلات المؤلمة إذا ما تأكدت بقرار رئيس الوزراء ووجود اتفاق بين الجانبين».
وأشار باراك إلى الخطر النووي الإيراني، وقال إن الأمر قد يحتاج من إيران إلى عامين أو أربعة أعوام. ورفض الرد بشكل مباشر على سؤال حول ما إذا كانت إسرائيل مستعدة لأن تواجه إيران وحدها. واستدرك كلامه «أنا أعيدكم فقط لرد واحد قلته لكم: إسرائيل هي الدولة الأقوى في المنطقة كلها حتى على مدى 1500 كيلومتر».