ارتياح شعبي بالضفة لمكافحة التجسس بغزة
المجد-وكالات
لاقى مؤتمر وزارة الداخلية والذي عرض اعترافات خطيرة لعملاء اعتقلتهم الأجهزة الأمنية في غزة، ترحيباً كبيراً من مواطني الضفة الغربية المحتلة، معربين عن تقديرهم واحترامهم لتلك الجهود التي ساهمت في انكماش ظاهرة العملاء.
ورفض مواطنون تحدثوا لصحيفة "فلسطين"، حملة الانتقادات التي تعرضت لها الحكومة الفلسطينية من قبل السلطة الفلسطينية وحركة "فتح".
وكشفت وزارة الداخلية والأمن الوطني الخميس الماضي النقاب عن اعترافات لعملاء استخدموا أساليب وأجهزة اتصال حديثة لزعزعة الأمن في قطاع غزة، واستهداف مواقع الأجهزة الأمنية والمواقع العسكرية لفصائل المقاومة ورجالاتها، إلا أن حركة فتح هاجمت المؤتمر وقالت: إنه "يمثل صورة قذرة من الإسفاف والاستخفاف بعقول الناس"، حسب قولها.
العلاج الشامل
ويبدي المحامي جميل عياش من رام الله ارتياحه لخطوات ملاحقة العملاء، وقال:" ما جرى خلال المؤتمر الصحفي هو من واجب الحكومة بصفتها تدير شؤون مواطني القطاع"، داعياً "حكومة رام الله" والأجهزة الأمنية التابعة لها إلى السير على نفس الطريق وملاحقة العملاء.
فيما عبر المواطن يوسف أبو خليل عن إعجابه بقدرات الأجهزة الأمنية في غزة والتي تمكنت من ضرب شبكات العملاء، واعتبر أن ما عرضه الأمن الفلسطيني في غزة من وسائل تخابر صادرها من العملاء غنيمة حرب قد تتيح للفلسطينيين إمكانية توجيه ضربات أمنية جديدة للاحتلال.
وفي ذات السياق، عبر منقذ أبو ريحانة من جنين عن فخره كفلسطيني بثقافة "مكافحة التجسس" التي تنتهجها حكومة هنية وحركة "حماس" في قطاع غزة، وقال:" كلما قوي وزاد منسوب الانتماء والتنشئة السليمة وتم بناء عقيدة قوية ومتينة للفرد، كلما قلت وانخفضت نسبة التعامل والتخابر مع الأعداء".
أما المدرسة ناهد أبو شقرة، فقالت:" إن مؤتمر داخلية غزة من أكبر إنجازات الحركة الوطنية الفلسطينية، ويجب أن يسجل كلبنة أساسية في إطار السعي الفلسطيني لمكافحة ظاهرة العمالة".
وأبدت جمانة راكز، الطالبة في الجامعة العربية الأمريكية، ارتياحها للمستوى المتقدم الذي وصلت إليه حكومة هنية في مجال العمل الأمني، مطالبة أجهزة السلطة في الضفة الغربية بوضع إمكانياتها في حملات مشابهة بدلا من ملاحقة المقاومين.
وأضافت: " هكذا يزيد الأمل بالتحرير لا بالتنسيق مع الاحتلال ومنع المساس بالعملاء بينما دم المقاومة مستباح في الضفة الغربية". وتابعت "المقاوم أو المطارد وعلى اختلاف انتمائه وتوجهاته هو ملك لشعبه وثورته وليس ملكا نفسه، وللحكومة في غزة الحق الكامل لتحافظ عليه وعليه أن يحتاط بأقصى درجات الحيطة والحذر".
مستوى متطور
من جهته، أبدى مصمم مواقع الإنترنت الشاب علاء من رام الله إعجابه بقوة ودقة أجهزة الداخلية في كشف العملاء. واعتبر أن الكشف عن أجهزة تقنية حديثة يدلل على مستوى عال جدا لدى الحكومة في الأمن والحفاظ على غزة سليمة من الجواسيس.
وقال: " باعتقادي أن ما بذلته حماس والحكومة من ثمار في التدريب والتطوير بدأ يؤتي ثماره، نحن أمام إنجاز أمني حقيقي، نحن أمام قنبلة فعلية فجرتها حماس في وجه الشاباك، وما كان ذلك ليتم لولا التطور الكبير الذي وصلت إليه حماس".
وتمنى كمال الجوهري، وهو أسير محرر من جنين، أن يكون لدى حركة "حماس" برنامج دقيق في معالجة ظاهرة العملاء. وتابع " ظاهرة العملاء موجودة في السجون أيضا وحماس في المعتقلات تكافحها دون رحمة".
انتقاد سلبي
بدوره، تساءل المواطن بلال الكسراوي من رام الله عن سبب غضب حركة "فتح" على مؤتمر الداخلية، معبراً عن فخره بقضاء 12 عاما في سجون الاحتلال بتهمة ملاحقة العملاء والتحقيق معهم في إطار نشاطه ضمن خلايا "الفهد الأسود" التابعة لـ"فتح" التي نشطت في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى.
وقال لـ"فلسطين":" فتح كانت تلاحق العملاء، وتعلقهم على أعمدة الكهرباء، وتطلق الرصاص على أرجلهم قبل أن تنطلق حماس، لا أعرف لماذا تبدل الحال هكذا".
وأضاف: "المفروض أن تعود حركة فتح لهذا النشاط، فلديها من الشباب والتجربة والإمكانات ما يمكنها من التفوق على حماس وحكومة هنية في ذلك"، حسب قوله.
وتابع: " إن الضرب على أيدي العملاء عمل وطني ومشرف، وينبغي أن تتنافس عليه كافة الفصائل".