الانتصار الكامل وحده يزيل خطر حماس الاستراتيجي
يسرائيل هارئيل
نحن ايضا مذنبون اسرائيليون كثيرون عبروا عن أسفهم الحقيقي لموت أم واطفالها في بيت حانون. رئيس الوزراء الذي عبر عن الاسف لموتهم اجاد التعبير عن شعور الجمهور. مع ذلك اغلبية الاسرائيليين تعتقد اننا لسنا مذنبين في هذا الحادث الأليم حتي لو كان ناجما عن قذيفة اسرائيلية وليس انفجار عبوات ناسفة يحملها المسلحون الفلسطينيون، هم يعتقدون ايضا اننا لسنا مذنبين في الحوادث السابقة التي قتل خلالها الاطفال. لو انهم لم يطلقوا الصواريخ من المكان الذي قتل فيه الاطفال علي الاراضي الإسرائيلية لما كانت هناك حاجة الي رد فعل يتسبب بين الحين والآخر بالاصابات بسبب الاكتظاظ السكاني في غزة.
هناك يهود يشعرون بمشاعر ذنب دائمة ولذلك لن يقوموا بالقاء اللائمة عن هذه المصائب علي ابناء شعبهم في اي وقت من الاوقات. المتطرفون ـ بسبب الخطيئة القديمة المتمثلة باقامة الدولة. المعتدلون ـ بسبب حرب حزيران (يونيو) ونتائجها.
إلا أن جلد الذات علي هذا النحو لا يطهرهم من عبء المسؤولية الكبيرة التي تفوق مسؤولية اسرائيليين كثيرين لا يشاطرونهم آراءهم. كل تعبير عن التضامن مع الفلسطينيين يعزز املهم في ان ينجح المتضامنون معهم في اضعاف ارادة اليهود علي القتال من اجل بقاء دولتهم. لدي الفلسطينيين براهين كثيرة علي نجاح اعمال التآمر التي يقدم عليها المتضامنون معهم. في سياق ذلك: الانخفاض الملموس في الرغبة للتطوع في صفوف الشريحة العليا والهجرة من البلاد وجدلية التزود بجوازات سفر اجنبية والوهن الذي اصاب الكثيرين من سكان الشمال في حرب لبنان الثانية والاخفاقات في ارض المعركة وخوف الاسرائيليين من شن عملية شاملة في غزة. ايضا اولئك غير المصابين في وباء ذنبنا ليسوا معفيين من المسؤولية. سنوات مرت ونحن نراوح في معركة هدفها وضع حد للإرهاب في غزة. لولا مراوحتنا لما كانت هناك حاجة الي اطلاق القذائف من الدبابات والقصف الجوي الامر الذي يتسبب احيانا بنتائج تفطر القلب في يهودا والسامرة حيث تحلينا بالجرأة. لا توجد حاجة لاستخدام مثل هذه الوسائل.
قبل ست سنوات حطمت اسرائيل ضبط النفس امام قتل مواطنيها (اكثر من 100 قتلوا في شهر نيسان/ابريل 2002) ـ وشنت الحرب علي معاقل الارهاب في يهودا والسامرة وحطمت رأسه. الجيش الاسرائيلي نجح منذ ذلك الحين في تقليص ارهاب الانتحاريين ومحاولات قصف المراكز السكانية في وسط البلاد بصورة حادة من دون استخدام الدبابات والطائرات تقريبا. لذلك لا توجد في يهودا والسامرة احداث مؤسفة مثل تلك التي نشاهدها في بيت حانون.
هذه هي الصيغة إذن. تنفيذها لا يحتاج لوقف اطلاق نار في غزة وانما لعملية هجومية علي غرار السور الواقي . نحن خرجنا لهذه العملية كما نذكر رغم تحذيرات المحللين العسكريين والسياسيين وحتي ضباط كبار في الزي العسكري. قالوا ان الخسائر ستكون فادحة. بعض هؤلاء قصيرو الفهم والعقيدة ما زالوا في مناصب هامة في السياسة والاعلام والجيش حتي يومنا هذا. تواصل المراوحة وجر الأرجل قد يؤدي الي قلة الامن وحتي لتجريد الجيش من معنوياته. هناك مؤشرات الي ان المستوي السياسي سيقبل وقف اطلاق النار الذي تقترحه حماس المرهقة. الرسالة للقوات المقاتلة ستكون: ما يطلبه المستوي التقريري منهم لا يطلبه من نفسه.
كيف علي سبيل المثال سينظر الجنود الذين قاتلوا في الاشهر الاخيرة ضد حماس وارهقوها ودفعوها للمطالبة بوقف اطلاق النار بسبب ضائقتها الي الوضع الذي يطالبهم فيه قادتهم الاعلي بالتصادم مع العدو (بل ويقيلون المترددين) بينما يأتي المستوي السياسي ويطلب منهم ان يقطعوا تماسهم مع العدو ويدعوه حتي يعزز قواته ويواصل القتال ضدهم وارهاق غرب النقب واستنزافه؟
اليست قيمة السعي للتصادم مع العدو وليس الفرار منه ملزمة للمستوي السياسي ايضا؟
الارهاب يرهقنا ويشوش حياتنا ويعمق الفجوات الداخلية ويواصل تخفيض مكانة واسهم اسرائيل في نظر الشعوب (كما في حادثة بيت حانون). لذلك من المحظور ان يكون هدف المعركة هو التوصل لوقف اطلاق النار والا فإن ذلك سيكون بمثابة خطر استراتيجي.
الانتصار الكامل وحده ـ بطلب حماس لوقف اطلاق النار يبرهن علي اننا لسنا بعيدين عنه ـ يمكنه ان يزيل الخطر الاستراتيجي الذي تشكله حماس علينا.