الصهاينة يسيطرون علي تجارة الماس في أفريقيا ويشعلون الحروب الأهلية
المجد-
معركة من طراز خاص يخوضها عدد من كبار تجار الماس الصهاينة في العالم خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبلجيكا حيث يسيطر اليهود علي تجارة الماس ويوجهون جزءا من الأرباح لبناء المستوطنات في فلسطين المحتلة والجولان الأمر الذي دفع ثمانية من أجمل ممثلات هوليوود إلي التضامن مع الشعب الفلسطيني وطلبن من الملياردير الصهيوني ليف ليفايف الذي يحتل الرقم 210 في قائمة أغني أغنياء العالم رفع أسمائهن وصورهن من موقعه علي شبكة الانترنت احتجاجا علي قيامه بدعم بناء مستوطنات غير شرعية في الأراضي الفلسطينية، والممثلات هن سلمي حايك وشارون ستون وهال بيري ودرو ناريمور وبروك شيلدز واندي مالدويل ولوسي ليو.. ولم يفلح مساعدو الملياردير الصهيوني في إقناع نجمات هوليوود بتغيير قرارهن مؤكدين أن الشركة ستتعرض لخسائر كبيرة بعد أن تم رفع صور النجمات من موقعها الالكتروني. وما زاد الطين بلة هو قرار صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بمقاطعة جميع شركات ليفايف وعددها سبع شركات ورفع اسمه من قائمة المتبرعين للصندوق وعدم قبول أي تبرعات منه أو شركاته طالما يمول عمليات بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وكانت اليونيسيف تلقت شكاوي من مثقفين عرب يقيمون في أوروبا تشير إلي تورط إحدى شركات "ليف ليفايف" في بناء ودعم المستوطنات الصهيونية في الضفة الغربية فأرسلت مندوبين عنها وقاموا بزيارة قرية "جيوس" في محافظة "قلقيلية" بالأراضي الفلسطينية، وتأكدت من أن إحدى شركات الملياردير الصهيوني تبني مستوطنة زوفيم بعد أن تم طرد السكان العرب منها بقوة السلاح.
سفراء وجنرالات ومرتزقة
ولأن المصائب لا تأتي فرادي فقد وقعت دولة الكيان في مصيبة أخري بسبب الماس وتجارته وما ارتبط به من جرائم، وحاولت دولة الكيان بكل الطرق أن تنفي الاتهامات الموجهة لها من قبل طاقم خبراء تابع للأمم المتحدة، اتهمها بالاتجار بما يعرف بـ "الماس الدموي". وتطلق هذه التسمية علي الماس الخام الذي يتم الحصول عليه من دول أفريقية مقابل تزويدها بشحنات أسلحة صهيونية تستخدم في الحروب الأهلية في سيراليون والكونغو وأنجولا وغيرها، والتي قتل وشرد من جرائها مئات الآلاف من الأفارقة الأبرياء. وأوضحت صحيفة (هآرتس) العبرية أن السفراء الصهاينة السابقين في غرب أفريقيا مهدوا الطريق أمام شركات محلية موالية لرجالات السلطة في عملية تصدير السلاح الصهيوني إلي نيجيريا وغيرها من الدول الأفريقية، ويدير حركة إنتاج وتصدير الماس ومن ثم بيع تاجر الماس الصهيوني باني شتاينمتز، الذي تقدر ثروته بأربعة مليارات دولار، وينشط في سيراليون وبوتسوانا والكونغو وزامبيا، عن طريق شركات أجنبية، وهو يملك منجما للماس هو الأكبر في سيراليون ويمول بناء مستوطنات جديدة في القدس الشرقية حيث تقيم عائلته.
وذكر تقرير للأمم المتحدة انه خلال الفترة من 1997 حتي 2003 تصاعدت الحروب الأهلية في أفريقيا بفعل شركات المرتزقة الصهيونية وشركات بيع السلاح، وكان هدف الحروب السيطرة علي مناجم الماس هناك، واشتهرت هذه الحروب بتجنيد الأطفال ،والعديد من الرؤساء السابقين لسيراليون وليبريا وجنرالات الحرب في وسط وغرب أفريقيا انخرطوا في تهريب الماس الدموي بالتعاون مع شركات السلاح الصهيونية ، وخصوصا رئيس ليبريا السابق تشارلز تايلور الذي اتهمته محكمة دولية بتلك التهمة في عام 2004 ، ويذكر أن اسم الماس الدموي ، أطلق علي الماس الذي تم تصديره من دول افريقية مقابل شحنات من الأسلحة استخدمت في الحروب الأهلية هناك.
وأعلنت منظمة بارزة تعمل في مجال مكافحة الفساد عن أن مشروع (كمبيرلي برسس سيرتفكيشن) الهادف إلي وقف استغلال الماس لتمويل الحروب الأهلية في أفريقيا يتجه نحو الفشل بسبب خلافات في داخل المنظمة بين مجموعات الضغط ولوبي الماس الذي يضم مليارديرات صهاينة لهم نفوذ داخل الكونجرس الأمريكي. وكانت فكرة مشروع (كيمبرلي) برزت نتيجة للغضب العالمي من الحروب الدائرة في دول مثل ليبيريا وسيراليون والتي تمول من عائدات الماس، وكان مجلس الأمن الدولي أصدر عدة قرارات في نهاية التسعينات علي خلفية هذه الصراعات تقيد استيراد الماس الخام من مناطق النزاعات في أفريقيا وذلك لمنع استخدام العائدات في النزاعات الداخلية، حيث فرضت الأمم المتحدة علي الدول المصدرة للماس شروطا علي بيعها عرفت بعملية "كمبرلي" تكشف بموجبها هذه الدول عن كميات وأسعار الماس المصدر والسجلات التي توضح طرق إنفاق عائداته،لكن قرارات الأمم المتحدة -كالعادة- تبخرت لأنها اصطدمت بالرفض الصهيوني أو بالأحري الالتفاف علي القرار من خلال وسطاء محليين هم أصلا جنرالات أفارقة سابقون وحاليون يتاجرون في الماس لمصلحة التجار الصهاينة الكبار الذين يسيطرون علي 36مليار دولار هي حجم تجارة الماس في السوق العالمية سنويا.. واشهر تجار الماس هم جاكوب باندا رئيس نادي تجار الماس في الولايات المتحدة وروني فريدمان رئيس جمعية مصنعي ومستوردي الماس في أمريكا، وديفيد أبراهام نائب رئيس نادي الماس في نيويورك وجميعهم من الأمريكيين اليهود ،وثيقي الصلة بـ"الايباك" وهي اكبر منظمة يهودية علي الأرض الأمريكية ولها نفوذ هائل في البيت الأبيض والكونجرس والبنتاجون.
دولة الكيان في غرب أفريقيا
وعلي مرأي ومسمع الأمم المتحدة وقع المعهد الصهيوني للماس علي اتفاق مع ليبيريا يقضي بإرسال خبرائه إلي هذا البلد الواقع غربي إفريقيا لمساعدته علي البحث عن الماس. وقال مدير المعهد الصهيوني للماس، إيلي أفيدار، إن " ليبريا يمكن أن تكون سوقا كبيرة لأن كل البلدان المجاورة لها تملك ثروات من الماس، وبالتالي ليس هناك ما يدعو إلي الاعتقاد أن هذا البلد لا يملك هذه الثروة". ويقول المعهد الصهيوني للماس إن تجارة الماس تمثل إحدي أهم الأنشطة الصناعية في دولة الكيان إذ بلغت قيمة الصادرات الصهيونية عام 2006 نحو 6.6 مليار دولار أمريكي. ، أي نحو 20% من إجمالي صادراتها. وتعتبر الولايات المتحدة أكبر سوق لصادرات الماس الصهيوني المصقول وتمثل 67%. وبلغ إجمالي حجم مبيعات الماس للولايات المتحدة ستة مليارات دولار.
طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الإنسان بوقف صادرات زيمبابوي من الماس بمناسبة انعقاد قمة تنظمها منظمة "عملية كيمبرلي" الدولية المعنية بمراقبة تجارة الماس في القدس، وذلك بسبب شيوع عمليات التهريب والاستثمار غير المشروع وتجنيد الأطفال وسيطرة الجنود علي مناجم الماس.
ومعروف أن الأمم المتحدة فرضت حظرا استمر لمدة ست سنوات علي مزاولة أنشطة التعدين وبيع وشراء الماس كانت قد فرضته خلال الحرب الأهلية الليبيرية.،واعترفت رئيسة ليبريا إلين جونسون-سيرليف، أن تجارة الماس لعبت دورا كبيرا في الماضي ليس في خدمة حاجات شعبنا ولكن في تأجيج النزاعات في بلدها بدلا من المساعدة في تمويل المشروعات التنموية ومعالجة الفقر.
وتابعت قائلة " في الحقيقة، بالنسبة إلينا وبعض البلدان المجاورة لنا والغنية بالموارد، فإن اللعنة أصابت هذه الموارد. ويذكر أن رئيس ليبيريا السابق، تشارلز تايلور، اتهم بتأجيج النزاعات في البلدان المجاورة وذلك بتزويد المتمردين بالسلاح المستورد من دولة الكيان وتوفير التدريب لهم علي يد خبراء ومرتزقة صهاينة ومدهم بالمال مقابل حصوله علي الماس المستخرج من المناطق التي كانوا يسيطرون عليها.