ليبيرمان يوظف ضباط الموساد المتقاعدين سفراء
المجد-
ثمة معادلة صهيونية وضعها جميع رؤساء الحكومات الصهيونية في تقديراتهم لمصادر القوة وكذلك لمصادر النفوذ والتأثير على السياسة الأميركية وهذه المعادلة ترى أنه كلما توسعت دولة الكيان في صلاتها الدبلوماسية مع دول إسلامية أصبحت واشنطن أكثر فأكثر بحاجة إلى الاعتماد عليها إقليمياً وعلى الساحة الدولية.
فكل سفارة صهيونية تنشئها دولة الكيان في مثل هذه الدول تتحول بشكل طبيعي إلى مركز لخدمة المصالح الأميركية ولو كان حجم السفارة الأميركية في تلك الدولة كبيراً.
ويبدو أن ليبيرمان وزير الخارجية حاول منذ توليه هذه المهمة في حكومة نتنياهو تنفيذ هذه المصلحة من خلال استماتته لإنشاء سفارة صهيونية في دولة (تركمانستان) المحاذية لحدود إيران التي تضعها دولة الكيان هدفاً يتعين ضربه بكل الإمكانات في جدول العمل الصهيوني والأميركي.
فقد رأى ليبيرمان أن حدود تركمانستان مع إيران ذات مساحات كبيرة وأن تعيين سفير صهيوني فيها مثل (رؤبين دينال) الذي كان سابقاً من كبار ضباط الموساد (جهاز التجسس والمهام الخاصة) سيوفر لدولة الكيان وواشنطن مصدراً مهماً يقلق طهران.
لكن قادة (تركمانستان) رفضوا قبول (دينال) سفيراً لمعرفتهم بالدور والمهمة التي سيقوم بها من بلادهم الصديقة لإيران وأبلغوا وزارة الخارجية الصهيونية رفضهم سفيراً من هذا القبيل.
وبعد هذا الرفض عاد ليبيرمان وقدم لتركمانستان سفيراً آخر هو (حاييم كورين) وذلك في آب 2010 بعد مرور عشرة أشهر على رفض ضابط الموساد ورغم عدم إبلاغ حكومة تركمانستان بقبول (كورين) حتى الآن سارعت وزارة الخارجية الصهيونية ونشرت اسم كورين ضمن مراسلاتها مع المنظمات اليهودية العالمية سفيراً يمارس صلاحياته في (عشق أباد) عاصمة تركمانستان! فقد ظهر اسمه وعنوانه في عشق أباد في المواقع الصهيونية واليهودية المخصصة لروسيا الاتحادية والدول المحيطة بها في آسيا الوسطى رغم أنه غير موجود بعد في (عشق أباد) ما لم تصل الموافقة عليه إلى ليبيرمان.
وبسبب عدم وجود رد حاسم حتى الآن من (عشق أباد) اعترف محللون في وزارة الخارجية الصهيونية أن تركمانستان تتعامل بنوع من الإهانة لدولة الكيان منذ ظهور هذا الموضوع قبل أقل من عامين وكشف هؤلاء المحللون أن بعض المسؤولين في الوزارة الصهيونية اقترحوا إلغاء فكرة افتتاح سفارة للكيان في (عشق أباد).
ومع ذلك لا يزال (ليبيرمان) يبذل كل الجهود من أجل الحصول على موافقة عشق أباد على تعيين (كورين) الذي قيل إنه لم يكن في (الموساد) سابقاً وهذا ما يبدو أن (عشق أباد) لا تصدقه أو أنها تجد افتتاح مكتب تمثيل أو سفارة لدولة الكيان أمراً غير مرغوب في هذه الفترة وخصوصاً لدولة صديقة وجارة لإيران مثل تركمانستان.
أما (دينال) ضابط الموساد السابق فقد كان مسؤولاً عن محطة الموساد في روسيا عام 1996 وعمل على تجنيد بعض الروس الذين اعتقلوا وحوكموا في 20/4/2003 وكان (دينال) من المختصين بمعرفة كل ما يجري في دول آسيا الوسطى ومن المتتبعين للنشاطات الإسلامية بشكل خاص.
وكانت المخابرات الروسية الاتحادية قد اعتقلته عام 1996 متلبساً حين كان يستلم وثائق عسكرية روسية من بعض ضباط جندهم لمصلحة دولة الكيان وبسبب الغطاء الدبلوماسي لم تستطع موسكو محاكمته واكتفت بطرده من روسيا.
ويرى المختصون بوسائل التجسس الصهيونية أن منظمة (الموساد) تشكل الإطار السري الذي تعد فيه دولة الكيان عدداً من الدبلوماسيين والسفراء وترسلهم بصفة سفراء إلى دول كثيرة (فإفرايم هاليفي) لم يكن قد كشف في بداية التسعينيات أنه كان نائباً لرئيس (الموساد) ثم أصبح بعد استقالته من هذا المنصب سفير دولة الكيان في الاتحاد الأوروبي في بروكسل عام 1996!.