حماس على رأس القوى التي تهدد دولة الكيان
المجد-
زعم المعهد العام للدراسات السياسية في جامعة بار ايلان الصهيونية أن حركة حماس على رأس القوى التي تهدد دولة الاحتلال بعدما أثبتت قوةً وبأساً شديدين منذ عملية الرصاص المصبوب حتى الآن واستمرت في الحكم.
وأكد البروفيسور أفرايم عنبري، الأستاذ بالجامعة وأحد أهم الأساتذة المتخصصين في الشئون العربية في دراسة بعنوان "نحن والعرب", أن الكثير من القادة الصهيانية توقعوا انهيار حماس عقب عملية الرصاص المصبوب، تماما كما توقع الكثير من هؤلاء القادة انهيار حزب اللـه في لبنان عقب حرب لبنان الثانية عام 2006، إلا أن الواقع أثبت مدى قوة هذه الحركة وبأسها الذي تزايد مع الزمن.
وأشار عنبري إلى أن كبار القادة والمسئولين يتعاملون مع حماس باعتبار أنها تمثل خطرا استراتيجياً كبيرا، ولا يمكن التنبؤ حاليا في كيفية تمكن دولة الكيان من التعامل معه أو التخلص منه في المستقبل.
ونقل عنبري في الدراسة نصوص لمحادثات عدد من كبار القادة الصهاينة والذي لم يكشف عن أسمائهم أو حتى المناصب التي يشغلونها، واكتفى بالتأكيد على أنهم من أجهزة أمنية حساسة.
وقال عنبري: إن هؤلاء القادة أعربوا عن تخوفهم من التفوق الكبير والاستراتيجي للصواريخ الفلسطينية التي تبتكرها حماس، وهي الصواريخ التي باتت تصل إلى تل الربيع المحتلة، وهو ما يثبت التفوق الاستراتيجي للحركة رغم حالة الحصار الحديدي الذي تفرضه دولة الكيان على غزة التي تحكمها حماس.
واعترف هؤلاء القادة بأن العمليات العسكرية التي قام بها عدد من كبار قادة الجيش لم تعد بأي نتائج تذكر، وأن الهدف من ذلك كان تحسين قوة الردع الصهيونية فقط، وإثبات قوة وصفتها الدراسة بـ "الوهمية" أمام الشعب الصهيوني الذي مازال يشعر بالرعب من حماس، ومختلف الفصائل الفلسطينية النشطة بغزة.
ويشير عنبري في الفصل الثاني من الدراسة إلى أن حماس كشفت غباء الحكومة وفسادها بالإضافة إلى سذاجة الجيش، مشيرا إلى أن الحكومة لم تقم بأي عملية لتجهيز المناطق الجنوبية المتاخمة لقطاع غزة بوسائل وآليات دفاعية قوية، وقامت بعد ضغوط بعض القوى الشعبية والجماهيرية بإقامة ما يسمى بالغرف الآمنة في بعض المستوطنات.
والأهم من كل هذا أن الدراسة أشارت إلى غباء الجيش في التعامل مع تهديد حماس، مشككة في قدرة منظومة "القبة الحديدية" في التصدي للصواريخ الفلسطينية التي تنطلق ضد المناطق الجنوبية الصهيونية.
وأعتبر عنبري أن الجنوب من أشد المناطق تعرضا للظلم في دولة الكيان، وهو الظلم الذي يتصاعد في ظل إصرار الحكومة على توفير المخصصات المالية الجدية لسكان هذه المناطق من أجل الدفاع عنها، وهذا بخلاف سكان المناطق الشمالية أو القدس المحتلة وتل الربيع المحتلة التي وصفتها الدراسة بالمناطق المتميزة على حساب الجنوب.