تحية للفيسبوك ولكن !!
أتاحت المواقع الاجتماعية الالكترونية كموقع الفيسبوك أمام الشباب وكافة شرائح المجتمع إمكانية التواصل وتبادل المعرفة سواء كان ذلك بين أشخاص من نفس الدولة، أو من عدة دول، إضافة إلى أن هذه المواقع تعتبر مصدراً سريعاً للاطلاع على مستجدات العالم ومعرفة الأوضاع من قلب الحدث، وتتفوق هذه الشبكات على التلفاز في كونها لا تعتمد على جهة معينة أو أناس مسؤولين لتوصيل الخبر، فهي تتيح للناس الذين هم في قلب الأحداث أن يشاركوا العالم مستجدات الأخبار والصور والفيديوهات ونشرها من أي بقعة في الأرض لتصل إلى العالم مباشرة دون أي عائق.
ولقد برز الدور الفعال لهذه المواقع جليا في الهبات الجماهيرية الأخيرة في كل من تونس ومصر، حيث لعبت دورا كبيرا في تجميع الشباب وكافة شرائح المجتمع "المثقفة وغيرها" وتوحيدهم خلف شعار واحد ألا وهو "قول كلمة الحق في وجه السلطان"، وقد نجحت هذه المواقع في بث الحماس في نفوس الشباب لإحداث التغيير في هذه المجتمعات المقهورة.
إلا انه وبرغم أهمية هذه المواقع للتواصل بين الشباب في كافة المجتمعات، إلا أن هناك جوانب فيه تشكل خطرا على الأمن المجتمعي يجب تداركه قبل الوقوع فيه، لما تشكله من مرتع للمخابرات الصهيونية وغيرها، حيث أصبح الفرد المشترك في المجتمع الالكتروني (المواقع الاجتماعية) مستهدفا كالساكن في المجتمع الحقيقي لكن تختلف الوسيلة، والتي تعتمد بالدرجة الأولى على الهندسة الاجتماعية والحوارات الناعمة، تستغل مشاركات مشتركي هذه المواقع ومداخلاتهم، حيث يتخللها سحب وصيد معلومات يستفاد منها في عملية التوريط والتجنيد، بالإضافة لعمل تحليل لرأي الشارع ومزاج المجتمعات المختلفة.
وفي الوقت الذي قد يجد فيه البعض في مواقع الشبكات الاجتماعية متنفساً للتسلية لقتل أوقاتهم، فإن هناك من رجال المخابرات من يقضون وقتهم لقتلهم من خلال بياناتهم الشخصية وعناوينهم، بقصد أو غير قصد، حيث كشفت صحيفة ليموند الفرنسية: "أن المخابرات الصهيونية الخارجية "الموساد" تعمل على تجنيد عملاء عرب على الفيسبوك والشبكات الاجتماعية حيث يشترك جنود وضباط مخابرات بأسماء وصور وهمية جميلة لنسج علاقات مع شبان فلسطينيين من غزة والضفة وعرب بهدف التعرف عليهم واستغلال نقاط الضعف لديهم للإيقاع بهم".
وهنا إذ نحيي الفيسبوك وإخوانه، ولكن مع ضرورة الحذر من خطر الوقوع في شباك المخابرات الصهيونية وغيرها .. لذا اقتضي التنويه.