جاسوس لمصر في قيادة جيش الاحتلال عشية 1967
المجد_
كشفت وثيقة كتبها ضابط في جهاز “الموساد”، أنه ربما كان لمصر جاسوس في قيادة جيش الاحتلال الصهيوني عشية حرب الأيام الستة عام ،1967 سلم معلومات لمصر بأن الحرب ستندلع في الفترة ما بين 3 إلى 6 يونيو/حزيران .
وقالت الوثيقة إن هذا ما دفع الرئيس المصري جمال عبد الناصر إلى إرسال قائد الجيش عبد الحكيم عامر في جولة بطائرته في اللحظة التي بدأ الطيران الحربي الصهيوني غاراته .
ووفقاً لتقرير نشره محلل الشؤون الأمنية والسياسية في صحيفة “هآرتس” أمير أورن، أمس، فإن الوثيقة كتبها ضابط “الموساد” يوسف بورات وعُثر عليها في صندوق في أرشيف الدولة في القدس المحتلة احتوى على وثائق كثيرة عن الاتصالات التي جرت عام 1977 بين رئيس الوزراء الصهيوني مناحيم بيغن والرئيسين المصري أنور السادات والأمريكي جيمي كارتر.
وعثر على الوثيقة محرر التحقيقات الصحفي غيدي فايتس الشهر الماضي، ويرجح أنها كانت موضوعة في صندوق الوثائق بالخطأ، إذ إنه لا يتم كشف وثائق الموساد عادة .
وتناولت الوثيقة اجتماعاً سرياً عقد في المغرب عام 1977 بين وزير الخارجية الصهيوني موشيه ديان كمبعوث لبيغن بحضور بورات، ونائب رئيس الحكومة المصرية حسن التهامي كمبعوث للسادات
وكُتبت الوثيقة في 17 سبتمبر/أيلول 1977 غداة اللقاء في المغرب، لكنها لا تشكل محضراً للاجتماع السري، واحتلت أقوال التهامي نصف الوثيقة التي امتدت على أربع صفحات واحتوت أقوال ملك المغرب الحسن الثاني ووزير خارجيته أحمد لراكي، لكنها لم تتضمن أقوال ديان .
ووفقاً لوثيقة بورات، فإن التهامي أظهر عدم احترام للرئيس عبد الناصر وسأل ديان “هل عبد الناصر كان شريكاً معك في المؤامرة عندما أرسل عبد الحكيم عامر بطائرته في جولة تفقدية، تماماً في اللحظة التي هوجمت فيها طائراتنا الساعة الثامنة من صباح 5 يونيو/حزيران
وأضاف أن عبد الناصر كان يعلم متى ستبدأ “إسرائيل” الهجوم وأن “موعد بدء الحرب تم تسليمه إلى مصر بوساطة جاسوس هو ضابط “إسرائيلي” كبير، أبلغ (مصر) بأن الموعد سيكون ما بين 3 و6 يونيو/حزيران” .
وكان ديان كتب في مذكراته التي صدرت عام 1981 إنه “كان لسلطات التجسس المصرية جاسوس في موقع استراتيجي وهو أبلغ بأن تاريخ بدء الهجوم سيكون بين 3 و6 يونيو/حزيران” .
ورغم خطورة الأقوال إلا أنه لم يجر في “إسرائيل” تحقيق في احتمال وجود جاسوس بهذا المستوى لمصر في قيادة الجيش، ورأى أورن أن هناك أسباباً عدة لعدم إجراء التحقيق .
وأحد هذه الأسباب هو أنه عندما يقول مسؤول مصري بمستوى التهامي إنه كان هناك جاسوس لمصر لرجل الأمن رقم واحد في “إسرائيل” وهو ديان ولمندوب الموساد بورات، فإنه يتوقع أن يتم إجراء تحقيق في الموضوع وأن ينتج عن ذلك احتمالان، إما أن يتم الكشف عن الجاسوس أو عدم التمكن من كشفه، وأن يسود ارتباك وحرج بين القيادة “الإسرائيلية” .
وأضاف أورن أنه كان بالإمكان حينذاك إجراء تحقيق رغم مرور عشر سنوات على الحرب .
وسبب آخر لعدم إجراء التحقيق هو أن اجتماع ديان والتهامي كان سرياً للغاية ولم يتم إبلاغ أحد بشأنه، وأن بيغن لم يرغب أبداً بأن يعرف وزير الحرب عيزر فايتسمان بأمر الاجتماع .
لكن لماذا لم يتم إجراء تحقيق في الموضوع بعد نشر مذكرات ديان عام ،1981 والذي خضع للرقابة؟ والإجابة عن هذا السؤال هي ربما أن القيادة الأمنية اعتقدت أن الحديث يدور عن الجاسوس المزدوج الذي يعرف بكنيته “ييتد” (أي وتد)، واسمه الحقيقي رفعت علي الجمل الذي زرعته مصر في “إسرائيل” بهوية مزورة تحمل اسم “جاك بيطون”، وعندما اكتشف “الإسرائيليون” أمره تم استخدامه ضد مصر .
واستخدم “ييتد” في خداع المصريين في عملية “موكيد” التي تم خلالها تدمير الطيران الحربي المصري صبيحة 5 يونيو/حزيران 1967 التي حسمت نتائج الحرب في ساعاتها الأولى .
إلا أن ضابطاً سابقاً في المخابرات قال ل”هآرتس” بعد الاطلاع على الوثيقة، فإن ثمة فرقاً بين “الجاسوس” و”مصدر معلومات”، وأن “ييتد” كان “مصدر معلومات” لا يستقيها من مصدر أولي، بينما صهر عبد الناصر أشرف مروان الذي أبلغ “إسرائيل” بموعد الهجوم المصري في حرب عام 1973 كان “جاسوساً” لأنه استقى معلوماته من الدائرة الأولى لصناعة القرار.