دراسة: قيادة الموساد قلقة من التوجهات المصرية الجديدة
المجد- وكالات
أصدر مركز ديان لدرسات الشرق الأوسط دراسة بعنوان "مصر دولة الكيان…مرحلة جديدة"، وهي الدراسة التي وضعها البروفيسور اسحاق جالي الخبير في المركز, وتكشف عن قلق كبار المسئولين في تل الربيع المحتلة من تطورات الموقف السياسي والأمني في مصر وانعكاس ذلك سلبيًا على مستقبل العلاقات مع دولة الكيان.
وزعم جالي بأن هذا القلق بات يطارد كبار المسئولين في بلاده خاصة عقب توقف القاهرة عن تزويد دولة الاحتلال بالغاز. وهو ما اعتبره البعض بمثابة بداية النهاية للتعاون الوثيق بين مصر ودولة الكيان، وهو التعاون الذي استمر لسنوات عديدة في الماضي.
أشار جالي إلى أن القيادات الصهيونية منقسمة في رؤيتها لتطورات الموقف السياسي في مصر، حيث يؤكد الكثير من المسئولين بأن القاهرة ستبادر قريبا باتخاذ مواقف تهدف إلى قطع العلاقات مع دولة الاحتلال، خاصة مع رفض الشعب لمثل هذه العلاقات، إلا أن هناك مسئولين آخرين ممن يثقون بأن السلطات المصرية لن تبادر بمقاطعة دولة الكيان لعدة أسباب سياسية واقتصادية، خاصة وأن القاهرة تعلم أن أي مبادرة أو تغيير في مسار العلاقات مع دولة الكيان سينعكس بصورة سلبية عليها ويؤدي في النهاية إلى غضب الكثير من دول العالم مثل الولايات المتحدة ودول أوروبية كثيرة.
اللافت أن جالي أشار إلى نقطة مهمة وهي أن كبار الخبراء الصهاينة في الأجهزة الأمنية زعموا أن القاهرة تدرك بأن التوتر في العلاقات مع دولة الكيان سينعكس بصورة سلبية على الوضع الاقتصادي المصري، خاصة من ناحية التنقيب عن البترول والثروات المعندينة التي تقع جميعها في مناطق استراتيجية قريبة من دولة الكيان.
ويقول جالي" إن العشرات من حقول البترول يقع في المناطق المتاخمة لدولة الكيان، وبالتالي، فإن أي خلل بالوضع الأمني أو تصعيد حالة التوتر مع دولة الكيان ستنعكس سلبيا على قطاع البترول وتؤدي إلى هروب الخبراء الأجانب العاملين به إلى الخارج".
وقال جالي أن هناك ما يقرب من 450 شركة عالمية وأجنبية تعمل في مجال استخراج البترول بمصر، وبالتالي فإن أي توتر أمني سيؤدي إلى هروب الخبراء الأجانب ممن يعملون في هذه الشركات على الفور وترك مصر، وهو ما سيكون له انعكاساته الاقتصادية الخطيرة على مصر خاصة مع وجود قناة السويس أيضا بالقرب من سيناء التي تعتبر من أهم وأكبر المناطق المصرية المتاخمة لدولة الكيان، ومن الممكن أن يؤدي اشتعال أي صراع أو مواجهة "محتملة" بين مصر ودولة الكيان إلى توقف العمل في قناة السويس تماما, الأمر الذى سيمثل أزمة لمصر وسيجعلها تتروى قبل القيام بأي تصعيد عسكري ضد دولة الكيان.
اللافت أن جالي يختتم هذه الدراسة المصغرة بالتأكيد على أن كبار المسئولين ممن استطلع أراءهم سواء من الساسة أو الأجهزة الأمنية الحساسة مثل الموساد أو المخابرات العامة "شاباك" يموتون من القلق هذه الأيام من تطورات المواقف السياسي أو الأمني المصري، الأمر الذي يفسر سر رغبة العشرات من الخبراء أو الصحفيين الصهانية للسفر إلى القاهرة هذه الايام، وذلك من أجل متابعة تطورات الموقف السياسي بها، غير أن جالي يشير إلى أن تطورات الموقف السياسي في المستقبل هي التي ستحدد الموقف في القاهرة والعلاقات المستقبلية بين مصر ودولة الكيان في النهاية.