في العمق

“عملية ايتمار” و الاجتهادات الصهيونية الأمنية الخاطئة

المجد-

طالعتنا الأخبار والمعلومات أن الجيش الصهيوني يبحث عن جندي قيل أن اختفى قبل أيام ، في الوقت الذي كشفت فيه مصادر صهيونية  – نقلا عن مصادر أمنية في السلطة الفلسطينية وأخرى صهيونية- النقاب عن أن نشطاء (حماس) بدءوا يخططون لمثل هذه العمليات لمبادلتهم بأسرى محتجزين في المعتقلات الصهيونية.

وشرعت "هآرتس" بالحديث عن اعتقال خمس خلايا تابعة لـ(حماس) خلال الأشهر الماضية خططت لتنفيذ عمليات اختطاف جنود وقتلهم ومن ثم إخفاء جثثهم للمساومة عليها. 

وأوضحت وسائل إعلام العدو أن التفكير في مثل هذه العمليات جاء عقب مقتل أربعة صهاينة بالقرب من مستوطنة "بيت حجاي" في الخليل قبل أشهر، حيث حاولت خلية تابعة لـ(حماس) خطف مستوطنين بعد إطلاق النار على سيارتهم في الطريق المؤدي لمستوطنة "ريمونيم" بالقرب من رام الله ولكن المستوطنين لاذوا بالفرار بعد أن أصيبوا بجراح.

اللافت للنظر أن العدو الصهيوني ومخابراته قد دخلوا مرحلة من الهوس الأمني في ظل ما يحصل في المنطقة العربية من ثورات، وعلى ما يبدو أن المعلومات المتوفرة للجهات الأمنية الصهيونية وغيرها جاءت محصلة مزيج بين معلومات سطحية وتحليلات أفرزتها الأحاسيس الأمنية الطبيعية الناتجة عن حالة الهوس المتصاعدة بسبب الثورات العربية التصحيحية في الإقليم.

وهذا ما أكدته المصادر الأمنية الصهيونية اليوم أن التطورات الجارية في المحيط العربي زادت من دافعية القيام لتنفيذ عمليات ضد أهداف صهيونية من بينها التخطيط لعمليات خطف نوعية.

لكن المفاجئة اليوم كانت عند قيام فلسطيني بقتل 5 مستوطنين طعنا بالسكين وتمكنه من الفرار لتؤكد أنه بالرغم من تقديرات الجهات الأمنية  حول حدوث تداعيات لما يجري في بعض الدول العربية ، إلا أنها لم تقدر شكلها وحجمها ومكانها ، لنقول أن الجهات الأمنية الصهيونية قد ارتكبت اجتهادات خاطئة ، بالإضافة لتراجع عمليات التنسيق الأمني لدى بعض رجال السلطة الذين عبروا عن مخاوفهم من عدوى الثورات لتطيح بالسلطة بسبب التعاون الأمني – حسب مصادر صهيونية.

وفي سياق نهضة الشعوب، فإن الأيام القادمة تحمل المزيد من المفاجئات وبالأخص على جبهة الضفة الغربية مع العدو، فشروط الثورة هناك تتوفر بشكل يسمح بذلك، وان الفلسطينيين  يحتفظون بالشكل والأسلوب والوقت المناسب، وما حصل في "ايتمار" واحدة من المفاجئات التي يعبر بها الفلسطينيون عن رفض الاحتلال ومصادرة الأراضي. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى