في العمق

قتل بن لادن مؤشر على نجاح المخابرات الأمريكية في اختراق التنظيم

المجد-

استفز "توقيت" اغتيال بن لادن عقول المحليين والمراقبين على اختلاف تخصصاتهم لمعرفة الأسباب والظروف الذي دفعت الولايات المتحدة الأمريكية للقيام بمثل هذا العمل العسكري الكبير في هذه الظروف بالذات سيما بعد أن أعلنت الاستخبارات الأمريكية أنها حصلت على المعلومة الأولى بشان تواجده (السكن) في باكستان في أغسطس من العام الماضي، فماذا يرى المراقبون والمحللون:.

** على صعيد الثورات العربية يرى محللون أن التوقيت الحالي يشهد دعما أمريكيا واضحا لثورات الشعوب التي ترغب في التحرر من الأنظمة الحاكمة في الوطن العربي، حيث استغلت أمريكيا انه – أي التوقيت الحالي- هو الأنسب للقيام بهذه العملية المهمة، من باب التوازن في موقفها من العرب والمسلمين. بينما يرى آخرون أن أمريكا لم تكن جادة لقتل بن لادن بل أبدعت في استخدامه كفزاعة لضرب ما تريد من مواقع ومقامات في الدول العربية والعالم ، أما حالياً فقد وضعت حد له من خلال قتله حين قامت الشعوب لتتحرر من الأنظمة الجبرية.

** إعلاميون يرون أنه مع اغتيال بن لادن سيعمل على تراجع أنباء الثورات، ما يعطي الفرصة  للأنظمة العربية لقمع شعوبها الثائرة وتسرف في البطش والعنف معها.

** مراقبون أمنيون يرون أن المعلومة الأولى احتاجت تلك الفترة (أغسطس،2010 – مايو2011) لتربيتها وتوفرها بالشكل الذي يسمح  لتنفيذ العمل العسكري ناجح ، بالإضافة لتوجيه ضربة أمنية ونفسية لتنظيم القاعدة.

** من جهة أخرى، يرى سياسيون أن التغيير البنيوي في الأنظمة السياسية في المحيط العربي يكسب القاعدة وبن لادن فرصة للتحرك السلس على وقع  الثورات الجارية للنيل من الأنظمة الموالية للغرب وتحقيق مكاسب شعبية لم تتوفر من قبل.

من جهته أكد الباحث عمار علي حسن، المتخصص في شؤون التيارات الإسلامية، أن مقتل أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، يعطي مؤشرات جديدة تدل على نجاح المخابرات الأمريكية في اختراق التنظيم، والتنظيمات الإسلامية المسلحة التي تصفها بالإرهابية، لأن وصولها إلى مكان بن لادن، الذي حرصت القاعدة على ضمان سريته كل هذه السنوات، معناه أنها نجحت في اختراق قلب التنظيم، بما يرشح المزيد من عمليات الاغتيال القادمة.

واستبعد حسن أية علاقة بين تحديد موعد عملية الاغتيال، واقتراب الانتخابات الأمريكية، قائلا: إن توافر المعلومات الدقيقة هو الوحيد الذي حدد التوقيت، فوحدة تتبع أسامة بن لادن الذي أنشأها بوش ظل عملها مستمرا رغم مجيء أوباما، لكن نجاح أوباما فيما فشل فيه بوش سيعزز شعبيته المتراجعة، حيث سيقدمه بوصفه إنجازا يسهل تسويقه في عمليات الدعاية في حملة تجديد انتخابه للرئاسة الأمريكية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى