القبض على شبكة عملاء لصالح الموساد داخل مصر
المجد_
كشفت التحقيقات التي أجرتها المخابرات العامة وهيئة الأمن القومي مع شركة "روت مى"، المصرية المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والإنترنت كواجهة لقيامها بتمرير المكالمات الدولية عبر شبكة الانترنت، لداخل مصر خلال عام 2010.
وأكدت التحقيقات أن الشركة بدأت نشاطها في تمرير المكالمات الدولية داخل مصر وخارجها باستخدام شبكة الإنترنت والأقمار الصناعية الإسرائيلية منذ 2007، بأماكن مختلفة على مستوى الجمهورية، والمسئول عن إداراتها مواطن يدعى "زياد أحمد متولي ركبة" مصري الجنسية، المتهم الأول في القضية، يعاونه "باسم أحمد البدوي سليمان" المتهم الثاني- مصري الجنسية.
وأوضحت التحقيقات، أن المتهم الأول "ركبة" تقابل مع الإسرائيلي "أورلى ليفلى" أحد عناصر المخابرات الصهيونية الذي أنشأ شركة وهمية تستخدم كواجهة أمامية لخدمة أعمال المخابرات الصهيونية على شبكة الإنترنت لتقديم خدمات البنية التحتية السلكية واللاسلكية لممارسة نشاطه، حيث كلف المتهم الأول "زياد أحمد متولي ركبة" بعدد من الاحتياجات لربط معداته بشبكة الإنترنت الصهيونية، وتجميع وتركيب هوائى ميكرويف للاستخدام بمدينة رفح لاستخدام لاستقبال الإنترنت الإسرائيلي، وتوصيله بأجهزة التمرير الخاصة بالمتهم الأول، لتمرير المكالمات الدولية المصرية عبر "إسرائيل".
وحسبما أكدت التحقيقات، فإن المتهم قام بتركيب محطة اتصال "إرسال واستقبال" مع الأقمار الصناعية بدول أخرى لاستقال الإنترنت الإسرائيلي لتمرير المكالمات الدولية هناك، بالإضافة لتركيب هوائيات ذات مواصفات محددة لتقوية وتضخيم قوة إشارة التردد اللاسلكي ثنائية التوجه وإرسال واستقبال لشبكات المحمول المصرية لتركيبها بالأماكن المحجوب عنها الاتصالات اللاسلكية، وجمع معلومات عن النظم اللاسلكية المركبة أعلى سطح أحد العقارات، وتركيب برج تابع لشركة اتصالات مصر لخدمات المحمول بمدينة رفح، حيث أرسل له المتهم الأول معلومات حول الترددات التي تعمل عليها تلك النظم اللاسلكية.
وأفادت التحقيقات، أن المتهم الأول استخدام أسماء كودية مثل "سيف عمران، وإليكس شومان" في اتصالاته مع الإسرائيلي لإخفاء هويته، فيما قام الإسرائيلي "ليفى" بالاتفاق معه على تهريب مجموعة أخرى من الهوائيات وميكرويف ذات مواصفات فنية خاصة وبصورة سرية للغاية، بعد قيامه بإخفاء هوية تلك المعدات وطمس البيانات المدونة عليها باللغة العبرية، وشحنها في طرود من خلال الشحن إلى السعودية عبر الأردن، ثم إلى مصر وإيطاليا وفرنسا، وإعادة شحنها بعد تغيير بلد المنشأ إلى مصر لبدء نشاطه الإجرامي.
وكشفت التحقيقات، أن المتهمين نشرا هوائيات لاسلكية في بعض الأماكن المتفرقة أعلى أسطح بعض العقارات بمصر، وفى بعض الأماكن الحدودية يتم تشغيلها عن بعد لإخفاء مكان استقبالها وطبيعة عملها، كما قام الإسرائيلي "ليفى" بتدريب المتهم الأول "ركبة" على تركيب وإنشاء محطة لاستقبال القمر الصناعي الإسرائيلي وطلب منه تركيب محطة في دولة الأمارات، لتمرير المكالمات الدولية عبر الإنترنت في "إسرائيل" ومتابعتها فنياً.
وأوضحت التحقيقات، أن المتهم الأول "ركبة" تلقى أموالاً من الخارج من خلال شركتها مقابل عمليات التمرير غير المشروعة، وتحويلها من الكيان إلى فرع الشركة الذي أنشأه المتهم بكندا ثم أعاد تحويلها إلى بعض البنوك في مصر، كما تعاون المتهم الأول مع بعض الأشخاص في شركات المحمول المصرية "فودافون" و"اتصالات"، بغرض المساعدة في تمرير المكالمات من وإلى مصر بتقوية شبكة المحمول على الحدود المصرية، لتصل تغطيتها إلى داخل الكيان.
ووجهت النيابة تهمة التخابر لصالح دولة أجنبية بقصد الإضرار بالمصالح العامة، للمتهمين بعدما ثبت أنهما اتفقا على العمل مع المخابرات الصهيونية، ونقل المكالمات الدولية الواردة لمصر عبر شبكة الإنترنت الإسرائيلي، والتحصل على معلومات تضر باقتصاد البلاد وأمنها القومي، كما وجهت النيابة لباقي المتهمين وعددهم 21 متهماً، يعملون في شركات المحمول المصرية تهم "مساعدة المتهمين الأول والثاني في تمرير المكالمات الدولية الواردة لمصر دون المرور على شبكة الاتصالات المرخص لها".