تصفية المطلوبين بدم بارد
المجد_
كشفت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي النقاب عن تفاصيل تنشر لأول مرة عن عمل الكوماندوز الإسرائيلي ( وحدة المستعربين ) والذين يعتبرون بأنهم وحدة من القتلة حيث يتخفّون بلباس عربي ويندسون بين الناس ويباغتون الضحية بوابل من الرصاص أو الاعتقال.
اوران بيطون هو مسئول سابق في وحدة للمستعربين عملت في منطقة نابلس، ويحتفظ بألبوم صور عن ضحاياه الذين قتلهم، ويبدأ بتصفّح الألبوم أمام التلفزيون وهو سعيد ومبتهج ويقول : هذه صورة الشاب الفلسطيني واسمه باسم صبيح أنا قتلته وهذا شاب آخر أنا مزقت جسده وهذه صورة لما تبقى من جسده وهكذا.
واللقاء التلفزيون كان بالأساس عن احد أعضاء المستعربين ويرمز له بحرف (د) وهو يشكو من إهمال الدولة العبرية لطلباته رغم انه قتل العديد من المطلوبين الفلسطينيين !! وتطالب المذيعة الدولة العبرية الاستجابة لمطالبه وتقول إن هؤلاء هم رجال الشاباك الذين نسمع عنهم ولا نراهم، وهم الذين بسببهم نعيش الآن بأمان.
وبكل حال من الأحوال هناك العديد من الملاحظات التي يمكن أن تلفت انتباه المشاهد في هذا التقرير وهي :
أولا :إن تصوير التقرير كان في مناطق فلسطينية وفي شوارع بلدة الرام وغيرها ما يعني أن هؤلاء المستعربون لا يزالوا يتواجدون في هذه المناطق نهارا جهارا ويحملون مسدسات تحت قمصانهم ويتجولون في شوارع المدن الفلسطينية سيما المحيطة بالقدس.
ثانيا : إن صور المواطنين والمدنيين الفلسطينيين التي وردت في التقرير لا صلة لها أبدا بالتقرير، فقد كان المستعرب يقف امام سوبرماركت أو مقهى أو موقف سيارات ويتحدث باللغة العبرية عن عمليات قتل المطاردين وغالبية الناس كانوا يظهرون في التقرير ويبتسمون وهم لا يعرفون ما هي قصة التقرير الذي يجري تصويره.
ثالثا : إن هؤلاء المستعربين الذين يتحدثون اللغة العربية بطلاقة لهم صداقات وعلاقات وثيقة بعملاء من الفلسطينيين كانوا حول مكان التصوير وكانوا يقفون معهم ويجري تغطية وجوههم لحمايتهم وهم موزّعون في الشارع بشكل سري ويحملون المسدسات تحت قمصانهم.
رابعا : إن الطريقة التي تحدث بها مسئول وحدة المستعربين اشتملت معلومات جديدة حول عملية المتابعة والمراقبة والملاحقة وصولا إلى التصفية للمطاردين.
ومن هذه المعلومات يتضح أن المستعربين يمضون فترة كافية في المراقبة الحصرية للهدف الذي يجري ملاحقته، ويبدأ المستعربون بالسؤال عن زملائه في الدراسة وعلاقاته وصداقاته والأماكن التي يرتاح فيها ونوعية الطعام الذي يأكله وسلوكه وعلاقته بأسرته وكل الأشياء الصغيرة والكبيرة في سلوكياته مثل اتصالاته وعاداته، ومن ثم يجري تكوين ملامح لشخصيته من الناحية الأمنية ومن ثم ملاحقته ومعرفة مكان نومه ومن ثم مباغتته و تصفيته أو اعتقاله إذا كانوا يريدون منه معلومات أمنية.
وقد لفت الانتباه عبارة قالها ( د ) اننا نمسك المطارد وننتظر حتى يصل المسوؤل عنا ويؤكد اذا كان هو الهدف فعلا … ومن ثم نتصرف.
وهذه العبارة الأخيرة تثبت شهادات شهود العيان الفلسطينيينبأن المستعربين كانوا يعتقلون المطاردين وهم على قيد الحياة، ومن ثم يقومون بتصفيتهم بدم بارد.
المصدر: وكالة معاً