تقارير أمنية

الاحتلال يحاول دق اسافين في جبهة المقاومة

المجد-

في محاولة لتأليب الرأي العام في الدولة العبريّة ودقّ الأسافين في صفوف الفلسطينيين واتهام حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) بعرقلة صفقة تبادل الأسرى مع دولة الكيان، نشرت كبرى الصحف الصهيونية وأوسعها انتشارا ‘يديعوت أحرونوت’ في عددها الصادر أمس الاثنين، وعلى صدر صفحتها الأولى وبالبنط العريض خبرا، يستند إلى مصادر سياسيّة وأمنيّة في تل الربيع المحتلة، جاء فيه أنّ أسرى حركة حماس في سجون الاحتلال هم الذين عرقلوا اتفاقاً لتبادل الأسرى مع دولة الكيان، بعد أن تبين لهم أن الأخيرة ترفض إطلاق سراح 12 أسيراً شملتهم قائمة الأسرى التي قدمتها حركة حماس للوسيط الألماني، غيرهارد كونارد.

وبحسب الصحيفة، فإنّ من عرقل الصفقة ليس حركة حماس في قطاع غزة أو دمشق، وإنما أسرى الحركة. ونقل مراسل الشؤون الفلسطينيّة، روني شاكيد، عن مصادر في حماس قولها إنّ الاقتراح الأخير الذي قدّمه الوسيط الألماني قبل نحو شهرين كان يتضمن إطلاق سراح نحو 970 أسيراً فلسطينياً في مقابل الإفراج عن الجندي الصهيوني الأسير في قطاع غزة غلعاد شاليط، وأن يتم إبعاد 12 أسيرا من قادة الأسرى إلى دول عربية مختلفة.

وقالت الصحيفة إنّ الحكومة الصهيونية وافقت على المقترح، وهذا ما أعلنه الأحد، أيضاً رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في اجتماع الحكومة الأسبوعي، مضيفاً أن حركة حماس لم ترد على الاقتراح، وهو ما نفى صحته المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري الذي وصف تصريحات نتنياهو بأنها ادعاءات كاذبة، وأنها تهدف إلى التغطية على دوره في إفشال دور الوسيط الألماني ومنع التوصل إلى إبرام صفقة تبادل الأسرى.

وقالت الصحيفة العبرية أيضا إنّ قيادتي حركة حماس في غزة ودمشق، وشددت على القيادة السياسيّة، وافقتا على الاقتراح، لكن قادة الأسرى في السجون رفضوه على خلفية اشتراط دولة الكيان إبعاد عدد منهم خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وتابعت الصحيفة أنّ من وصفته بقائد الأسرى يحيى سنوار بعث برسالة إلى رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل طالبه فيها بأن يكون ملف الأسرى بيد قائد الذراع العسكرية للحركة في قطاع غزة أحمد الجعبري، وليس بيد المستوى السياسي.

علاوة على ذلك، نقلت ‘يديعوت أحرونوت’ عن السنوار قوله إنّ الأسرى على استعداد للمكوث وراء القضبان 5 سنوات أخرى بدون إطلاق سراح جميع الأسرى الذين وردت أسماؤهم في القائمة التي قدمتها حماس، وأضافت أنه تم إرسال هذه الرسالة إلى خالد مشعل.

كما كتبت نقلا عن مصادر في الحركة بأنه تم نقل يحيى السنوار إلى العزل، قبل عدة أيام، بعد أن علم أنه كان يجري اتصالات مع قيادة الحركة في دمشق، وادعت مصلحة السجون أنه يجري بين الحين والآخر نقل الأسرى من سجن إلى آخر، وأنّ الحديث ليس عن عقاب بحق السنوار إنّما عن خطوة عاديّة وروتينيّة، على حد تعبير الناطق الرسميّ بلسان مصلحة السجون.

كما نقلت الصحيفة عن مصادر في جهاز الأمن العام (الشاباك) قولها إنّه جرى تقييم للوضع يوم الأحد، في أعقاب إعلان الأسرى عن الإضراب عن الطعام ليوم واحد.

وأشارت الصحيفة إلى أن القيادي في حركة حماس يحيى السنوار (53 عاما)، يقود أسرى حماس في السجون، وانه تجند لصفوف الحركة عام 87، وكان من أوائل قادتها العسكريين, اعتقل وحكم عليه بالسجن المؤبد.

أما شقيقه فهو محمد السنوار، الذي شارك في عملية أسر شاليط، ويقود الحركة في منطقة خان يونس.

كما لفتت الصحيفة إلى القيادي العسكري في حماس أحمد الجعبري (45 عاما)، حيث كتبت أنه بمثابة رئيس أركان الذراع العسكرية للحركة منذ العام 2003، وقاد عمليات كبيرة ضد دولة الكيان، كما زعمت الصحيفة، نقلاً عن مصادر أمنيّة صهيونية، أنّ الجعبري عمل تحت إمرة خالد مشعل، إلا أنّه بعد أن تعززت قوة الذراع العسكرية بات يعمل بشكل مستقل، وكتبت الصحيفة أيضا أن الاحتلال حاول اغتياله عدة مرات، إلا أنّ جميع المحاولات باءت بالفشل، على حد قولها.

وبحسب المصادر فإنّ الدولة العبريّة ترفض، رفضا قاطعا، إطلاق سراح القائد القسّامي، إبراهيم حامد، وفي آذار (مارس) من العام 2009، أصدر (الشاباك) وثيقة عرض فيها أسماء الأسرى الفلسطينيين، الذين يتوجب على دولة الكيان عدم الإفراج عنهم، وعلى رأسهم كان حامد، المسؤول عن قتل 82 مستوطنا وجنديا صهيونياً.

وجاء في الجزء المتعلق بإبراهيم في الوثيقة: في العمليات التي أشرف على تنفيذها، وبعقيدة العمل العسكري التي اتبعها، والتي تضمنت الحرص على مستوى عمل عال، وأهلية قيادية كبيرة، وتفانيا في توظيف القوة، كان إبراهيم حامد المسؤول عن نقل العمليات الاستشهادية إلى مصاف العمل الاستراتيجي، حيث تمكن من تحديد النقاط التي يؤدي ضربها إلى إلحاق أذى كبير ودمار، علاوة على أثر هذه العمليات في الوعي الجمعي، وقد كان هناك خطر أن يتنافس الفلسطينيون على الاقتداء بحامد في التوجه لتنفيذ مثل هذه العمليات، وحرص على تشغيل خلايا عسكرية، لا تعرف بعضها البعض لتقليل فرص تحديدها وضربها، حيث أنّ الخلية المسؤولة عن تنفيذ عملات الاختطاف لم تكن تعرف عن الخلية المسؤولة عن زرع العبوات الناسفة.

القدس العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى