حواجز الضفة: ظروف قاهرة بفعل تخطيط الشاباك
المجد- خاص
لا تنفك أجهزة استخبارات العدو من ابتداع الحيل والأساليب التي تهدف لتجنيد المزيد من العملاء في الضفة الغربية، وإن اختلفت الأساليب في الوصول لذلك إلا أن "الشاباك"، بدأ في المرات الأخيرة بمصارحة الناس بضرورة التعاون الأمني مع الشاباك دون مقدمات مقابل انجاز مصلحة ما، بل ويضغط ضابط الشاباك على الفلسطيني للموافقة على تقديم معلومات عن المقاومة.
(أبو كريم )ضابط أمن فلسطين أفاد لموقع المجد أن هناك حالة وعي كبيرة تعرقل عملية التجنيد التي تقوم بها أجهزة العدو الأمر الذي دفع بموظفي التجنيد من الاستخبارات الصهيونية بالوضوح في عرض التجنيد مع الفلسطينيين، وأشار أن هذا يؤكد على وجود مقاومة ووعي لرفض التجنيد.
أما (ربا ) وهي طالبة فلسطينية من جامعة بيرزيت فلم تجد صعوبة في فهم ما يريده الضابط على الحاجز، إذ حاول تأخيرها عن امتحانها مقابل الموافقة على إعطائه معلومات حول قريب لها ليسمح لها بالعبور للوصول لقاعة الامتحانات.
وبالرغم من نجاح العدو في تجنيد عدد من الفلسطينيين بسبب ظروف استغلتها عقول العدو التخريبية إلا أن لا يعني أن العدو يملك القدر الكافي من تحقيق ما يريد إذ تشير الأرقام والإحصاءات الخاصة بالمجد أن أكثر من 90% من الفلسطينيين الذين مروا عبر الحواجز العسكرية في الضفة تعرضوا لضغوط ومحاولات إجبار للعمل كجواسيس.
المواطن (سالم) في حديثه لمراسل موقع المجد أن لديه ثلاثة أبناء تعرضوا لضغوط الشاباك للموافقة على العمل كعملاء، وأضاف أن الضابط المتواجد على الحاجز هدد بمنع ابنه (احمد) من الوصول لمشغل الطوب الذي يعمل فيه إن لم يتعاون.
محلل المجد يرى أن الحواجز الأمنية قد اتجه عملها لعمليات التجنيد الأمني فأصبحت بؤر للنشاط الاستخباري في الضفة الغربية كما هو الحال في معبر بيت حانون حالياً، ومعبر رفح قبل الانسحاب الصهيوني من القطاع.
بصراحة هم يريدونني أن أُصبح عميلا
وتتزايد الحكايا والروايات المتعلقة بنشاطات العدو حيث تنقل لنا المعلومات عن "باسم" وهو عامل قوله : "بصراحة هم يريدونني أن أُصبح عميلا" مضيفاً : "سألوني عن الأجرة اليومية واستغربوا كيف أستطيع أن أعيش بأجرة كهذه فعرضوا علي أموالا وتسهيلات كثيرة لكني قلت لهم بشكل واضح بأني أعود للمنزل متعبا ولا وقت لدي لأعرف المزيد عن الناس لأخبركم به ولا أريد أن أعمل لا معكم ولا مع غيركم".
فيما يقول "جهاد" كيف طارده ضابط الاستخبارات عبر الاتصالات على هاتفه المحمول وفي كل مرة كان يسأله عن قضايا سياسية أو اجتماعية مختلفة من أجل فتح أبواب الدردشة، وقال "جهاد" : "في الأخير تخلصت من شريحة الجوال وقمت باستبدالها".
ومن ضمن الحيل وصفقات الابتزاز يقول محمد : "عندما ذهبت سألني (الضابط) عن كل شيء وعرض علي التعاون مقابل رفع المنع الأمني عني وقال إنه سيسمح لي بالسفر والتعليم".
وأوضح (محمد) أنه عندما رفض قال له الضابط أنت حر، فرد (محمد) بسؤال: هل استطيع السفر فرد عليه الضابط ساخرا إذا بتأخذني معك سأسمح له بالذهاب.
وفي سياقات أخرى تلقى "أبو مهدي" وهو تاجر عروضا مغرية بمنحة تصاريح وبطاقة الشخصيات المهمة "في آي بي" وفتح تعاون تجاري مع تجار صهاينة مقابل تعاونه.
اعتراف الإعلام الصهيوني
مع مثل هذه النماذج القليلة يوجد مئات الحالات، فلا مناص من أن تنكر هذه الأجهزة محاولاتها القائمة على ابتزاز الفلسطينيين والسعي لتجنيدهم تحت ضغط الحاجة والحصار والحواجز فإن الإعلام الإسرائيلي كتب عن هذه المحاولات التي لا تتوقف.
فهذه صحيفة "هآرتس" كتبت العام الماضي : "إن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) يحاول ابتزاز طلاب فلسطينيين يدرسون الطب في جامعة القدس في (أبو ديس) والتهديد بمنعهم من الوصول إلى مستشفيات القدس للتدرب إذا لم يتعاونوا معه.
ونقلت الصحيفة نفسها عن طالبين فلسطينيين قولهما : "إنهما منعا من دخول القدس بعدما رفضا عروضا من ضابط في (الشاباك) عرف نفسه بـ (الكابتن بيران) طلب منهما تقديم التقارير له عن نشاط الطلبة في الجامعة كشرط لمنحهما التصاريح".
وحسب الصحيفة عن "طاء" أنه كان يمتلك تصريحاً للتدريب إلا أنه توقف العام الماضي إذ استدعي للتحقيق لدى "الشاباك"، فوجه له شخص يطلق على نفسه اسم الكابتن بيران أسئلة حول استعداده للمساعدة في مراقبة نشاط أشخاص في الجامعة مشيراً إلى أنه عندما أوضح بأنه غير مستعد لذلك ولا يملك الوقت إلا للتعليم هدده بأنه لن يمكنه من إنهاء تعليمه أما إذا وافق على التعاون معه فإنه سيمنحه تصريحا للتدريب والتخصص حتى في مستشفى "هداسا" الإسرائيلي.
وتذكر الصحيفة أن "عين" أشار إلى تعرضه لقصة مشابهة اشترط فيها "الشاباك" حصوله على التصريح بالتعاون معه فقد أبلغه "الشاباك" بأن الكرة الآن في ملعبه بعدما حاول التملص من عروض للتعاون كانت النتيجة أنه خسر تصاريح الدخول للقدس.
وكالعادة ينفى جهاز الشاباك هذا الأمر قطعيا، وبرر الأمر، بوجود منع أمني نتيجة وجود مخالفات أمنية، وهذا أيضا ما ذكره مكتب الإدارة المدنية في "بيت ايل" قرب رام الله، ردا على رفض تجديد تصاريح الطالبين.