الأمن المجتمعي

المعابر مصائد للاسقاط

 المجد – خاص

بؤر النشاط الإستخباري الصهيوني (الأهداف وسبل المواجهة)

 

النشاط الاستخباري الإسرائيلي على المعابر قديم منذ قيام دولة العدو الإسرائيلي، وذلك بسبب أهمية المعابر كعامل أساسي ومساعد في العمل الاستخباري الاسرئيلي فمنذ أن احتل العدو هذه الأرض يقوم العدو ومخابراته بنصب الحواجز الثابتة والطيارة بهدف الاعتقال أو التفتيش، ومن ثم تطورت لتصبح مصيدة لصيد المعلومات من خلال الاستجواب والتحقيق، وفخ لإسقاط وتجنيد عملاء لمصلحة المخابرات.  لكن الجديد في الأمر انه وبعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وفي ظل الحصار المفروض على القطاع لأكثر من أربع أعوام  تطور النشاط الاستخباري على المعابر، وبالأخص معبر بيت حانون "إيرز"، فقد أصبحت عملية الاستجواب وجمع المعلومات ومحاولات التجنيد صفة لازمة في حياة المعبر، وضرورة أمنية بالنسبة للعدو، تعرض لها كل مضطر أو صاحب حاجة إنسانية  ملحة تفرض عليه الوصول للمعبر.

الهدف:

• جمع معلومات.

• تجنيد عملاء جدد من خلال استغلال الحاجات.

• إرهاب المواطنين، التأثير على آرائهم ومواقفهم.

المستهدف:

• المرضى ومرافقوهم أو عائلاتهم

• الطلاب

• التجار والعمال

• الزوار

الأسلوب المتبع :

1. انتظار طويل واستجواب أطول:

عند وصول الحالات المرضية للمعبر تقوم المخابرات باستقبال المريض على البوابة ومن معه من أقاربه أو مرافقيه فتعمل على استدعاء أحدهم أو بعضهم بما فيهم المريض نفسه  وتتركه لأكثر من ساعتين  في قاعة الانتظار لحين نقله لغرفة التحقيق ، وفي التحقيق أو الاستجواب تبدأ المخابرات بعملية طرح أسئلة عن سبب السفر والحاجة للعلاج ، وعن الدوافع التي دفعته للعلاج داخل إسرائيل ، ورأيه في الأطباء الإسرائيليين والمستشفيات هناك، وقدرتها على توفير العلاج الممكن بالرغم من حالة الحرب مع الفلسطينيين وإطلاق الصواريخ ونحو ذلك.

تجدر الإشارة بأن مخابرات العدو تكون قد جمعت معلومات كافية حول المريض ومن معه مسبقاً، و استعدت لوصولهم فهي التي تحدد لهم موعد السفر للعلاج بعد تقديم الطلب حسب الأسلوب المتبع في العلاج داخل الكيان إسرائيل.

2. حوار ودردشة خلال اتصال :

في إحدى المرات  رن هاتف الجوال الخاص بـ"جاسر" وهو مرافق مع ابنه المريض "أيمن" ففتح جاسر الجوال ، شخص يسلم عليه ويسأله عن صحته وصحة ابنه أيمن ، فاستغرب جاسر فسأل المتصل من أنت ، فأجابه:" أنا من مكتب المخابرات الإسرائيليلة بإيرز (معبر بيت حانون)، أود أن أطمئن على وضعك ووضع ابنك أيمن الذي ينوي العلاج داخل مستشفيات دولة إسرائيل"، فقال له جاسر:" نحن ننتظر الموعد وهو 18 /4 وربنا يجيب الأمور على خير".

فقال ضابط المخابرات الإسرائيلي:" أنا أتمنى أن يأتي ابنك للعلاج في دولة إسرائيل وان يتعافى من إصابته". وعندما جاء الموعد التقى جاسر بضابط المخابرات الذي اتصل به، يقول جاسر لقد اخرج لي معلومات انه يعرف كل شيء عن منطقتي، وكيف أصيب ابني في قصف الدبابات شرق مدينة غزة وهو جالس أمام بيته.

وقال نحن يجب أن نتعاون معاً،  أنت تعلمونا بأخبار المخربين والذين يستهدفون المعابر ويمنعون العلاج ودخول البضائع لكم، ونحن سندخلكم للعلاج عندنا، وهذا أمر مهم للتعاون، فأخبره جاسر أنه لن يكون قادر على التعاون في هذا الجانب وانه فقط جاء لمعبر "ايرز" ليرى ابنه قد تعالج وأصبح بصحة جيدة.

ويضيف  جاسر أن المخابرات لم تستكف بمحاولاتها الضاغطة  للتعاون الأمني، بل وذهبوا للتحقيق مع ابني أيمن "المريض" حول من هم الأشخاص الذين يأتون ليطلقوا صواريخ من شرق غزة، وكذلك عرضوا عليه العلاج في مستشفيات أفضل من التي ينوي الذهاب إليها كما تظهر التحويلة الخاصة بالعلاج.

3. شهادات على الابتزاز:

حسب بيانات جمعتها منظمة ( أطباء لحقوق الإنسان ـ إسرائيل ) أظهرت "ارتفاعا في عدد المرضى الفلسطينيين الذين يتم التحقيق معهم وإجبارهم على تقديم معلومات كشرط مسبق لمغادرة قطاع غزة للحصول على الرعاية الطبية".

وجاء في التقرير انه "في الفترة من كانون الثاني/يناير 2008 ، وآذار/مارس 2009, تم استدعاء 438 شخصا على الأقل للتحقيق معهم .. كشرط مسبق للنظر في طلباتهم بالحصول على تصريح خروج بهدف الحصول على العلاج الطبي خارج القطاع".

وأضافت المنظمة انه مقارنة مع ذلك فانه في كانون الثاني/يناير 2008 كانت نسبة من يجري التحقيق معهم من المتقدمين بطلبات للسلطات الإسرائيلية لمغادرة القطاع 45 بالمائة, إلا أن هذا الرقم ازداد بـ 17 بالمائة في كانون الثاني/يناير 2009.

وقالت المنظمة إن رجال المخابرات الداخلية الإسرائيلية "الشين بيت" أو الشاباك حققوا مع قاصرين وصوروا مرضى رغما عنهم, وضايقوا مرضى والقوا عليهم الشتائم خلال التحقيق, كما أنهم أعادوا إلى غزة مرضى اعتبروا أنهم لم يتعاونوا معهم.

ورغم أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تنفي ابتزازها للفلسطينيين، فإن الإعلام الإسرائيلي نفسه طالما كتب عن هذا، قالت صحيفة (هآرتس، 2009م):" إن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) يحاول ابتزاز طلاب فلسطينيين يدرسون الطب في جامعة القدس في أبو ديس، والتهديد بمنعهم من الوصول إلى مستشفيات القدس للتدريب إذا لم يتعاونوا معه".

وقال طالبان فلسطينيان للصحيفة أنهما منعا من دخول القدس، بعدما رفضا عروضا من ضابط في (الشاباك) أو المخابرات الداخلية الإسرائيلية عرف نفسه بـ"الكابتن بيران"، طلب منهما تقديم التقارير له عن نشاط الطلبة في الجامعة كشرط لمنحهما التصاريح.

وهذا كان واضحاً في الفترة التي سبقت الانسحاب الإسرائيلي من القطاع حيث كان العدو ينصب الحواجز التي تشبه المعابر وسط وجنوب القطاع لابتزاز الطلاب خلال فترة الامتحانات ليجبرهم على التعاون ليصبحوا عملاء.

أما بالنسبة للتجار ، يقول (محمد .م ) 39 عام ،  وهو تاجر أنه استدعي وتلقى عروضا مغرية بمنحه تصاريح وبطاقة الشخصيات المهمة "في آي بي"، وفتح تعاون تجاري مع تجار صهاينة مقابل تعاونه مع المخابرات، حيث دار الحديث عن التعاون في المجال الاقتصادي والمعلومات التي تتعلق ببعض التجار وانتماءاتهم وطبيعة استثماراتهم في قطاع غزة.

أما الزوار فهناك العديد من أهالي القطاع ممن لهم أهل و أقارب في الـ48 أو الضفة الغربية، يذهبون للاطمئنان عليهم يخضعون لعمليات استجواب قبل وبعد العودة في اغلب الأحيان، حيث ركزت المخابرات الإسرائيلية في أسئلتها على سبب التوجه للضفة وحول الناس المراد زيارتهم ومكان سكنهم وأرقام جوالاتهم.

وعند العودة تتركز الأسئلة على الوقوف على الأوضاع في المنطقة التي تمت زيارتها والأسواق والناس وآرائهم، وتتم عمليات ابتزاز وعرض على بعض الزوار التعاون مقابل السماح لهم بزيارة أقاربهم بالأخص المواطنين الذين لم يقوموا بزيارات منذ فترة طويلة لأقارب وصلات من الدرجة الأولى.

وفي حديث مع أحد العملاء الذي سقط في وحل العمالة أنه قال عن سبب سقوطه:" أن المخابرات رفضت الموافقة على طلب تقدمت به للسفر للضفة الغربية لزيارة والدتي وأخوتي ، وأنا بغزة قد توجهت لهم مرارا وبين كل فترة كانت حالتي تزداد تدهوراً ، وفي مرة من المرات قابلت المخابرات في معبر "إيرز" فطلب مني ضابط المخابرات معلومات عن المقاومة فرفضت، وقلت له أن المقاومة ستعدمني لو عملت معكم جاسوساً، فقام الضابط بطرده وطلب منه العودة لغزة ، وبعد وفاة والده بغزة حدثت مشكلة مع أعمامه وطردوه من البيت فلم يجد هذا الشاب مأوى للسكن فعاش أكثر من 6 أشهر بين الأصدقاء والتنقل هنا وهناك، وفي تلك  الفترة اتصل عليه ضابط من المخابرات الإسرائيلية، وقال له نظراً لوضعك فإننا سنساعدك للسفر للضفة للعيش مع والدتك وأخوتك، وقد اطلعنا على موضوعك وابشر خيراً، وأضاف الضابط أننا سنرسل لك فلوساً في البداية لتسد بعض الديون التي تورطت بها بعد وفاة والدك ،وبدأت العلاقة مع الضابط على أمل رؤية الأهل بالضفة الغربية، ثم ما لبث حتى استطاعت المخابرات استدراجه ثم الإيقاع به  في العمالة، وكالعادة لم يتمكن من السفر بسبب تسويف المخابرات من خلال تكليفه بمهمات تجسسية وجمع المعلومات عن المقاومة مقابل مبالغ مالية مغرية – بالنسبة له – ألهته عن أهله بالضفة.

4. صدمة المعلومات:

أغلب من قابل المخابرات الإسرائيلية على معبر بيت حانون "إيرز"  تحدث عن استخدام المخابرات الإسرائيلية لمعلومات وصور ووضعها أمام المستجوب لتحاول صدمته أو مفاجئته لينهار، وحسب إفادة احد مرافقي أحد المرضى قال أن ضابط المخابرات سأله عن بيت أحد رجال المقاومة في المنطقة التي يسكنها، وحاول التعرف على البيت المجاور له،  فلم يجبه هذا المرافق ،وقال للضابط لا اعرفه،  فقام ضابط المخابرات بالاتصال على شخص وسأله عن البيت المجاور فأجابه هذا الشخص عن صاحب البيت، وبعدها قال له الضابط أن هذا أحد الجيران حكى لي اسم صاحب البيت، وتبع ذلك يقول بأن الناس في غزة متعاونون جداً مع المخابرات، ويعطوننا معلومات مقابل خدمات لا يجدوها في غزة كالعلاج.

وحسب مراقبون ومحللون أمنيون قالوا إن الحصار الإسرائيلي على غزة "شجع المخابرات الإسرائيلية على الطلب مباشرة من المرضى والطلاب والتجار التعامل معها وإمدادها بمعلومات عن المقاومة، مقابل أن يتم التعاطي مع طلباتهم بالسفر عبر المعابر".

إرشادات:

6. احذر من صدمة المعلومات، فهي مسرحية مصطنعة يقوم بها واحد أو اثنان من الضباط معاً.

7. الانتظار الطويل والاستجواب المرهق أساليب لإرهاق النفس وإحباطها، فكن صاحب عزيمة وصبر.

8. ارفض التعاون مع المخابرات وعدم إعطاء العدو أي معلومات مهما كان نوعها أو حجمها.

9. في حال الاتصالات و الابتزاز ارفض  كافة المحاولات الرامية لإضعافك لأنك صاحب مبدأ.

10. انتبه واحذر من الوقوع في حيل ومكائد ضابط المخابرات، فالكلام الناعم والمقنع أحياناً هو محاولة استدراج للإيقاع بك لتصبح جاسوسا على اهلك وشعبك.

للإطلاع على الملف بالكامل اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى