الاتهام لأربع جهات في الهجوم على شرطة العريش
المجد – خاص
في ظهر يوم الجمعة الموافق 29/7/2011 هاجم ما يزيد عن 200 مسلح ملثمين يحملون قذائف (أر بي جي) وقذائف مضادات للدبابات، وأسلحة رشاشة متوسطة، بالإضافة لقذائف هاون، ويحملون رايات كتب عليها "لا اله إلا الله" يركبون 100 دراجة نارية و20 سيارة تعمل بالدفع الرباعي، تجمعوا في ميدان الرفاعي وسط العريش، حيث قاموا بإطلاق النار في الهواء، واعتلى عدد منهم أسطح المنازل المجاورة، ومن ثم بدءوا بالتحرك لمهاجمة مركز شرطة (قسم ثان العريش) في العريش بالصواريخ، وحاولوا هدم تمثال الرئيس أنور السادات.
حيث كان الهجوم من 5 محاور واستمر لمدة 9 ساعات، أطلقت فيه 10 آلاف رصاصة، 15 قذيفة و صاروخ.
فكانت النتائج مقتل 6 أشخاص بينهم مقدم ونقيب من الشرطة و ثلاث مواطنين، بالإضافة لإصابة العشرات، وانتهت الاشتباكات بعد أن تدخل الجيش وقام بالاشتباك معهم وملاحقتهم لأماكن متفرقة، حتى شاطئ البحر بين اكشاك الكورنيش، وتم ضبط 15 من المهاجمين بينهم 10 فلسطينيين، قيل أنهم من جماعات متشددة، والـــ5 الآخرين مجهولي الهوية.
فمن نفذ هذ الهجوم؟ ومن خطط له؟
حسب خبراء ومحللين، فإن هذا النوع من الهجمات وظروف ملابساته جعلت أصابع الاتهام تشير إلى أربع جهات مختلفة، لها تواجدها على أرض سيناء ، وهي:
1. تنظيم القاعدة، والجماعات المتشددة:
وما عزز هذا التوجه هو أن المهاجمين ملثمين، ويرفعون رايات سوداء مكتوب عليها "لا اله إلا الله"، هذا إضافة إلى البيان الذي صدر مؤخرا باسم "تنظيم القاعدة في شبه جزيرة سيناء" والذي يدعو إلى إقامة إمارة إسلامية.
من جهته نفى جيش الإسلام الفلسطيني وقوفه خلف الحادثة أو مشاركته فيها.
2. محمد دحلان واتباعه في العريش:
وجاء هذا الاتهام صريحا على لسان الناطق باسم الجيش المصري (الحاكم العسكري في سيناء) حيث حمل دحلان وعناصره المسؤولية عن الحادث، إلا أن دحلان رد بالنفي.
3. بعض القبائل البدوية في سيناء:
التي لها ثأر مع الأجهزة الأمنية المصرية، حيث أن الكثير من أبنائهم عُذبوا وقُتلوا في مراكز الشرطة- قبل وأثناء الثورة المصرية، وحسب المعلومات أن المهاجمين كانوا يبحثون عن ضباط شرطة على أنهم مطلوبون لهم.
ونشير إلى أن "ويكيليس" كشف في إحدى وثائقه بتاريخ 17 يناير2010 أن بدو سيناء يفكرون في الانفصال عن الدولة المركزية مصر لإقامة دولة لهم في شبه جزيرة سيناء، وذلك بسبب ممارسة السلطة الحاكمة والمتمثلة برجالات نظام مبارك.. وتدعو الوثيقة الإدارة الأمريكية للتدخل لدى تل أبيب لمعرفة خططها لإغراق سيناء بالسلاح، وكأن إسرائيل تريد فعلاً إنجاح ثورة البدو على السلطة المصرية. وتؤكد الوثيقة نفسها أن إسرائيل ربما تفكر في فصل سيناء عن مصر لإقامة دويلة عليها، تكون موالية لإسرائيل وخط فاصل بينها وبين مصر.
4. الموساد الصهيوني:
منذ كامب ديفيد وجلاء إسرائيل عن سيناء بقي للكيان الصهيوني وجود ومصالح في سيناء، فهو يحصل على النفط والغاز منها، هذا إضافة إلى وجود مزايا سياحية وعلى رأسها عدم الحصول على تأشيرات دخول إلى مرافئ وشواطئ البقاع السياحية، فبعد انهيار النظام المصري وجدت إسرائيل نفسها أمام فراغ أمني كبير في سيناء قد يهدد مصالحها فيها، وهو ما بدأ يظهر في تفجير خطوط إمداد الغاز.
وحسب ما يرى الكيان أن منطقة سيناء تمثل أزمة حقيقية للكيان لما يجري على ساحتها من عمليات تهريب للسلاح حيث يحاول باستمرار وضع حد لما يجري هناك من عمليات.
إن مجموع مفردات الحدث الأخيرة وتركيباتها ينم عن وجود عقلية أمنية متمرسة حركت مفاعليها ونسجت خيوطها وصولاً لمثل هذا الهجوم بهذا الشكل.
لذلك التقديرات السائدة لا تستبعد أن ثمة مخطط صهيوني يطمح لتحويل سيناء إلى ساحة من الفوضى والاضطراب لإظهار عجز الجيش المصري بعد الثورة على ضبط الأوضاع، من خلال استغلال الظروف الاقتصادية والاجتماعية.