طرابلس: الحكم بالإعدام لمن يحمل “الثريا” بدون ترخيص
إلى جانب المعارك الطاحنة الدائرة بين الثوار ونظام القذافي، تدور بشكل غير معلن وخلف الكواليس والغرف المغلقة معركة أخرى من نوع مختلف تتمحور حول الأمن والاتصالات والاستخبارات.
حيث تقول المعلومات الواردة من هناك ان ملامح الحرب الخفية بدأت تظهر شراستها متمثلة في حرب التنصت والاختراق الالكتروني.
فقد توعدت السلطات الليبية حملة جهاز "الثريا" المتصل بالأقمار الصناعية بالإعدام في حال لم تكن مرخصة، حيث أفادت المعلومات ان هذه الاجهزة تزود طيران الاطلسي بالإحداثيات لتوجيه الغارات الجوية على الاهداف الامر الذي دفع ابنة القذافي عائشة لطلب التعليق على الاعمدة لهؤلاء ووصفتهم بعملاء الناتو.
وهددت السلطات الليبية بأن من سيخالف ذلك سيعاقب وفقا للقانون الذي يجرم التخابر مع العدو أثناء الحرب، والذي قد تصل عقوبته إلى حد الإعدام، معتبرة أنه على الأجهزة الأمنية القيام بتنفيذ ذلك بحزم واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في هذا الصدد.
وتستخدم وسائل الإعلام المختلفة والصحفيين أجهزة هواتف «الثريا» على نطاق واسع في الحالات التي تكون فيها الاتصالات (اللاسلكية والسلكية) معطلة.
إلى ذلك، كشف محمود شمام العضو البارز بالمجلس الانتقالي الوطني الليبي، لـ"الشرق الأوسط"، عن تمكن المجلس من الحصول على نحو ألفي تسجيل لمكالمات هاتفية بين كبار المسؤولين في نظام وحكومة العقيد معمر القذافي، تكشف المزيد من التفاصيل غير المعلنة عن الكيفية التي تدار بها شؤون الدولة الليبية في الفترة الأخيرة.
وبدأت قناة «ليبيا الأحرار» الفضائية التي تبث عبر الأقمار الصناعية من العاصمة القطرية الدوحة وتعبر عن وجهة نظر المجلس الانتقالي في بث أجزاء من هذه المكالمات، حيث أذاعت مساء أول من أمس تسجيلا قالت إنه لمكالمة هاتفية بين رئيس الوزراء الليبي الدكتور البغدادي المحمودي وبعض المسؤولين الحكوميين تكشف قيام نظام القذافي بتجميع الجثث من بعض المستشفيات الليبية لإعادة وضعها مجددا في الأماكن المعرضة لقصف وغارات حلف الناتو.
الأمر الذي يؤكد تمكن الثوار من اختراق ومراقبة شبكة الاتصالات السلكية واللاسلكية التابعة للسلطات الليبية، ونجاحهم في التجسس على غالبية المكالمات الهاتفية التي تتم من وإلى العاصمة الليبية طرابلس.
ومن جهته، قال مسؤول بالمجلس الانتقالي «لقد حصلنا مؤخرا على معدات تقنية حديثة من دولتين إحداهما عربية والثانية أوروبية، حيث بات بإمكاننا الآن أن نتجسس على كل المكالمات الهاتفية التي تتم في العاصمة طرابلس».
ويرى المسئول أن قدرة الثوار على التجسس على مكالمات نظام القذافي تمثل نقلة نوعية في الحرب الأمنية والاستخباراتية التي يخوضها الثوار والمجلس الانتقالي لإسقاط نظام القذافي.
وعلى الجبهة الأخرى، فقد سبق للتلفزيون الليبي الرسمي أن بث عدة مكالمات هاتفية، قال إن المخابرات الليبية نجحت في تسجيلها لرئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل وهو يتحدث إلى مسؤولين أميركيين وبريطانيين عبر الهاتف في شهر مارس (آذار) الماضي.
وحسب ما ورد من أخبار من ميدان المعركة أنه يتم اختراق موجات الاتصال اللاسلكي من قبل الطرفين، وفي مرة من المرات صاح أحد مقاتلي المعارضة قائلا "يا حيوان .. يا حثالة". ورد عليه جندي من القوات الحكومية "يا كلب. يا جرذ. لقد بعتم بلدنا".
كما نشرت صحيفة الخبر الجزائرية ان السلطات الجزائرية رصدت اتصالات بين مسلحين ليبيين ومنشقين مع مخابرات فرنسية وبريطانية هدفها التعاون الأمني وإقناع بعض المقربين من العقيد معمر القذافي بالاستسلام.
وحققت أجهزة الأمن مع ليبيين دخلا الجزائر عبر الحدود التونسية وتقابلا مع المشتبه به الرئيسي، وكشفت التحقيقات أنهما منشقان عن الجيش الليبي وينشطان ضمن صفوف ثوار غرب ليبيا وضبط بحوزتهما أجهزة دقيقة لتحديد المواقع عبر الأقمار الاصطناعية تستعمل في إرشاد الغارات الجوية للأهداف الأرضية عالية القيمة.
وذكرت الصحيفة إن المشتبه به الرئيسي سلم لهما مبالغ مالية وأجهزة اتصال مرتبطة بأقمار اصطناعية يمكنها نقل الصور وجهاز كمبيوتر دقيق.