أيلول.. استعدادات أمنية وعسكرية وخوف من مفاجئات
المجد-
تقوم لجنة صهيونية شكلت لمواجهة استحقاقات أيلول بدراسة سبل التعامل مع الظروف السياسية والميدانية المصاحبة لمشروع إعلان الدولة الفلسطينية، حيث بدأت اللجنة عملها في الشهور الثلاثة الأخيرة، وأعدت تقريراً تمت بلورته بعد مقابلة رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزير الحرب إيهود باراك وقادة الأجهزة الأمنية، إضافة إلى خبراء خارجيين (20 خبيرًا).
ويرى قادة الكيان وعلى رأسهم وزير الحرب ايهود باراك بضرورة العمل على تجديد المبادرات السياسية وإعادة الحياة للحوار مع الجانب الفلسطيني في محاولة لمنع زيادة خطورة التهديدات التي قد تواجه الكيان، في إشارة منه إلى المخاطر ميدانية.
ويستنتج التقرير ان اخفاق نتنياهو في المجال السياسي هو من دفع الفلسطينيين لمشروعهم، أنه لو سلكت الحكومة سلوكا مختلفا في المجال السياسي ونجحت في استئناف المفاوضات أو طرحت مبادرة سياسية سلمية مقنعة للعالم، لكانت وفرت على إسرائيل خوض هذه المعركة القاسية، الأمر الذي أثار هستيريا لدى نتنياهو ومساعديه.
إلا أن التقرير يمتدح استعدادات الجيش مع اقتراب ذلك التاريخ، وبضمن ذلك الاستعدادات الذهنية للجنود وشراء وسائل تفريق المظاهرات- حسب صحافة الكيان.
من جهته، يتوقع رئيس الأركان بيني غانتس وقوع مواجهات عنيفة في أيلول بعد الإعلان عن الدولة، موضحاً إن الأجهزة الأمنية تستعد لكافة الاحتمالات، وأنه تجري اتصالات مع السلطة الفلسطينية لمنع ما أسماه بـ"العنف".
لكن الواقع أن ثمة أصوات ترى في ذلك اليوم بيوم تحول في منطقة الشرق الأوسط، فهو شهر خراب لما يمثل نقطة مفصلية في العلاقة بين الكيان والسلطة الفلسطينية- حسب ما يرى الشاباك .
التقرير يقول أن التقديرات تشير إلى أنه لا يبدو حدوث انتفاضة ثالثة، وأن تقديرات الأجهزة الأمنية تشير إلى أنه لا يوجد مصلحة لرئيس السلطة محمود عباس بحصول مواجهات عنيفة.
ويتوقع الجيش سيناريو آخر وهو أن يقوم آلاف الفلسطينيين من سكان الضفة وفي يوم واحد بالتوجه بمسيرات نحو المستوطنات ويقف أمامهم جنود إسرائيليين، لذلك قررت قوات الجيش بالتزود بكمية ضخمة من الرصاص المطاطي ومضخات المياه العادمة والغاز المسيل للدموع، وعلى الرغم من تزويد الجيش بجميع تلك المعدات لتفريق المحتجين الفلسطينيين إلا أن قادة الجيش يدركون أن سقوط شهيد فلسطيني واحد سيصعد الوضع إلي وضع تتسع فيه رقعة الاحتجاجات لتعم كل الضفة الغربية .
ما هو واضح في التقرير أن الأجهزة الأمنية الصهيونية قد باتت جاهزة لسيناريو المواجهة الميدانية الأمنية ، للحيلولة دون اتساع رقعة الاحتجاجات وصولاً لقيام انتفاضة ثالثة ينضم إليها عرب الداخل، وأن المؤسسة الامنية قد حسمت الاستعدادات لذلك اليوم رغم الانقسام في الآراء حول مدى تأثير الاعتراف بالدولة على الميدان..
لذا فإن العدو بدأ بالقيام بعمليات ميدانية وعسكرية مسبقة قبل الوصول لذلك التاريخ وهو اليوم التالي ليوم الاعتراف بالدولة، أهمها:
¨ مراقبة تحركات الفلسطينيين الميدانية، وجمع معلومات مختلفة عن خارطة طريق تحرك التظاهرات، انطلاقها ونقطة وصولها.
¨ مراقبة صفحات الفيس بوك ومتابعة المشاركات فيها.
¨ وضع بعض الشخصيات والمؤسسات كالمساجد تحت المتابعة.
¨ إرسال رسائل تهديد للجانب الفلسطيني بضرورة خفض الترويج لذلك اليوم، والعمل على منع وصول التظاهرات لأماكن التماس مع الحواجز والمستوطنات.
¨ توجيه رسائل تهديد لعدد كبير من المسؤولين والناشطين الفلسطينيين في المدينة المقدسة، بقرار إبعادهم خلال شهر سبتمبر (أيلول) القادم، إذا لم يوقفوا نشاطاتهم السياسية في المدينة.
¨ تحصين المستوطنات المتوقع وصول المتظاهرين لها، والتهديد باستدعاء قوات الاحتياط.
¨ شراء أسلحة لتفريق المظاهرات بــ76 مليون شيكل أي ما يعادل 3.5 مليون دولار، حيث سيتم تقسيمها بين الجيش والشرطة، تحصل الأخيرة على عتاد بقيمة 40 مليون شيكل، ويتم تزويد الجيش بعتاد بقيمة 35 شيكل، وتشمل الأسلحة: قنابل غاز، وجهازا متعدد الفوهات يتم تثبيته على المركبات ويطلق كمية كبيرة من قنابل الغاز دفعة واحدة، إضافة إلى حاويات مياه لتفريق المظاهرات بسعة 2.500 لتر ومركبات ذات أجهزة لضخ المياه (نحو 17 مركبة)، ومسدسات من نوع (تايزر) المكهربة وأجهزة تصدر أصواتا مزعجة لا تحتمل. علاوة على ذلك، تمّ شراء مواد ذات رائحة حادة جدًا وكريهة تتم صناعتها في دولة الكيان والتي يمكن رشها بواسطة طائرات الرش. كما أن الجيش يدرس إمكانية شراء جهاز أمريكي يعمل بواسطة موجات (الميكروغال)، وهو يشل قدرة من يقترب منها بمسافة تقل عن 100 متر. يشار إلى أن الولايات المتحدة نفسها امتنعت عن استخدام هذا الجهاز بسبب معارضة منظمات جودة البيئة ومنظمات حقوق الإنسان.
¨ تجهيز الجنود بخوذات وسترات واقية, وأقنعة تحميهم من القنابل المروّعة, التي تسبب الغثيان والتقيؤ من سوء الرائحة المنبعثة منها.
¨ إقامة سياج مرتفع في هضبة الجولان بطول 12 كيلومتراً على امتداد أجزاء من الحدود مع سوريا, في أعقاب المظاهرات التي حصلت الشهور الماضية.
¨ العمل وفق خطة استباقية لبناء سجون إضافية، في حالة كثرة الموقوفين والمعتقلين الفلسطينيين، وستحتاج قيادة المنطقة الوسطى في الجيش لفتح ما يعرف بـ"زوايا إقامة" لمدة 24 ساعة، ومنطقة مسيَّجةُ بسياج من أسلاك يحرسه جنود مسلحون، إلى أن يتم نقل الأسرى إلى منشآت السجن المناطقية.
¨ التهيؤ لإقدام الفلسطينيين في الضفة الغربية على استخدام سلاح جديد للتظاهر يتمثل في إضرام النار قرب المستوطنات، بعد أن وقع أكثر من 20 حريقا خلال الأسابيع الأخيرة.
¨ عدم تسليم جثامين الشهداء والإفراج عن أسرى، لأن ذلك حسب الجيش يساهم في إمكانية اندلاع أحداث عنيفة، كذلك ضرورة بقاء كافة الحواجز العسكرية التي لازالت قائمة في الضفة الغربية.
ثمة سيناريو آخر يصفه المسؤولون في الكيان بأنّه متطرف وهو أن يبادر الفلسطينيون إلى تنفيذ احتجاجات شعبية كالتي تجري في المحيط العربي، واستغلال تأييد الولايات المتحدة والدول الأوروبية للاحتجاجات في الشرق الأوسط.
وهنا يقدر المسؤولون ذاتهم أن سيناريو من هذا النوع سيواجه الأمريكيون صعوبة في توجيه انتقادات ضد الاحتجاجات الفلسطينية..
إلا أن العدو الصهيوني وبالرغم من السيناريوهات التي يتوقعها يخشى من وقوع مفاجآت غير محسوبة تربك حساباته.