محللون : الكيان فقد قوة الردع ويصارع للبقاء
المجد- خاص
أجمع عدد من المحللين السياسيين أن دولة الكيان فقدت قوة الردع على مدى السنوات الماضية وأن عملية ايلات قصمت ظهر قوتها الرادعة في المنطقة , مؤكدين أنها تصارع الآن على إعادة هذه القوة في إطار الصراع على البقاء والاستمرار.
وأكد المحللون في أحاديث منفصلة لـ"موقع المجد … نحو وعي أمني" أن عملية ايلات وما تبعها من رد قاسي من قبل المقاومة قضى على قوة الردع الصهيونية التي اهتزت وتآكلت خلال سنوات حربي لبنان وغزة فباتت تطلب التهدئة مع فصائل المقاومة.
فبالرغم من الغموض الذي يكتنف عملية أم الرشراش (إيلات) الأخيرة إلا أنها تعد معركة فاصلة فى عمر الدولة الصهيونية القصير, رغم أن الجهة التي تقف وراء هذه العملية مازالت مجهولة و لم تلق الترحيب المعهود كعمليات المقاومة الأخرى إلا أن النتائج السياسية والأمنية للعملية مذهلة. وصدق على ذلك تصريح موفاز من حزب كاديما المعارض إن دولة الكيان هي من طلبت التهدئة مع الفصائل وأكدت الأمر أيضا صحيفة هآرتس فى تغطيتها لاجتماع المجلس الوزاري "الكابينت".
فدولة الكيان اضطرت لأن تكون هي من تسعى للتهدئة مدفوعة بإيقاف تدهور العلاقات مع مصر أكثر من ذلك، وهذه العملية جاءت بعد سقوط الأنظمة العربية قد دشنت مرحلة جديدة من عمر الدولة الصهيونية "صراع البقاء".
توزان الرعب
المحلل السياسي المختص في الشئون الصهيونية هاني البسوس قال: "الأوضاع الإقليمية المحيطة من ثورات عربية أدت لإضعاف قوة الردع لدولة الكيان وجعلته مكبلا ويملأه الخوف من الشعوب وليس من الحكومات, مؤكداً أن الشعوب باتت، وهي منتفضة، أقوى من السلطات الحاكمة ما أجبر دولة الاحتلال لإعادة حساباتها ومراقبة الاوضاع لحين الاستقرار!!
وأضاف :" الثورات العربية جعلت حالة من التوازن في الرعب, فدولة الاحتلال باتت ترتعد من افتعال حرب على قطاع غزة تسبب ثورة شعبية عربية ضدها بجهوم بشري كاسح بملايين الأشخاص يسبب زعزعة كبيرة في الكيان تهدد بقاءه".
ولفت البسوس إلى أن المقاومة الفلسطينية أحدثت أيضاً حالة من التوازن في الردع مع الاحتلال فباتت تقصف المدن الصهيونية بصواريخ (غراد) التي تغطي بمداها نصف سكان دولة الكيان, مؤكداً أن زيادة قوة المقاومة يدفع الاحتلال للتفكير كثيراً قبل التجرؤ على القيام بعملية جديدة لأنها ستزيد من قوتها من خلال دعم الثورات العربية لها ومن ضمن هذه الأشياء التي سيتم دعم المقاومة بها هي أسلحة جديدة من بقايا الأنظمة التي تم الإطاحة بها.
وشدد المحلل المختص بالشأن الصهيوني على أن دولة الاحتلال لديها القوة الكافية لتنفيذ عملية عسكرية ضخمة ضد المقاومة في قطاع غزة, مؤكداً أن عمليات القصف المركز والاستهداف على مدار الأيام الماضية هدفه استعادة قوة الردع العسكرية دون الوصول لحرب واسعة.
اتهامات متبادلة
وكانت الحكومة الصهيونية والمعارضة تبادلتا الاتهامات على خلفية التصعيد في قطاع غزة في أعقاب هجمات إيلات، حيث قالت رئيسة حزب كديما والمعارضة الصهيونية تسيبي ليفني للإذاعة العامة الصهيونية، إن دولة الكيان خرجت بصورة سيئة من جولة المواجهة الأخيرة في الجنوب وعليها أن تعيد ردعها.
وأضافت: "إن طرح الحكومة للبدائل ضد غزة بأنها تتراوح ما بين "عدم القيام بشيء" والحرب هو تضليل للجمهور"، محذرة من أن عزلة دولة الكيان السياسية تقيد قدرتها على شن عملية عسكرية ضد غزة.
من جانبه، رفض الوزير بيني بيغن أقوال ليفني وقال إنه "عندما تكون لدى الدولة قوة فإنها مطالبة باستخدامها بتعقل ونسبية، ووفقا لما هو مطلوب فقط".
بداية ضعف الردع
وفي ذات السياق، يؤكد المحلل السياسي محمد أبو راشد أن مرحلة تآكل قوة الردع لدولة الكيان ليست وليدة اليوم بل بدأت بالانسحاب الصهيوني تحت ضربات حزب الله من جنوب لبنان, ثم الانسحاب الثاني من غزة, مؤكداً أن الانسحابين شكلا هزيمة للمشروع الصهيوني لأن الدولة باتت غير قادرة حتى على الحفاظ حتى على الأراضي التي نهبتها بالقوة.
وأضاف :"ثم تآكلت أغلب قوة الردع الصهيوني بعد العجز في حرب لبنان وحرب الفرقان في غزة بما يكرس العجز الصهيوني في إنجاز النصر وفرض الإرادة فأتى على البقية الباقية من قوة الردع".
وتابع :" دولة الاحتلال حالياً تعيش مرحلة صراع البقاء بعد خلع الكنز الإستراتيجي والحليف الحامي الرئيس المصري حسني مبارك، ما جعلها تفيق على واقع جديد لن يغطي على جرائمها كما كان سابقاً في الحرب على غزة، إضافة إلى أن رياح التغيير التي تعصف بالكنوز الصهيونية تجوب المنطقة من حولها كأنها في قلب دوامة كبيرة".
واستطرد :"الطعنة هذه المرة جاءت من الحدود المصرية الآمنة التي لم تتكلف دولة الكيان عناء حمايتها بنفسها طوال ال 30 سنة الماضية, وللعلم فقط لم تقصر القوات المصرية على الحدود فى واجبها, لكن العملية مخطط لها جيدا ومركبة وفى أكثر من مكان, واختراق حدود بطول 250 كم ليس بالأمر الصعب، هذا مع افتراض أن القوة المهاجمة جاءت من الحدود المصرية.
وأشار إلى أن أصعب شيء تواجهه دولة الكيان هو رد الفعل الشعبي الضخم والمستمر والذي لا تستطيع الحكومات التي أفرزتها الثورات أن تكون بعيدةً عنه.
ولفت إلى أن قمة الذل في ضعف الردع الصهيوني تمثلت في التوصل إلى هدنة مع الفصائل الفلسطينية في فترة قصيرة جدًا وتخلى دولة الكيان عن أمرين كانت تصر عليهما دائما في جميع اتفاقيات التهدئة غير المباشرة؛ وهما أنها لا تعترف باتفاق تهدئة بمعنى تخرج تصريحات تقول نحن لم نتفق مع أحد.. وإذا اختارت الفصائل وقف إطلاق النار فهذا شأنهم.
أما الأمر الثاني فهي كانت تحاول فرض كونها صاحبة آخر عملية عسكرية قبل الاتفاق وأول عملية بعد الاتفاق.
ويرى محلل موقع المجد .. نحو وعي أمني أن على الكيان قراءة المتغيرات الحاصلة بشكل جيد لأن التاريخ لن يرحم أحدًا.